تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكل صورة جميلة فهي من خلقه، ومن مزالق هذا الباب: تزيين الشيطان الصور المحرمة في عين الناظر، فيشغل بجمال المخلوق عن جمال الخالق، ويمتلئ قلبه بشهوة محرمة لصورة ناقص فان يشغل به عن الكامل الباقي، ولهذا أمرنا بغض النظر عن الصور المحرمة، لئلا تفسد القلوب بمحبة غير الله عز وجل.

والجمال أحد ركني الكمال، فالله، عز وجل، حميد: (وهذا هو ركن: الجمال)، مجيد: (وهذا هو ركن: الجلال)، ولله، عز وجل، منهما أعلى المراتب، لأن له مرتبة الكمال المطلق، وكل من مدح من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، فإنما مدح بالجمع بين هذين الركنين، فمعظم البشر مفَرط في أحدهما، مفَرِط في الآخر، فتجده دائما: رفيقا لينا، ولو في المواضع التي تحتاج الشدة، أو: شديدا ولو في المواضع التي تحتاج رفقا ولينا، بينما آحاد البشر من المرسلين ومن سار على طريقتهم هم الذين حققوا هذه الثنائية، فجمعوا بين المتضادين، كل في موضعه، وهذه هي العظمة الحقيقية، ومن أوصاف محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: الضحوك القتال، فهو: ضحوك بشوش في وجوه المؤمنين، قتال لمن كفر برب العالمين.

ومع:

28_ الحيي:

وهو كسابقيه من الأسماء غير المشهورة، وقد استدل له الشيخ المؤلف، حفظه الله، بحديث: ( ...... إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر .... )، وحديث: (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا).

وحياء الله، عز وجل، صفة: فعل، فهو حياء حقيقي، لا نعلم كيفيته، وإن كنا نعلم معناه، وهو وصف كمال لله، عز وجل، لا يعارض الحكمة، ولا يعارض بيان الحق والحجة كما قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا)، فليس كحياء بعض البشر الذين يحملهم أحيانا على ترك بعض الواجب من أمر بمعروف أو نهي عن منكر، كما هو واقع في أزمان الغربة كالزمن الذي نعيشه الآن، فكثير منا يؤثر السلامة، فلا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وإن كان ظاهرا، وللمسألة ضوابط شرعية لا يتسع المقام لتفصيلها وأدناها: إنكار القلب والزوال عن المنكر إن لم تستطع إزالته.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 10 - 2007, 09:12 ص]ـ

ومع:

29_ الستير:

وهو، أيضا، من الأسماء التي لم تشتهر بين عموم المسلمين، بل الاسم المشتهر الذي يدل على صفة الستر الثابتة لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله، هو اسم: "الستار": صيغة مبالغة: "فعال" من الستر، ولم يرد في دليل في القرآن أو في السنة، وإنما يصح إطلاقه، على الباري، عز وجل، على مذهب من جوز اشتقاق أسماء للباري، عز وجل، من صفاته العلى، بضوابط أبرزها: أن تكون حسنى قد بلغت الغاية من الحسن فلا تدل على النقص بأي وجه من الأوجه، وإنما هي أعلام تدل على صفات كمال مطلق اشتقت منها، اشتقاق الاسم من الصفة، وجماهير السلف على المنع من ذلك، لأن الباب، كما تقدم مرارا، توقيفي بحت.

ودليل هذا الاسم من السنة حديث:

( ...... إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر .... )

وعند البيهقي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ( ......... إن الله ستير يحب الستر)

والستير لغة: فعِيل، صيغة مبالغة من: ستر يستر سترا، ومنه قيل لـ: "الستارة": "ستارة"، لأنها تحجب ما خلفها عن أعين الناظرين، ومنه قوله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا)، أي: ساترا، فهو: "مفعول" بمعنى: "فاعل"، وكأنه ستره قد بلغ غاية صح معها أن يوصف هو نفسه بأنه مستور بساتر آخر، وفي هذا من كمال الستر والحفظ والعناية بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما فيه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير