تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وعند التحقيق، لا مانع أن يكون الاسم نصا في أحد أنواع العلو مع دلالته في نفس الوقت على بقية أنواع العلو، فلا تعارض يمنع الجمع بين هذه المعاني، فكلها ثابتة للباري، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله.

واجتماع علو القهر مع علو الفوقية يعني أنه الملك من فوق عرشه الذي علا بذاته فوق كل شيء، والذي قهر كل شيء، وخضع لجلاله كل شيء، وذل لعظمته وكبريائه كل شيء.

وفي التنزيل: (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ).

فلو وجد أكثر من إله، لانتفى علو القهر لهم جميعا، فإما أن يستقل كل منهم بملكه، كما يستقل ملوك الدنيا، وإنما أن ينزع القوي منهم ملك الضعيف، وإما أن يكونوا جميعا تحت قهر إله واحد، متعال، تخضع له رقاب ملوك الدنيا، وانتظام أمر العالم وفق هذه السنن الكونية الدقيقة دليل على القول الأخير، فالتمانع في الربوبية، بحيث يستحيل وجود خالق أو رازق أو متعال قهار غير الله، دال على التمانع في الألوهية، فلا معبود بحق سواه، وفي الآية سبر وتقسيم بديع، إذ ذكر جميع الاحتمالات وأتى عليها بالبطلان، وأشار إلى القول الصحيح بدلالة مفهوم مخالفة الأقوال المذكورة في الآية، فلما لم يذهب كل إله بما خلق، ولم يعل بعضهم على بعض، علم أنهم، جميعا، عباد مربوبون مقهورون.

والتعالي: صفة ذات قائمة بذات الباري، عز وجل، القدسية، لا تنفك عنها، على وجه يليق بها، وهو من جهة دلالته على علو خاص: علو القهر، دال على صفة فعلية متعلقة بمشيئته، عز وجل، تماما كوصف الاستواء، فهو علو خاص لا يدرك إلا بالدليل السمعي، فالعقل لا يوجبه ولا يمنعه ابتداء، وإنما يجوزه، فلما جاء الدليل السمعي بإثباته انتقل من الإمكان إلى الإيجاب، خلاف علو الذات والشأن والقهر، فهي مما جاء به السمع ودل عليه العقل ابتداء.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله

ـ[امرأه تتمنى الفلسفه]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 03:01 ص]ـ

والله أعلى وأعلم ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير