والله، عز وجل، هو القوي، الكامل في قدرته، فلا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، فقوته مطلقة كاملة لا منتهى لها، وفي التنزيل: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[09 - 10 - 2007, 08:41 ص]ـ
ومع:
37_ المتين:
ودليل ثبوته:
قوله تعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، فجاء معرفا بالألف واللام.
وقول ابن مسعود، رضي الله عنه: (أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)، والحديث عند أبي داود، رحمه الله، في أول كتاب الحروف والقراءات، والترمذي في سننه، والنسائي في الكبرى، وأحمد والطيالسي وأبي يعلى في مسانيدهم، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه.
وكان هذا قبل أن يجمع عثمان، رضي الله عنه، الأمة على حرف واحد من الأحرف السبعة، بعد زوال سبب الرخصة في القراءة بها، لما اعتادت الألسنة القراءة بحرف قريش الذي نزل به القرآن، والرخصة إنما تشرع عند وجود سببها، فإذا وجد وجدت، وإذا زال زالت فهي تدور معه وجودا وعدما، كما يدور الحكم مع علته، فضلا عن وجود ما يستدعي العمل بالعزيمة وترك الرخصة في هذه المسألة بعينها لما وقع التنازع بين المسلمين في القراءة، كما في حديث حذيفة، رضي الله عنه، وكما وقع بين يدي عثمان، رضي الله عنه، في المدينة، فصارت المصلحة في جمع الناس على حرف واحد سدا لهذا الباب ودرءا لهذه الفتنة، وهو ما حمده الصحابة، رضي الله عنهم، وعلى رأسهم علي، رضي الله عنه، للخليفة الشهيد: ذي النورين رضي الله عنه.
والمتين في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالمتانة، والمتين هو الشيء الثابت في قوته، الشديد في عزمه وتماسكه، والواسع في كماله وعظمته ويلحق بمعناه: الثبات والامتداد والصلابة والارتفاع، ومنه: المتن: وهو ما صلب وارتفع من الأرض، ولهذا قيل لمتن الحديث متنا في علم المصطلح، لأن المسند بذكر سند القول: يقويه ويرفعه إلى قائله، أو يقال هو من: تمتين القوس، أي: شدها بالعصب، لأن المسند يقوي الحديث بسنده.
"تدريب الراوي"، (1/ 121).
ويأتي المتين بمعنى الواسع، يقول ابن منظور رحمه الله: (المتن من كل شيء ما صلب ظهره والجمع متون).
والمتين سبحانه، هو القوي في ذاته الشديد الواسع الكبير المحيط، فلا تنقطع قوته ولا تتأثر قدرته، فهو الذي بلغ النهاية في كمال القوة والقدرة.
وقد وصف الباري، عز وجل، بعض أفعاله بوصف المتين، فقال: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)، فدل ذلك على أن صفة المتانة تطلق على الذات القدسية، وعلى أفعال الباري، عز وجل، فكيده صفة كمال مقيد، فلا تطلق مجردة عن قيدها، لأن معناها الكلي يقبل الانقسام إلى ما هو محمود، وما هو مذموم، فلزم تقييدها بالمعنى المحمود، وهو الكيد بأعدائه من الكفار والمنافقين والفسقة والعصاة ............. إلخ، فهو يملي لأعدائه، ويكيد كيدا متينا على الوجه اللائق بجلاله.
وقد فسر ابن عباس، رضي الله عنهما، المتين بـ: الشديد، فقال: الشديد في قوته، الشديد في عزته.
ويجوز الإخبار عن الله، عز وجل، بأنه: "الشديد" مطلقا عن أي قيد، ولكن لا يوصف بذلك، ولا يقال، من باب أولى، إن من أسمائه الشديد، لأن باب الإخبار عن الباري، عز وجل، كما تقدم في أكثر من موضع، أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء.
وأما وصف الله، عز وجل، بالشدة مقيدة، فقد جاء به التنزيل في مثل:
قوله تعالى: (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ).
وقوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ).
وقوله تعالى: (وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ).
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 07:55 ص]ـ
ومع:
38_ الحي:
فالحي في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالحياة، فعله: حي يحي حياة، وله كـ: المبين والقيوم، جذران لغويان:
¥