وهو الذي أرسل محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهدى به من ضلالة، وعلم به من جهالة، بعثه على حين فترة من الرسل، وقد نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، انزوى الحق في أشخاصهم، ففروا إلى الصوامع والبيع، يقصدهم المريدون، ويفر إليهم طلاب الحق من أمثال سلمان، رضي الله عنه، وقد آثروا العزلة على الخلطة، فتخلت النصرانية عن قيادة العالم وصارت طقوسا لا تتعدى محيط كنائسها، حتى بزغ فجر الإسلام من قلب الصحراء العربية، ليتسلم قيادة البشرية إلى ما شاء الله، على منهاج النبوة:
منهاج: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ).
منهاج: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)
منهاج: (لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما)
منهاج: (إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم إلينا ولا نعلم شيئا وإنما نفعل كما رأيناه يفعل)
منهاج: (عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءَةَ).
فقد بين صلى الله عليه وعلى آله وسلم الدين كله: أصولا وفروعا، عقيدة وشريعة وسلوكا، فلسنا في حاجة إلى استدراك مستدرك من متكلم يخوض في العقائد، أو صاحب رأي يخالف السنة برأيه، أو ساسة يرون المصلحة بخلاف ما قرره الشارع، عز وجل، أو شيخ يدعي من علوم التزكية ما لم يأت به محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فشريعته تامة تامة: قد تكفلت بتزكية الأرواح والأبدان في توازن عجيب، فلا هي يهودية تغلو في الماديات، ولا هي نصرانية تغلو في الروحانيات، وداخل ملة الإسلام: يقف أهل السنة والجماعة بين النحل وقوف الإسلام بين الملل.
ويوم نحي الإسلام عن القيادة، ارتدت البشرية إلى جاهليتها الأولى، في ثوب عصري، أشبع الغرائز، في بهيمية منقطعة النظير يشهد لها الفحش والشذوذ الذي تعاني منه الحضارة الغربية العجوز، وقد أثبتت التجربة فشلها الذريع في قيادة البشرية، وباتت الساحة مهيأة لعودة الإسلام، من جديد إلى سدة الحكم، ليقود البشرية مرة أخرى إلى سعادة الدارين.
ولعلم الرب، جل وعلا، مراتب هي:
علمه بالشيء قبل كونه.
و: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ، وهاتان المرتبتان لا يبلغهما ملك مقرب ولا نبي مرسل.
و: علمه بالشيء حال كونه ووقوعه.
و: علمه بالشيء بعد كونه ووقوعه.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[19 - 10 - 2007, 07:28 ص]ـ
ومع:
46_ التواب:
فالتواب في اللغة: من صيغ المبالغة: صيغة: "فعال" التي تفيد كثرة وقوع الفعل، إما باعتبار كثرة من يتوب عليهم، أو كثرة مرات توبته على العبد الواحد، إن أذنب، ثم رجع، ثم أذنب ثم تاب، كما في الحديث القدسي: (أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ)، فتكرر الذنب من العبد وتكررت التوبة من الرب جل وعلا، ولا يعني ذلك تعمد الوقوع في الذنب بحجة أن الله، عز وجل، قد تكفل لمن تكرر منه وقوع الذنب بتكرر التوبة متى أقلع وندم، وإنما الحديث في حق من صدق في توبته وجاهد نفسه فغلبته
¥