قَالَ يَقُولُ اللَّهُ أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمُتَعَالِي يُمَجِّدُ نَفْسَهُ قَالَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى رَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرُ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيَخِرُّ بِهِ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسنده.
فهو مجيد في ذاته ممجد لها، ولا أحق بالمجد والحمد منه.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[22 - 11 - 2007, 05:54 م]ـ
ومع:
60_ الفتاح:
فالفتاح: صيغة مبالغة من: قتح يفتح فتحا.
والفتح: ضد الإغلاق.
والله، عز وجل، هو الفتاح الذي يفتح:
أبواب الرحمة والرزق لعباده أجمعين، فيكون الفتح هنا: كونا لا شرعا، فالرزق مكفول لكل الخلائق: مؤمنهم وكافرهم، مصداق قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
وهو الذي يفتح أبواب الرحمة الخاصة: رحمة النبوة، على من يصطفيه من خلقه، ويفتح لأتباعهم من حملة علم النبوة ما يفتح من أبواب العلم والفقه في الدين، وفي حديث معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، مرفوعا: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).
وهو الذي يفتح على نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم من محامده في مقام الشفاعة ما يفتح، فيلهمه محامد لم يؤتها أحد قبله.
وهو الذي يفتح على عباده المؤمنين ديار الكفار والمشركين إن التزموا سننه الشرعية، وإلا أسلمهم إلى سننه الكونية التي لا تداهن أحدا، ومنه قيل لانتصارات المسلمين على الكفار والمشركين: فتوحات.
وهو الذي يفتح أبواب النعم على عتاة خلقه: ابتلاء واستدراجا، مصداق قوله تعالى: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)
وهو الذي يحكم بين عباده فيما هم فيه يختلفون، فالفتح يأتي بمعنى: الحكم والفصل بين الخلائق، ومنه قوله تعالى: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)، وقوله تعالى: (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ)، وليس المقصود هنا فتحا بعينه كفتح مكة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قبل إسلام الطلقاء فنفعهم إيمانهم بخلاف أولئك، فلا ينفعهم إيمانهم، يقول ابن كثير رحمه الله:
ومَنْ زعم أن المراد من هذا الفتح فتحُ مكة فقد أبعد النَّجْعة، وأخطأ فأفحش، فإن يوم الفتح قد قَبِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريبًا من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم، لقوله: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ}، وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل، كقوله تعالى: {فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 118]، وكقوله: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ} [سبأ: 26]، وقال تعالى: {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} [إبراهيم: 15]، وقال: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا} [البقرة: 89]، وقال: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: 19]. اهـ
وصفة الفتح من الصفات الفعلية المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 11 - 2007, 02:09 م]ـ
ومع:
61_ الشهيد:
فالشهيد في اللغة: صيغة مبالغة من: شهد يشهد شهودا وشهادة.
¥