ـ[أبو الربيع الزهراني]ــــــــ[31 - 12 - 2007, 06:36 م]ـ
أشكر (مهاجر على مجهوده الكبير وحتى يتسنى للأخوة قراءة الأسماء أقترح عرضها واحدا واحدا.
ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 01 - 2008, 08:20 ص]ـ
شكر الله لك أبا الربيع مرورك وحسن ثنائك.
وبعض اللمحات تكون قصيرة بحيث يمكن إدراج أكثر من اسم في مداخلة واحدة كهذه المداخلة وهي مع:
71_ الديان:
فلم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم، ولكن سمى اللهَ، عز وجل، به النبيُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم على سبيل الإطلاق، فعند البخاري، تعليقا، من حديث جابر، رضي الله عنه، مرفوعا: ( ............ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ)، والحديث عند أحمد، رحمه الله، في مسند عبد الله بن أنيس، رضي الله عنه، وعند الحاكم في مستدركه والطبراني في مسند الشاميين من حديث جابر، رضي الله عنه، أيضا.
والديان صيغة مبالغة على وزن: "فعال"، فعله: دان يدين دينا، والدين يأتي بمعنى:
القهر: فيقال دان الله عباده، إذا قهرهم فدانوا له وانقادوا.
والمحاسبة: ومنه قيل لليوم الآخر: يوم الدين، لأن الله، عز وجل، يحاسب عباده فيه، يقول ابن القيم، رحمه الله، في معنى يوم الدين: "يوم يدين الله العباد بأعمالهم: إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا، وذلك يتضمن جزاءهم وحسابهم". اهـ
والخلق: فيقال: المرء على دين خليله، أي: على خلقه.
وقد يكون الديان بمعنى: صاحب الديوان، وهو الكتاب الحافظ للأعمال، كما روى أحمد من حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا: (الدَّوَاوِينُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ دِيوَانٌ لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا وَدِيوَانٌ لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَغْفِرُهُ اللَّهُ فَالشِّرْكُ بِاللَّهِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ}
وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ مِنْ صَوْمِ يَوْمٍ تَرَكَهُ أَوْ صَلَاةٍ تَرَكَهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَغْفِرُ ذَلِكَ وَيَتَجَاوَزُ إِنْ شَاءَ وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لَا يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَظُلْمُ الْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا الْقِصَاصُ لَا مَحَالَةَ).
والديان سبحانه هو الذي دانت له الخليقة، وعنت له الوجوه وذلت لعظمته الجبابرة وخضع لعزته كل عزيز، فله انقاد الكون بذراته، وكل مجازى بأفعاله، قد أحصاها الديان: (فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى).
واسم الديان يدل على صفة من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الباري عز وجل.
ومع:
72_ الشاكر:
فقد ورد في موضعين من التنزيل في:
قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
وقوله تعالى: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا).
ولم يرد في السنة النبوية المطهرة.
والشاكر: اسم فاعل للموصوف بالشكر، فعله: شكر يشكر شكرا، والشكر هو: الثناء الجميل على الفعل الجليل، ومجازاة الإحسان بالإحسان، وتقدم أن الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، بخلاف الحمد الذي يقتصر على القلب واللسان، وفي التنزيل: (اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)، والعمل لا يكون إلا بالجوارح، وقد يقال بأن العمل هنا يشمل: عمل القلب من الرضا، وعمل اللسان من الذكر، وعمل الجوارح من الطاعات، فيكون مفهوم العمل أعم من الأعمال البدنية الظاهرة.
¥