تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والشافي: يدل على صفة الشفاء الفعلية المتعلقة بمشيئة الباري، عز وجل، فإن شاء شفى، وإن شاء لم يشف.

والله أعلى وأعلم.

يتبع إن شاء الله.

ـ[مهاجر]ــــــــ[13 - 02 - 2008, 08:55 ص]ـ

ومع:

83_ الرفيق:

فقد ورد في السنة في حديث عائشة، رضي الله عنها، مرفوعا، وفيه: (إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ).

والرفيق في اللغة:من صيغ المبالغة: فعيل بمعنى فاعل، فعله: رفق، يرفق، رفقا، والرفق هو: اللطف وهو ضد العنف، وهو: لين الجانب ولطافة الفعل.

ورفيقك هو الذي يرافقك في السفر.

والمعنيان ثابتان لله، عز وجل، على الوجه اللائق بجلاله:

فالله، عز وجل، رفيق بعباده، يدبر أمرهم، ويغفر ذنبهم، بلا عوض أو حاجة.

وهو الرفيق الذي يعلم ما العباد عليه عاكفون، فهم معهم بعلمه: معية عامة يستوي فيها المؤمن والكافر، والبر والفاجر، وفي التنزيل: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فبدأها بالعلم وختمها به، فدل ذلك على أن المعية: معية علمية، فالله، عز وجل، على عرشه، كما يليق بجلاله، مع خلقه بعلمه المحيط، لا تخفى عليه منهم خافية.

وهو مع عباده المؤمنين، ينصرهم على عدوهم، ويحفظهم في أهلهم، وفي التنزيل: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)، فهذا النصر، ومن دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ)، وهذا الحفظ في الأهل.

وكان آخر كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اللهم الرفيق الأعلى).

يقول ابن حجر رحمه الله: "وَقَالَ الْجَوْهَرِيّ: الرَّفِيق الْأَعْلَى الْجَنَّة. وَيُؤَيِّدهُ مَا وَقَعَ عِنْد أَبِي إِسْحَاق: الرَّفِيق الْأَعْلَى الْجَنَّة، وَقِيلَ بَلْ الرَّفِيق هُنَا اِسْم جِنْس يَشْمَل الْوَاحِد وَمَا فَوْقه وَالْمُرَاد الْأَنْبِيَاء وَمَنْ ذُكِرَ فِي الْآيَة. (وهي قوله تعالى: "وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا")، وَقَدْ خُتِمَتْ بِقَوْلِهِ: (وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) وَنُكْتَة الْإِتْيَان بِهَذِهِ الْكَلِمَة بِالْإِفْرَادِ الْإِشَارَة إِلَى أَنَّ أَهْل الْجَنَّة يَدْخُلُونَهَا عَلَى قَلْب رَجُل وَاحِد، نَبَّهَ عَلَيْهِ السُّهَيْلِيُّ. وَزَعَمَ بَعْض الْمَغَارِبَة أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يُرَاد بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِأَنَّهُ مِنْ أَسْمَائِهِ كَمَا أَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل رَفَعَهُ " إِنَّ اللَّه رَفِيق يُحِبّ الرِّفْق "". اهـ

والمحمود في العبد أن يجمع بين الرفق والشدة، فلكل مقام مقال، فإن اشتبهت عليه الأمور، فليكن ميله إلى الرفق، فإن النجاح معه أكثر، كما أشار إلى ذلك الغزالي، رحمه الله، ولا يعني ذلك إعطاء الدنية في الدين، أو إذلال النفس لغير بارئها، فحلم الضعيف: عجز، وحلم القوي: كيس، ووضع الحلم في غير موضعه، كتقليد الخنازير بقلائد اللؤلؤ، ولله در أبي الطيب إذ يقول:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر ******* كوضع السيف في موضع الندى

وقد دل اسم الرفيق على صفة "الرفق" وهي من صفات الأفعال المتعلقة بمشيئة الله عز وجل.

ومع:

84_ المعطي:

ودليله حديث معاوية، رضي الله عنه، مرفوعا: (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَاللَّهُ الْمُعْطِي وَأَنَا الْقَاسِمُ وَلَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير