والمقيت يدل على صفة: "الإقاتة" المتعدية، وهي صفة فعلية متعلقة بمشيئته عز وجل.
ومع:
86_ السيد:
فقد ورد في حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه، رضي الله عنه، مرفوعا، وفيه: (السَّيِّدُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى).
والصيغة: صيغة حصر بتعريف الجزأين: لفظ الجلالة: "الله"، و "السيد"، كما في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ).
فالقصر هنا: حقيقي من جهة أن السيادة المطلقة لله، عز وجل، وإن صح إطلاق وصف السيادة على البشر، ولكنها سيادة مقيدة، كما في قوله تعالى: (وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ)، أي: زوجها، فالزوج سيد ولكن سيادته مقيدة، تماما كوصف "الرب" فهو عند إطلاقه يختص بالله، عز وجل، وعند تقييده يكون بحسب مقيِده.
يقول ابن القيم رحمه الله: "السيد إذا أطلق عليه تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب لا بالمعنى الذي يطلق على المخلوق". اهـ
و السيد في اللغة: صفة مشبهة للموصوف بالسيادة من: ساد يسود سيادة، والصفة المشبهة تدل على ملازمة الصفة للموصوف، فوصف السيادة: وصف ذات للباري، عز وجل، فلا يتعلق بمشيئته كصفات الأفعال.
ولله، عز وجل، السيادة المطلقة:
كونا: فما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن.
وشرعا: فهو السيد الذي يأمر عباده بما فيه صلاح معادهم ومعاشهم.
ومع:
87_ الطيب:
فقد ورد في:
حديث أبي هريرة، رضي الله عنه، مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا).
وحديث صَالِحِ بْنِ أَبِي حَسَّانَ عن سعيد بن المسيب، رحمه الله، عند الترمذي مرفوعا: (إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ).
قَالَ، أي: صالح بن أبي حسان الراوي عن ابن المسيب رحمه الله: َذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ فَقَالَ حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ. قَالَ أَبُو عِيسَى، أي الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَخَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ يُضَعَّفُ وَيُقَالُ ابْنُ إِيَاسٍ.
وقد علم من تتبع أحكام الترمذي، رحمه الله، في جامعه، أنه لا يطلق وصف الغرابة بمفرده إلا فيما هو ضعيف عنده، وقد حسن علامة الشام: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، رحمه الله، هذا الحديث.
والطيب في اللغة: صفة مشبهة من: طاب يطيب طيبا.
والطيب قد يكون محسوسا، كما في قوله تعالى: (كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا)، وهذا في الدار الفانية، وقوله تعالى: (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ)، وهذا في الدار الباقية.
وقد يكون غير محسوس، كما في قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، فالتشبيه: تشبيه مرسل مفصل، ذكر فيه طرفا التشبيه: الكلمة غير المحسوسة والشجرة المحسوسة وأداة التشبيه: الكاف، ووجه الشبه وهو قوله تعالى: (أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ).
والله، عز وجل، هو الطيب المبرأ من كل نقص وعيب، فاسم الطيب من الأسماء التي تتضمن نفي صفة عن الله، عز وجل، مع إثبات كمال ضدها، فلا يكفي أن يقول القائل: إن الله، عز وجل، مبرأ من كل نقص، بل يردف ذلك بقوله: وهو متصف بكل كمال مطلق وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو استأثر به في علم الغيب عنده.
يقول القاضي عياض رحمه الله: (الطَّيِّب فِي صِفَة اللَّه تَعَالَى بِمَعْنَى الْمُنَزَّه عَنْ النَّقَائِص، وَهُوَ بِمَعْنَى الْقُدُّوس، وَأَصْل الطِّيب الزَّكَاة وَالطَّهَارَة وَالسَّلَامَة مِنْ الْخُبْث).
¥