ـ[بثينة]ــــــــ[29 - 02 - 2008, 07:05 م]ـ
السلام عليكم.
اللهم اغفرلي يا غفور و يا رحمان يا رحيم ....
22 يوما و أنا بالمنتدى و لم أر هذه الصفحة؟؟؟؟؟؟؟؟ ( ops
يا الهي، ما هذا التأخر؟؟؟
لقد غابت عني أشياء كثيرة .... و لا يسعني لآن أن أقرأ كل هذه الصفحات، لكن سأحاول واحدة بواحدة .. الله يعينني.
بارك الله فيك أخي مهاجر .....
اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أن تدخل أخونا الحبيب " مهاجر" جنة الفردوس الأعلى يا ربي يا كريم.
آمين.
ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 03 - 2008, 08:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وبارك الله وأسكنك وإخواني الفردوس الأعلى، وجزاك خيرا على حسن الظن.
ومع:
89_ الأكرم:
فقد ورد في قوله تعالى: (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)، وقد دلت الآية على اختصاص الله، عز وجل، بهذا الاسم دلالة حصر بتعريف الجزأين: "ربك" المعرف بالإضافة، و: "الأكرم" المعرف بـ: "أل".
والأكرم: اسم تفضيل من الفعل اللازم: كرم يكرم كرما، فهو يدل على صفة لازمة لا تتعدى لغير الموصوف، فضلا عن كون اسم التفضيل مظنة الاختصاص، فـ: "أل" فيه: للعهد، لأنها اتصلت بصيغة: "أفعل" التي تدل على التمييز، فيكون المقصود: موصوفا بعينه لا يشاركه غيره في هذا الوصف، وهو الله، عز وجل، أكرم الأكرمين، وإن صح اشتراك غيره معه في أصل الصفة: الكرم، فيصح إطلاق وصف الكرم على الخالق، عز وجل، والمخلوق، من باب الاشتراك المعنوي، ولا يلزم من ذلك، كما تقدم مرارا، تمثيل أو تشبيه، لأن الاشتراك في المعنى: اشتراك في أمر ذهني مطلق لا يوجد في الخارج إلا مقيدا بموصوف، فيكون تابعا له، فكرم الله، عز وجل، فرع عليه، وهو، تبارك وتعالى، ليس كمثله شيء، فكذا كيفية صفاته ليس كمثلها شيء وإن اشتركت مع صفات الخلق في المعنى والاسم الدال على هذا المعنى والذي لا يمكن معرفته إلا به، لأن الألفاظ إنما وضعت للدلالة على معانيها، فلا بد من لفظ للدلالة على المعنى، بغض النظر عن الذات التي يقوم بها هذا المعنى، فإن الكيفية تبع لها، كما تقدم، وكرم الباري، عز وجل، كرم مطلق لا يعتريه نقص، لأنه، عز وجل، الغني الذي لا ينقص ملكه، ولو أعطى كل مخلوق مسألته، فلا يمل من سؤال السائلين ولا يتضجر من كثرة الداعين، ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا في الثلث الآخر، ليجيب الداعي ويعطي السائل وما به حاجة إليهم، ولو كفر أهل الأرض جميعا ما ضره ذلك، وما نقص من ملكه شيئا، مصداق قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)، فأكد غناه المطلق بـ: "إن"، واللام المزحلقة في: "لغني" لئلا يجتمع مؤكدان في صدر الجملة، واسمية الجملة، ليعلم الخلق كمال غناه عما سواه، وأما كرم المخلوق فهو فرع على ذاته الناقصة، فكرمه محدود، وملكه محدود، إن سئل مرة أعطى، وإن سئل الثانية تبرم وتضجر.
فلو قيل بأن: صيغة التفضيل هنا على أصلها: لصح المعنى على التفصيل السابق، لأن الله، عز وجل، أكرم الأكرمين.
ولو قيل بأنها منزوعة التفضيل، كما في قوله تعالى: (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آَللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)، وما يشركون لا خير فيه أصلا، لو قيل ذلك: لصح على وجه: كون كرم المخلوق لا ينهض إلى كرم الخالق، عز وجل، فكل كريم أمام كرمه: بخيل، وكل منفق أمام عطاياه ممسك، ومن تفضل على عباده بوصف الكرم، فجادت نفوسهم، وفاضت عطاياهم، أفلا يكون أحق به منهم؟.
والله، عز وجل، هو الكريم في ذاته، الكريم في أفعاله، فهو كريم مُكْرِم، فاسم الأكرم يتضمن المعنيين: اللازم القائم بذاته القدسية، والمتعدي إلى عباده المتعلق بمشيئته الكونية، فمن أكرمه فهو الكريم، ومن أذله فهو الذليل، مصداق قوله تعالى: (وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ)، فالاسم دال على صفة الذات وصفة الفعل معا.
ومع:
90_ البر:
فقد ورد في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).
والبر في اللغة: اسم فاعل للموصوف بالبر، فعله: بر، يبر فهو بار.
وفي لسان العرب: البر: العطوف الرحيم اللطيف الكريم.
والبر كما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: اللطيف.
وجعله ابن الأثير، رحمه الله، بمعنى: "البار"، وإنما جاء التنزيل بالأول دون الثاني.
وأشار الضحاك، رحمه الله، إلى معنى الصدق، فقال: هو الصادق فيما وعد.
بتصرف من "مختصر معارج القبول"، ص36، 37.
ويقول أبو السعود رحمه الله: "البر: المحسن"، ففسره باسم آخر من أسمائه عز وجل.
وسياق الآية يشهد لقول الضحاك، رحمه الله، فقد بر بوعده لأهل كرامته، فدعوه في الأولى، واستجاب لهم في الآخرة، فوفاهم أجرهم بغير حساب، و: (مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)، و: (مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا).
واسم البر يدل على صفة البر الفعلية المتعلقة بمشيئته، جل وعلا، فهي من صفات الأفعال.
والله أعلى وأعلم.
يتبع إن شاء الله.
¥