ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 04 - 2008, 03:34 م]ـ
ومع:
98_ الأعلى:
فقد ورد في عدة نصوص منها:
قوله تعالى: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى).
وقوله تعالى: (إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى).
وحديث حذيفة، رضي الله عنه، مرفوعا، وفيه: ( .................. ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ).
وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى".
وقد ثبت ذلك عن أبي موسي الأشعري والمغيرة بن شعبة، رضي الله عنهما، كما عند ابن أبي شيبة، رحمه الله، في مصنفه.
وقد اختلف في رفعه ووقفه، وإلى ذلك أشار أبو داود، رحمه الله، بقوله: "قَالَ أَبُو دَاوُد خُولِفَ وَكِيعٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَرَوَاهُ أَبُو وَكِيعٍ وَشُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَوْقُوفًا". اهـ
وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا رَكَعَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَذَلِكَ أَدْنَاهُ وَإِذا سَجَدَ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى ثَلَاثًا وَذَلِكَ أَدْنَاهُ". اهـ
وقد أعل بالإرسال، كما أشار إلى ذلك أبو داود، رحمه الله، بقوله: "قَالَ أَبُو دَاوُد هَذَا مُرْسَلٌ عَوْنٌ لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ". اهـ
وقد علم من نص أبي داود، رحمه الله، أنه قد نبه على ما في كتابه من أحاديث بها وهن شديد، والحديثان السابقان، بهما وهن من جهة: الاختلاف في الرفع والوقف في الأول، و: الإرسال في الثاني، وثبوت الحديث الأول، ولو موقوفا، يجعله حجة في الباب، لأنه مثله لا يقال بالرأي، إذ الأصل في أذكار الصلاة: التوقيف، وقد اعتمده الشافعية، رحمهم الله، في مشروعية هذا الذكر في الصلاة سواء أكانت: فريضة أم نافلة، لأن الأصل: التسوية بين الفريضة والنافلة إلا فيما جاء الدليل بخلافه كجواز صلاة النافلة من قعود مع القدرة على القيام بخلاف الفريضة، وأما الحنابلة، رحمهم الله، فقد قالوا بمشروعيته في النافلة دون الفريضة.
والحديث الثاني: مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف المنجبر، فليس وهنه وهنا شديدا إلا إذا كان مرسل تابعي صغير، كمراسيل: الزهري، رحمه الله، أو مراسيل من نص أهل العلم على وهن مراسيله، كمراسيل: الحسن وأبي العالية رحمهما الله.
وعليه ينظر في أقوال أهل العلم في مرسل ابن عون عن ابن مسعود، رضي الله عنه، هل ينجبر بالمتابعة أم هو شديد الوهن، فيكون على رسم أبي داود، رحمه الله، في رسالته إلى أهل مكة، لأنه اشترط بيان ما وهنه شديد عنده كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
و: "الأعلى": في اللغة: أفعل التفضيل من: علا، يعلو، علوا.
ومعناه يدور على المفاضلة بين اثنين أو جمع في كمال وصف أو فعل.
فالله، عز وجل، هو الأعلى، له من صفات الجمال والجلال التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المثل الأعلى، فلا يدانيه في كمالها مخلوق، ولو اشتركا في الاسم الدال على المعنى الكلي، فله من الحياة أكملها: فهو الحي أزلا وأبدا، لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يمسه لغوب، ولا يعتريه نقص المرض أو الموت، وللمخلوق منها: الحياة الناقصة الحادثة الفانية، ولا يمنع ذلك من اشتراكهما في معنى: "الحياة" الكلي المجرد، فإن المعاني إذا قطعت عن الإضافة صارت كلية مجردة في الأذهان لا وجود لها في الأعيان، لأنها لا تقوم إلا بأعيان خارج الذهن، فلا يلزم من وقوع الشركة فيها: التمثيل أو التشبيه، فإذا ما أضيفت، صارت تبعا للمضاف إليه، لأن المضاف يأخذ حكم المضاف إليه: لفظا ومعنى، فتصير حياة الله، عز وجل، تبعا لذاته القدسية، فرعا عليها، كما تقدم مرارا، وتصير حياة المخلوق تبعا لذاته الحادثة الفانية، فرعا عليها، وهكذا في كل الصفات والأفعال، فله من السمع أكمله، ومن البصر أكمله
¥