تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وظهر الاتجاه الفلسفي الباطني على يد المعلم الثاني: "الفارابي"، وابن سينا، والكندي .......... إلخ من الفلاسفة الإسلاميين الذين تبنوا الفكر الإسماعيلي الباطني، ومرة أخرى كان خط الانحراف السياسي موازيا لخط الانحراف العقدي، فيذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، أن بزوغ نجم ابن سينا على سبيل المثال كان في زمن الخليفة العباسي: المقتدر بالله، وكان قد تولى الخلافة طفلا في الرابعة عشر من عمره، فاضطربت الأمور في حاضرة الخلافة: بغداد، فاستفحل أمر القرامطة حتى قتل أبو طاهر القرمطي الحجاج يوم التروية سنة: 317 هـ، واقتلع الحجر الأسود، واحتمله إلى هجر، حتى عنفه المهدي العبيدي الدعي المنتسب زورا لفاطمة، رضي الله عنها، لأنه فضح القوم وأبان عن زندقتهم وسوء معتقدهم بهذه الفعلة الشنيعة، مما حمل أمير المؤمنين: عبد الرحمن الناصر، رحمه الله، مقدم دولة بني أمية في الأندلس على اتخاذ لقب الخلافة ورسم الإمارة بعد أن بلغته أنباء التردي الحاصل في المشرق، ووصل الأمر إلى حد قتل بعض البربر خليفة المسلمين، المقتدر، بل ونزعوا عنه سراويله، فظل عاريا حتى ستره أحد المارة بحشيش الأرض، وحفر له قبرا ودفنه فيه!!!!!.

وبمجيء المستكفي العباسي، سقطت الدولة تحت وصاية: بني بويه الذين أظهروا شعارا مناوئا لأهل السنة باسم حب آل البيت، رضوان الله عليهم، فاشتدت وطأتهم على الخلافة السنية في بغداد، وظهرت البدع العلمية والعملية في حاضرة الخلافة، ونشط دعاة الأفكار المنحرفة في ترويج بضاعتهم الفاسدة، وواكب ذلك بزوغ نجم بني عبيد، الذين عرفوا بعد ذلك بـ: "الفاطميين" زورا وبهتانا، فسرت دعوتهم الباطنية الإسماعيلية الإلحادية في قبائل "كتامة" في المغرب على يد الداهية: أبي عبد الله الشيعي، داعية بني عبيد، الذين أقام دولتهم، ولقي جزاء سنمار كما هي عادة الملوك مع أتباعها!!!، فكان نسخة جديدة من الداهية الآخر: أبي مسلم الخراساني الذي قوض ملك بني أمية وأقام ملك بني العباس، وكان جزاؤه ما فعله به المنصور العباسي، وللتاريخ سنن يجريها الله، عز وجل، ولا راد لقضائه.

وزحفت هذه الدعوة الخبيثة إلى مصر، فسقطت مصر في أيديهم، في زمن مقدمهم المعروف بـ: المعز لدين الله، بعد وفاة كافور الإخشيدي، رحمه الله، الذي كان حجر عثرة أمام أطماعهم التي لا نهاية لها، فصار الغرب كله من: الأطلنطي إلى مصر، باستثناء بعض المعاقل في المغرب الأقصى، تحت سيطرة قوم جهر أمراؤهم بسب الصحابة، رضوان الله عليهم، بل بسب الأنبياء، كما أثر ذلك عن القائم العبيدي، بما فيهم خاتمهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وامتد خطرهم إلى المشرق حتى كادت بغداد، يوما ما، أن تسقط في أيدي عملائهم فيما عرف بـ: "فتنة البساسيري" الذي اتصل بالفاطميين، فأمدوه بالمال والعتاد للقضاء على الخلافة السنية في المشرق، وأذاق القوم أهل السنة في مصر والمغرب صنوف العذاب والنكال، ولم يخفف من وطأتهم إلا ظهور قوة سنية جديدة أتت من المشرق الإسلامي، تلكم هي: قوة السلاجقة الأتراك الذين حرروا بغداد من الاحتلال البويهي في زمن الخليفة القادر العباسي، فدخل مقدمهم طغرلبك، رحمه الله، بغداد سنة 448 هـ، وخلفه السلطان المجاهد: "ألب ارسلان" قاهر الصليبيين في "ملاذكرد"، ولكن عرى ملكهم انحلت، بعد وفاة السلطان "ملكشاه"، وورث ملك السلاجقة مجموعة من "الأتابكيات" كان أشهرها: أتابكية: عماد الدين زنكي، رحمه الله، الذي خلفه ابنه نور الدين محمود الشهيد، الذي خرج من عباءته: مقدم بني أيوب، قاهر عباد الصليب ومزيل دولة الباطنية في مصر: صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير