تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو قصي]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 02:18 م]ـ

أشكر أخي أبا قصي مراجعتي في أمر ذهب ضحيته كذا وكذا. وذهب إلى أن إعرابي له مفعولاً لأجله غير صحيح لسببين أولهما أن (ضحية) ليس بمصدر والثاني أنه ليس علة للفعل.

وأقول أما أن (ضحية) ليس بمصدر فهو صحيح إن كنت تقصد المصدر القياسي فالفعل (ضحّى) مصدره القياسي (تضحية) وأما (ضحية) فهو ما يسمى عندهم اسم مصدر ويستعمل استعمال المصدر. هذا أمر، والأمر الآخر هو أنه قد ينوب عن المصدر غير المصدر والمهم أن يقوم بوظيفته وكذلك تكون النيابة في باب الحال والمفعول المطلق والنعت والمفعول فيه وغيرها.

أما كونه سببًا للفعل فهو ظاهر فالمعنى: هلك الأشخاص بسبب الحادث، والتركيب فيه مجاز فكأن الحادث قد ضحّى بالأشخاص فهم قد هلكوا من أجل أن يكونوا ضحية لهذا الحادث. كما تقول مات الجند فداء للوطن.

واللغة أخي أبا قصي ليست عقلا.

أخي / أبا أوس

نتفقُ على أنَّ (ضحية) ليس بمصدرٍِ قياسيّ. ولكني أخالفُك في قولِك: إنه اسمُ مصدرٍ، لأنَّ (ضحية) يدلُّ على معنًى وذاتٍ؛ قالَ في (القاموس): (والأُضحيَة، ويكسَرُ، كالضحيةِ). وقولك إنها اسمُ مصدرٍ إما أن يَكونَ انكشفَ لكَ، للقياسِ المستتبِّ، أو للمعنَى. فأما القياسُ، فلا قياسَ. وأمَّا المعنَى، فقد بينتُ أنَّه لا يستقيمُ. أمّا قولك: إنه قد ينوبُ عن المصدرِ غيرُه. فليسَ بإطلاقٍ. نعم؛ ينوبُ عن المصدرِ غيرُه في بابِ المفعولِ المطلقِ؛ ولكنْ لا نعرفُ أنه ينوبُ عن المصدرِ غيرُه في بابِ (المفعولِ لأجلِه). وإنما كانَ المفعولُ لأجلِه مصدرًا، من قِبَلِ أنه متجرّد للدلالةِ على المعنى. وتِبيانُ علةِ الفعلِ تقتضِي ذلك، ولا تقتضي ذاتًا.

أما كونُه ليس علةً للفعلِ، فناشئ عن كونِه غيرَ مصدرٍ؛ فلذلك قولُهم: (ماتَ الجندُ فداءً للوطنِ) قولٌ صحيحٌ، لأن (فداء) مصدرٌ، ويصِح أن يكونَ جوابًا لـ " لِمَ كانَ؟ ". أما قولُك: إنّ (ذهبَ ضحيتَه) في معنى (هلكوا من أجل أن يّكونوا ضحية لهذا الحادث)، قولك إنَّ هذا مسوّغٌ لكونِه مفعولاً لأجلِه، فيلزمُك عليهِ أن تعربَ (صلى محمدٌ حبيبًا للهِ) تعرب " حبيبًا " مفعولاً لأجله، لأنه في معنى (صلّى محمدٌ من أجلِ أن يكون حبيبًا لله). فإنْ قلتَ: إن بينهما فرقًا؛ فـ " ضحية " مصدر، و " حبيب " وصف. قلتُ: أنت أطلقتَ هذه التأويلَ؛ فالمنطقُ يقتضي أنّه إنما جاز أن يكون مفعولاً لأجله لهذا التأويلِ؛ وكلٌّ ما كان ذلك يكونُ مفعولاً لأجلِه؛ فيدخلُ في هذا " صلى محمدٌ حبيبًا لله ". فإن قلتَ: قد قيدتُّه بالشرطِ الأولِ، ولم أنبّهْ عليهِ في موضعه اتكالاً على فهمِ القارئ. قلتُ: لا بأسَ؛ فإنك قد أقررتَ أنّ (ضحية) ليس اسمَ مصدرٍ؛ وإنما هو وصفٌ، حينَ قلتَ: (هلكوا من أجلِ أن يكونوا ضحيةً للحادث)؛ فجعلتَ " ضحية " بمنزلةِ قولِك: (صلى محمدٌ من أجلِ أن يّكون حبيبًا لله). ولو كنتَ جعلتَه اسمَ مصدرٍ، لكانَ بمنزلةِ قولك: (صلّى محمدٌ من أجلِ أن يكون حُبًّا لله)، وهذا غيرُ مرادٍ، لأنه مجازٌ غيرُ مشهورٍ، وليس عليهِ كلامُ الناسِ.

لك شكوري.

* كتبتُ ما كتبتُ معَ انقطاعي عن هذا المنتدى؛ وذلك أني دخلتُ، فرأيتُ هذا الحوارَ مع الأخ أبي أوسٍ؛ فلم أشأ أن أمرَّ من دونِ أن أنبّهَ على هذه المسألةِ. وبالله أستعينُ.

أبو قصي

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 02:39 م]ـ

* كتبتُ ما كتبتُ معَ انقطاعي عن هذا المنتدى؛ وذلك أني دخلتُ، فرأيتُ هذا الحوارَ مع الأخ أبي أوسٍ؛ فلم أشأ أن أمرَّ من دونِ أن أنبّهَ على هذه المسألةِ. وبالله أستعينُ.

أبو قصي

أهلا بك

ـ[أبو قصي]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 05:58 م]ـ

الأخ / التويجري

هلا - بارك الله فيك - إذْ غيرتَ بعضَ الألفاظَ غيرتَ ما يتبعُها من أحكام!

1 - (وقولُك أنها اسمُ مصدر). الأصح: (وقولك إنها).

2 - (قولك أن هذا مسوغ). الأصح: (قولك إنّ).

أبو قصي

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 06:42 م]ـ

الأخ / التويجري

هلا - بارك الله فيك - إذْ غيرتَ بعضَ الألفاظَ غيرتَ ما يتبعُها من أحكام!

1 - (وقولُك أنها اسمُ مصدر). الأصح: (وقولك إنها).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير