تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - (قولك أن هذا مسوغ). الأصح: (قولك إنّ).

أبو قصي

السلام عليك أستاذنا الفاضل

لم أكن منتبها لما بعدها فمعذرة

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 07:25 م]ـ

أخي / أبا أوس

نتفقُ على أنَّ (ضحية) ليس بمصدرٍِ قياسيّ. ولكني أخالفُك في قولِك: إنه اسمُ مصدرٍ، لأنَّ (ضحية) يدلُّ على معنًى وذاتٍ؛ قالَ في (القاموس): (والأُضحيَة، ويكسَرُ، كالضحيةِ). وقولك أنها اسمُ مصدرٍ إما أن يَكونَ انكشفَ لكَ، للقياسِ المستتبِّ، أو للمعنَى. فأما القياسُ، فلا قياسَ. وأمَّا المعنَى، فقد بينتُ أنَّه لا يستقيمُ. أمّا قولك: إنه قد ينوبُ عن المصدرِ غيرُه. فليسَ بإطلاقٍ. نعم؛ ينوبُ عن المصدرِ غيرُه في بابِ المفعولِ المطلقِ؛ ولكنْ لا نعرفُ أنه ينوبُ عن المصدرِ غيرُه في بابِ (المفعولِ لأجلِه). وإنما كانَ المفعولُ لأجلِه مصدرًا، من قِبَلِ أنه متجرّد للدلالةِ على المعنى. وتِبيانُ علةِ الفعلِ تقتضِي ذلك، ولا تقتضي ذاتًا.

أما كونُه ليس علةً للفعلِ، فناشئ عن كونِه غيرَ مصدرٍ؛ فلذلك قولُهم: (ماتَ الجندُ فداءً للوطنِ) قولٌ صحيحٌ، لأن (فداء) مصدرٌ، ويصِح أن يكونَ جوابًا لـ " لِمَ كانَ؟ ". أما قولُك: إنّ (ذهبَ ضحيتَه) في معنى (هلكوا من أجل أن يّكونوا ضحية لهذا الحادث)، قولك أنَّ هذا مسوّغٌ لكونِه مفعولاً لأجلِه، فيلزمُك عليهِ أن تعربَ (صلى محمدٌ حبيبًا للهِ) تعرب " حبيبًا " مفعولاً لأجله، لأنه في معنى (صلّى محمدٌ من أجلِ أن يكون حبيبًا لله). فإنْ قلتَ: إن بينهما فرقًا؛ فـ " ضحية " مصدر، و " حبيب " وصف. قلتُ: أنت أطلقتَ هذه التأويلَ؛ فالمنطقُ يقتضي أنّه إنما جاز أن يكون مفعولاً لأجله لهذا التأويلِ؛ وكلٌّ ما كان ذلك يكونُ مفعولاً لأجلِه؛ فيدخلُ في هذا " صلى محمدٌ حبيبًا لله ". فإن قلتَ: قد قيدتُّه بالشرطِ الأولِ، ولم أنبّهْ عليهِ في موضعه اتكالاً على فهمِ القارئ. قلتُ: لا بأسَ؛ فإنك قد أقررتَ أنّ (ضحية) ليس اسمَ مصدرٍ؛ وإنما هو وصفٌ، حينَ قلتَ: (هلكوا من أجلِ أن يكونوا ضحيةً للحادث)؛ فجعلتَ " ضحية " بمنزلةِ قولِك: (صلى محمدٌ من أجلِ أن يّكون حبيبًا لله). ولو كنتَ جعلتَه اسمَ مصدرٍ، لكانَ بمنزلةِ قولك: (صلّى محمدٌ من أجلِ أن يكون حُبًّا لله)، وهذا غيرُ مرادٍ، لأنه مجازٌ غيرُ مشهورٍ، وليس عليهِ كلامُ الناسِ.

لك شكوري.

* كتبتُ ما كتبتُ معَ انقطاعي عن هذا المنتدى؛ وذلك أني دخلتُ، فرأيتُ هذا الحوارَ مع الأخ أبي أوسٍ؛ فلم أشأ أن أمرَّ من دونِ أن أنبّهَ على هذه المسألةِ. وبالله أستعينُ.

أبو قصي

إلى أبي قصي

أهلا بتفضلك بالمشاركة على الرغم من الانقطاع.

أما (الضحية) فليست في الأصل اسم ذات لأنه مأخوذة من الفعل (ضحا)، روى ثعلب عن ابن الأعربى: الضحِيَّة الشاةُ التى تُذْبَح ضَحْوَةَ مثل غَديَّة وعَشيَّة. قال: والضحِيَّة ارتفاع النهار. وجاء في اللسان: "وأَضْحَيْنا: صِرْنا في الضُّحى وبلغْناها، وأَضْحى يفعلُ ذلك أَي صار فاعِلاً له وقتِ الضُّحى كما تقول ظَلَّ، وقيل: إذا فعل ذلك من أَولِ النهارِ، وأَضْحى في الغُدُوِّ إذا أَخَّرَه.

وضَحَّى بالشاةِ: ذَبَحها ضُحى النَّحْر، هذا هو الأَصل، وقد تُسْتَعمَل التَّضْحِيةُ في جميع أَوقات أَيام النَّحْر. وضَحَّى بشاةٍ من الأُضْحِيةِ وهي شاةٌ تُذْبَحُ يومَ الأَضْحى. والضَّحيَّة: ما ضَحِّيْت به، وهي الأَضْحاةُ، وجمعها أَضْحًى يذكَّر ويؤَنَّث، فمن ذكَّر ذهَبَ إِلى اليومِ".

وبالجملة فلو أحللنا المصدر القياسي فقلنا: هلك الرجل تضحيةً للحادث، لرأيتها مثل: هلك الرجل ضحية للحادث.

ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 2008, 09:40 م]ـ

نعم أوافقك كل الموافقة، والمشكلة في منهجنا التعليمي كله الذي يعتمد على الحفظ، ولست بهذا أعمم على كل شيء بل لابد لنا أن نفرق بين نصوص يجب أن تحفظ مثل قدر من القرآن الكريم والسنة الشريفة والصالح من الشعر وأما العلوم والمعارف فمنها تربوي سلوكي يعلم عمليًّا ومنها معرفي يجب أن تفهم والضابط لذلك كيفية الأسئلة المصوغة وهي فن قد لا يحسنه كثير من المعلمين.

أما تعليم النحو فيجب أن يتخلص من الألفية وشروحها وينتخب من قضاياه ومسائله ما هو أقرب إلى حاجة المستعمل اللغة وما تواتر استعماله في كتب المتقدمين فكم من قضية شقي بحفظها الدارس وهي مطرحة لا وجود لها في الاستعمال وكم من مسألة لا تدري ما الشاهد عليها، ولكني أريد أن أنبه إلى أمر وهو أن تعليم النحو شيء مختلف عن تعليم اللغة ومهاراتها.

أستاذنا الفاضل

رغم ما لكتب الأقدمين من فضل إلا أنها مليئة بدرر قد تغفلها الكتب الحديثة لكن هذا لا يعني طرحها للمبتدئين أو الطلاب في المدارس بل تطرح في سنوات التعليم الجامعي في السنة الثالثة والرابعة وليس قبل ذلك.

أستاذي الفاضل بأي كتاب تنصح من أراد أن يبدأ في تعلم النحو فهي كثيرة جدا وربما تفاضلت في تقديم العلم في سياق سهل.

أنا أنصح بالتطبيق النحوي للدكتور عبده الراجحي وربما لأنه لمس نفس المشكلة

فهل هناك غيره أفضل منه.

مسألة أخرى في عطف البيان هل في إهماله واعتباره بدلا خطأ ما أم أنه فضل علم فقط

بورك في وقتكم وعلمكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير