تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

طريقة طلب العلم، جرّبها أحد طلاب العلم، رž

ـ[أبو حُذيفة النجدي]ــــــــ[30 - 09 - 05, 03:58 م]ـ

سأنقل إحدى طرق طلب العلم فقط ..

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:-

إلى الأخوة طلاب العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبعث إليكم هذه الورقات الخاصة بمنهج طلب العلم والتي يفضل أن يطبق ما فيها مع مجموعة من الشباب لكي يتعاونوا على البر والتقوى ويكون ذلك أدعى لمواصلة الطريق وأعظم للأجر، وأسأل الله أن يجعل فيها خيراً وينفع بها.

يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ففي هذه الآية دليل على فرضية العلم كفرضية الجهاد وكلاهما فرض على الكفاية وكما يتعين الجهاد لحالات فأيضاً يتعين العلم لحالات ولعل الأمة حققت بعض تلك الحالات لتعينه عليها، فيأثم من لا يتفقه أو يعين على التفقه بعد الاستطاعة على ذلك، ولا أريد الإطالة بهذا إنما المقصد التذكير بمنزلة العلم والأمر بالتفقه كالنفور إلى الجهاد وقال القرطبي عن الآية ”أنما أصل في وجوب طلب العلم وقال وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة وأنه على الكفاية دون الأعيان“ (1)، ولا يخفى عليكم ما للعالم من فضل وأثر على المجتمع وأن نقص العلم يكون بقبض العلماء وذلك من علامات الساعة وإذا صُدر الجهال سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا فهلكنا، ومن يريد أن يسير بالحركة العلمية قُدماً فيجب عليه أن ينظر إلى منهج سلفنا الصالح وكيف حققوا الرقي العلمي وأصبحوا صروحاً ومصابيح يهتدي بها، فلم يكن العلم يوماً حكراً على أحد إنما متأخرة نسبياً فإنه لا ريب سيصل إلى ما يرجوه، فالعلم نور من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد كان السلف يبدأون بحفظ القرآن ثم السنة مع الفهم الصحيح ثم بعد ذلك يجتهدون على حسب ما فهموا من الكتاب والسنة، فمثلاً شيخ الإسلام أفاد في فتاواه أنه كانت له ردود على بعض العلماء في العقيدة وهو ابن الحادية عشرة وكذلك الإمام مالك تصدر للفتوى وهو ابن الثامنة عشرة واجتهد الإمام الشوكاني في مثل سنة أيضاً وغيرهم كثير، إذاً فالعلم سهل ولا يحتاج إلى تهويل أهل هذا الزمان، ولو سلكنا طريقهم لوصلنا كما وصلوا، ولا شك أنهم كانوا متفرغين للرحلة والطلب وليسوا من الموظفين، أما نحن فقد أضعنا الأوقات في دراسة تفاصيل فضول علوم الآلة رغم أن الفقهاء والمحدثين وضعوها كطريق لفهم الكتاب والسنة لا عوضاً عنهما، فهي وسيلة لا غاية، وللأسف فمن أراد العلم في زماننا فإنه يضيع عمره ومجهوده بحفظ كلام الرجال وفتاواهم عوضاً عن حفظ الكتاب والسنة وكفى بذلك شراً حتى لو اعتضنا عنهما بكلام أبي بكر وعمر.

وهنا أريد أن أتكلم عن أمرين الأول: كيفية إزالة عوائق طلب العلم، والثاني: عن مدن الطلب مفصلة على المنهج المقترح والمجرب.

لا شك أن أكبر العوائق أمام طالب العلم هو عائق الوقت فكثير من الشباب المقبلٌ على الطلب يعمل يومياً لمدة لا تقل عن سبع ساعات ثم لا يكاد يرجع إلى أهله إلا مع أذان العصر مرهقاً وبقية يُستهلك في شؤون أهله وأمور أخرى، وأنا أقول إزالةً لهذا العائق:-

أولا: ينتخب ما لا يقل عن عشرة من خريجي التخصصات الشرعية ويراعى ألا تزيد أعمارهم على الأربعة والعشرين وأن يكون لديهم نسبة من الذكاء وقوة في الحافظ وأن يكون طيب المعدن ومزكى من قبل جلسائه أو شيوخه حسن الخلق ومتعالياً عن سفاسف الأمور وأهمها أن يكون لديه إقبال على طلب العلم، كما تكتب له ترجمة ملخصة عن حفظه وتخصصه وشيوخه وأعماله الدعوية وأن يكون غير مرتبط ببرامج أخرى غير ما نحن بصدده، إلى غير ذلك من المقومات التي تصلح أن ينصف بها الطالب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير