تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فضل تغسيل الأموات و قصص واقعية من دورة لتغسيل الأموات بجامع الراجحي عام 1422ه‍]

ـ[ابن هشام المصري]ــــــــ[23 - 07 - 05, 11:12 م]ـ

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد وعلى آله وصحبه،،، أما بعد:

في مرة من المرات حضرت دورة في تغسيل الأموات في جامع الراجحي القديم عام 1422ه‍‍ قبل أربع سنوات، والتي هي من إعداد وتقديم الشيخ عائض الشمراني والذي يقوم بتغسيل الأموات في نفس الجامع فيما عهدته، وحيث أن الدورة غريبة من نوعها (دورة في تغسيل الأموات) فقد كان شرط الحصول على شهادة (مغسل للأموات) ومختومة من وزارة الشئون الإسلامية تمر بمرحلتين:

الأولى: حضور الدورة في أغلب دروسها.

والثانية: الاختبار النظري والتطبيق العملي على عشر جنائز!! خلال فترة محددة.

لا تهم الشهادة بقدر ما تهم المعرفة، فقد شرد وهرب الكثير من الحاضرين في الدورة لحظة بداية الاختبارات وأنا منهم، وهذا ما يسترعي لفت النظر إلى سر هذه الظاهرة في مثل هذه الدورات، إذ الحاضرون 100 والناجح لا يتعدون أصابع اليد الواحدة!!، مما يدل على أن المسألة مستصعبة جداً من الناس أن تُعرف بين الأوساط الاجتماعية بأنك مغسل حاذق لجميع أنواع الأموات بكافة أشكالهم وصورهم (طبيعي - حوادث - حرق - غرق - قصاص - دهس - انفجار - هدم - حروب - أمراض،، الخ) أو تتحمل هذه المهنة وتصبر على أنواع المشاهد للأموات التي تراها كل يوم.

وقد جاء في فضل تغسيل الأموات بضعة أحاديث منها:

فقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعون كبيرة.، قال الحافظ ابن حجر في كتابه الدراية في تخريج أحاديث الهداية: إسناده قوي، وضعف هذه الرواية الشيخ الألباني.

وروى الحاكم في المستدرك عن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتاً فكتم عليه غفر له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبراً وأجنّه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن إلى يوم القيامة. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقره على ذلك الذهبي في التلخيص، وصححه أيضاً الألباني، (هكذا بلفظ أربعين في نسخة المستدرك المطبوعة، والمصادر الحديثية التي عزت إليه).

وبهذا يتبين أنه قد ورد ما يدل على أن تغسيل الميت يكفر أربعين كبيرة -ولكن بشرط الستر والكتم عليه- وذلك في الرواية التي رواها الطبراني وقواها الحافظ في الدراية، وضعفها الألباني، وفي رواية الحاكم التي في المستدرك: غفر له أربعين مرة. وليس أربعين كبيرة، وقد صححها الذهبي والألباني كما تقدم.

والله أعلم.

أما عن القصص التي حدَّث بها الشيخ عائض الشمراني في هذه الدورة فهي لا تنسى أبداً وأذكر من ذلك:

1) سألناه عن تغسيل تارك الصلاة بأن العلماء قالوا بأنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين بل يحفر له حفرة في البرية ويرمى فيها ويكبس بالتراب، والسؤال هل تطبقون ذلك عملياً أم أن في ذلك إحراج؟

فأجاب: بأنه قبل ثلاثة أسابيع (وقتها) جاء أب بولده الشاب إلى المغسلة وقبل أن نشرع في تغسيله أخبرنا بأن ابنه لا يصلي وأنا أبرِّي ذمتي لذمتك يا شيخ!!، فما كان من المغسلين إلا أن قالوا له خذ ولدك فلا نغسله ولا نكفنه ولا نصلي عليه بل ادفنه في البرية. وفعلاً أخذ الأب ابنه ودفنه في البرية ولم يدفنه في مقابر المسلمين.

وأخبر الشيخ عائض الشمراني أنه يحصل هذا مرات وليست المرة الأولى.

2) أخبر مرة الشيخ عائض الشمراني أن أبناءً جاؤوا بأبيهم (الميت) لكي يتم تغسيله! لكن الغرابة تكمن في أنه لم يسلموا للمغسلة تصريح دفن من الشرطة وإثبات الوفاة من المستشفى (من الباب للطاقة) فقال الشيخ: وضعتُ أباهم على المغسلة ونظر إليه فإذا هو ليس فيه علامات للوفاة معروفة كميلان أرنبة الأنف يميناً أو يساراً، فقام وأمسك بأنفه ودلكها بصورة سريعة (لأن الأنف كما يقول الشيخ له اتصال قوي بالروح وسرعة استجابة ولذلك يغمى الشخص سريعاً إذا ضُرِب في أنفه) فأفاق الأب من غيبوبته وأمره بالمكوث في مكانه، وقام بإبلاغ الشرطة بالواقعة، فتبين في نهاية المطاف أن الأبناء ظنوا أن والدهم قد مات بينما هو داخل في غيبوبة، ولأنهم يجهلون إمارات الوفاة في الإنسان ظنوا أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير