تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن كنت خطيباً أو داعية فخرِّج ما ترويه من أحاديث .. !!!

ـ[حسام الدين الكيلاني]ــــــــ[21 - 08 - 05, 05:29 ص]ـ

إن كنت خطيباً أو داعية فخرِّج ما ترويه من أحاديث .. !!!

إنَّ الحمد لله، نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

ثم أمَّا بعد:

فإنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

كثير من الدعاة والخطباء اليوم يروون الأحاديث النبوية دون الرجوع إلى الكتب المصادر الأصلية، فيقعون في المحظور وهو رواية أحاديث لا ولم تصح، إذ يكفي الواحد منهم ــ إلا من رحم ربك ــ أن يجد حديثاً غريباً عن العامة هنا أو هناك فيظنه مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تعجبه قصة أو شيء من السيرة غريب عن العامة قرأه في بطن بعض الكتب غير المصدرية، فيصنع من هذا الحديث أو القصة خطبةً ويجعلها أساس موضوعه ودرسه وهدفاً يدافع عنه، ولو أنه عاد إلى الأصل لعرف بطلان ما يقول.

والعودة إلى الأصول هي ما نسميه في علوم الحديث التخريج بشكل مبسط!

فما هو التخريج عند علماء الحديث؟

ومتى وكيف نشأ علم التخريج؟

وما هي فوائد علم التخريج بالنسبة للحديث، عند طالب العلم والداعية؟

وما هي الفوائد العامة للتخريج، عند طالب العلم والداعية؟

تعريف (التخريج) في اصطلاح المحدثين:

(عزو الأحاديث إلى مخرجيها من أئمة الحديث في كتبهم المسندة الأصلية مع الحكم عليها)

وهذا التعريف يشمل جانبين اثنين:

أولاً: معرفة مكان وجود الحديث.

ثانياً: معرفة درجة الحديث هل هو صحيح أم حسن أم ضعيف؟

وبالتالي فإن الداعية لن يقع برواية أحاديث لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هو عرف مكان وجود ما يرويه من أحاديث وعرف درجتها.

الكتب المسندة الأصلية:

ما معنى الأصلية؟

الكتب المسندة الأصلية هي التي وضعت للرواية، مروية بالأسانيد وليست كتباً للجمع، فلا يدخل في هذه الكتب الأصلية مثل الكتب التي تعتني بالجمع لأحاديث ذات صفة معينة، مثل الجمع بين الصحيحين، أو كتاب يجمع فيه مؤلفه عدد من الكتب، أو الكتب المختصرة التي تقوم بحذف للأسانيد للتقريب وللتسهيل للطلاب، أو التي توصف بالموضوعية في نفس الوقت والتي وضعها بعض العلماء لما رأوا تقاعس الهمم وتقريب الحديث أو تقريب ما ينفع الناس إليهم، فصنع البغوي [مصابيح السنة] مجرداً من الأسانيد ليس فيه إلا الصحابي الراوي، وكما صنع النووي رحمه الله في كتابه [رياض الصالحين] على سبيل المثال.

فلا يصح أن تخرِّج حديث فتقول: " انظر مصابيح السنة باب كذا أو كتاب كذا، أو انظر رياض الصالحين باب كذا "! فهذا قصور في التخريج، والعزو لا بد فيه من الرجوع إلى الكتب الأصلية.

ثم اعلم أخي في الله أن الحكم ثمرة مهمة من ثمار التخريج، أي لو قلت لك باستثناء بعض الكتب التي اتفق على صحتها كالبخاري ومسلم، إذا قلنا: " أخرجه الإمام أحمد في مسنده " فليس في هذا ما يدل على الصحة أو الضعف أو الحُسن، وإذا أحلنا إلى غيرهم من الكتب، سواء كانت مشهورة أو غير مشهورة؛ فإن ذلك لا يدل على معرفة درجة الحديث، وهذه المعرفة بدرجة الحديث هي الأمر المهم الذي نحتاج إليه.

متى وكيف نشأ علم التخريج؟

علم التخريج من علوم الحديث المتأخرة؛ وذلك لأن الحاجة إليه جاءت متأخرة أيضاً، المتقدمون من المحدثين كانوا يروون الأحاديث بأسانيدهم ويحفظون الطرق والأسانيد والاختلاف بينها، فلما صنفوا الكتب صنفوها على هذا النحو أسندوا الأحاديث وأسندوا الآثار بل وأسندوا فتاوى التابعين وأسندوا حتى أقوال الأئمة ومن جاء بعدهم، بل وحتى الأشعار، فلم يكن هناك حاجة لمن يطالعون هذه الكتاب إلى أن يبحثوا عن شيء آخر، فإنما أمامهم الأسانيد وعندهم أسماء الرجال وعلم أحوال الرجال متوفر في ذلك العصر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير