- المراكز التي تهتم بالمخطوطات انتشرت في العالم العربي خاصة في المملكة والكويت ومصر والمغرب, وهنالك اهتمام كبير بها وبكل أنواعها وهنالك محققون يعملون لتنقيحها وفض ما فيها خاصة في مجال تحقيق التراث, حيث يعمل الباحثون الأكاديميون أو أصحاب أطروحات الماجستير والدكتوراه في تنقيح هذه المخطوطات للاستفادة منها وما زال العمل جاريا فيها وبلا شك مع وجود هذا الكم الهائل من المخطوطات الذي قيل إنها بلغت أكثر من ثلاثة ملايين ما زالت موجودة وذلك رغم الدمار والخراب والزلازل والكوارث التي حل ت بالعالم, وهذا متمثل في الفهارس المكتوبة التي تدل على أن المخطوطة في المكان الفلاني أو المكتبة الفلانية, هناك فهارس مخطوطات لتنظيمها والدلالة عليها وهذه الفهارس لم تأت على كل الموجود في العالم من مخطوطات, طبعا طريقة اقتناء هذه المخطوطة لا بد أن تكون عن طريق خبراء وعارفين في هذا المجال من منقحين ومرممين وفاحصين وغيرهم, والخبراء هم الذين يفرقون ما بين المخطوطة الأصلية الصحيحة والمزورة أو المعدلة, فهم أهل الشأن وأهل الاختصاص في هذا المجال.
اهتمام رسمي
إذا كان هذا على المستوى الشعبي, ماذا عن اهتمام الحكومات الإسلامية كجانب من الاهتمام بالتراث الإسلامي?
- لا شك أن اهتمام الحكومات يفوق اهتمامات المراكز الأهلية, فمثلا نجد هنا أن مكتبة الملك فهد تهتم بالمخطوطات, كذلك مركز الملك فيصل للبحوث مع مكتبة الملك عبدالعزيز وكذلك الجامعات وكل ذلك يمث ل المستوى الرسمي وهناك مكتبات أهلية شخصية تهتم بالتراث على مستوى المملكة. وعندنا في الكويت لسنا الجهة الأهلية الوحيدة التي تهتم بالمخطوطات, فهناك المجلس الوطني للفنون والآداب قسم التراث وهي جهة تابعة لوزارة الإعلام وهناك وزارة الأوقاف بها مخطوطات, وفي مصر هناك دار الكتب المصرية ومكتبة الإسكندرية, وفي سوريا هناك مكتبة الأسد, وفي العراق هناك مكتبة مخصصة للمخطوطات والمكتبات الملكية بالمغرب, كل هذه الجهات حكومية وتجد الاهتمام الرسمي وتعتبر ذخائر وكنوزا.
ونحن نعيش الآن عصر المكتبة الإلكترونية وعصر التقنيات الحديثة كيف نفيد من هذه الوسائل العصرية في خدمة تراثنا?!
- نعم, الآن أصبح الحاسوب والإنترنت وغيرها في خدمة التراث وليس ضد التراث باعتبار أن هذه العلوم وهذه المخترعات الحديثة تستخدم لخدمة التراث ومن ذلك وبدلا من أن تصبح المراسلة عن طريق الفاكس وأن الباحث يجب أن يأتيك إلى مكانك فقط عليك بعرضها على الإنترنت ثم بعد ذلك تجهزها للباحث الذي سيطلبها أيضا عن طريق الإنترنت, وهذا ما يحدث الآن, فنحن في الجامعة العربية وفي معهد المخطوطات ومنظمة العلوم اقترحنا إنشاء شبكة عربية ت دخل فيها جميع الفهارس الموجودة في العالم العربي ومن كل الدول العربية وتكون الشبكة في متناول أيدي الباحثين والمهتمين بالتراث, فالإنترنت سه ل مهمة الباحث وأخضعت التقنية الحديثة لخدمتها. وكذلك يمكن أن تباع هذه المخطوطات أيضا عن طريق عرضها في الإنترنت وبالقيمة المحددة.
هل معنى هذا أن المخطوطات أصبحت ثروة قومية ولها سوق رائج تدر أرباحا كبيرة للأشخاص والمؤسسات?
- بلا شك فالأمة التي لا تملك تراثا تعتبر أمة غير طبيعية.
كيف تبيع الأمة تراثها?
- هي لا تبيعها إلا إذا أخذتها من مكان ما واستنفدت أغراضها فيها.
بحثتم عن كثير من المخطوطات ولم تجدوها فأين ذهبت?
- المخطوطات كثيرة وقد تذهب عن طريق الشراء, وبالمناسبة فالمخطوطات العلمية لا يطلعون أحد عليها إلا بعد الاستفادة الكاملة منها والفرق ما بين المخطوطة والوثيقة هو أن المخطوطة لها أكثر من نسخة والوثيقة نسخة واحدة; يعني مثلا؛وثيقة الزواج «عبارة عن ورقة واحدة وعندما تأتي المأذون الذي كتبها تجد منها عدة نسخ وهكذا .. فالمخطوطات كانت في السابق تختلف عن الوثيقة, حيث من الممكن أن تكون بخط المؤلف ثم يذهب بها بعد ذلك إلى المطبعة أو الوراق ويمكن أن تكون بخط تلميذ ويمكن أن تكون بخط مغاير في قرن آخر .. وهكذا تكون لها أكثر من نسخة ونادرا ما تكون نسخة واحدة, هذه النسخ قد تذهب نسخة منها للأمريكان أو الإنجليز بينما هناك نسخ أخرى في بلدان أخرى, فالأمة لا تبيع تراثها ولكن الناس هم الذين يسعون للربح المادي. مثلا المخطوط في بلده يساوي خمسين ألف ريال
¥