تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن إذا عرضه في مزادات عالمية متخصصة يساوي أكثر من ذلك بكثير, فالبائع لا يهمه تراث الأمة, ولكن وبلا شك نحن نعتقد أن خدمة الباحث مهمة جدا ولا بد من تصوير المخطوطات للباحثين سواء كانت أصلية أو مصورة حتى يستفيد الباحث منها في إكمال إطروحاته.

الحفاظ على الثروة

المخطوطات كثروة كيف يتم الحفاظ عليها?

- لا شك أن المخطوطات لا بد من حراستها ووضعها في أماكن آمنة من أيدي الناس ومن الآفات والعوامل الطبيعية المختلفة وأن تكون في خزائن معدنية محكمة, وكذلك لا بد من تعقيمها عند الشراء قبل وضعها على الرفوف ورشها بمبيدات خاصة بها, وإن احتاجت إلى ترميم فلا بد من ترميمها, وهنالك معامل ترميم كثيرة في العالم العربي, وتصويرها على المايكروفيلم؛35 ملم «أي تصويرها قبل وضعها على الرفوف وتكون نسخة الميكروفيلم لخدمة الباحثين وليست النسخة الأصلية حتى لا يعبث بالأصل, هذه هي وسائل حفظ المخطوطات علاوة على الوسائل الأمنية, حيث ي منع دخول الأشخاص لغرف المخطوطات إلا المسؤول أو المتخصص.

هل هنالك ما يميز المخطوطات الأصلية عن المصورة?

- لا شك أن المصورة هي نسخة من الأصلية والمصورة تكون على ورق أو على الميكروفيش أو الميكروفيلم والمصورة معروفة اليوم فهي بعد تصويرها على الميكروفيلم؛الأوفست «, حيث تعطي نسخة قريبة من الأصل لكنها تميز أوراق المخطوطات الأصلية والمصورة.

تجارة رائجة في عصر الكساد

ما هو تقييمكم لسوق المخطوطات العربية والإسلامية الآن?

- سوق المخطوطات بفضل الله رائجة وعليها إقبال كبير .. ولكن هناك من يزو ر ويزي ف; فقد يكون هناك - على سبيل المثال - كتاب مشهور ومعروف مخطوط في إحدى المكتبات ومكنوز ومحفوظ فيأتي م زو ر فيقوم بتزوير الخط والتوقيع والتاريخ ويبيعها على أساس أنها أصلية وبخط ابن البواب مثلا أو ياقوت الحموي, ولكن المراكز المهتمة بالمخطوطات تقف بالمرصاد لكل من يزو ر لأنها تعرض على خبراء ومدققين في نوعية الخط والورق والمداد المستخدم ويقارنون ما بين الورق وبقية النسخ, فهناك الآن علم المخطوطات كعلم قائم بذاته اختص بكل هذه الأشياء, وهنالك خبراء ومختصون ك ثر في هذا المجال ولكن ما زالت السوق رائجة بالنوادر وليست بأي كتب فتجد مخطوطة معينة وعلما معينا وخطاطا معينا مشهورا مثل ابن البواب الذي خط المصحف أو ياقوت الحموي فهذه لها سوقها.

الأمانة في التحقيق

هناك توجه الآن نحو تحقيق المخطوطات, فكيف هو مستوى تحقيق هذه المخطوطات وإظهارها للناس?

- بلا شك هذا نشاط طيب ومشكور لكثير من الإخوة المحققين للتراث واهتمام واضح بالتراث ولا بد من التأني في التحقيق لأن التحقيق معناه إرجاع النص كما أراد مؤلفه يعني لا يزيد ولا ينقص لأن هذا نص المؤلف وكلامه بلا زيادة ولا نقصان ولكن لا شك أن البعض يتعجل الشهرة ويتعجل إخراج الكتاب فيأتي مبتورا أو ناقصا لأن المخطوطة أمانة, ونحن لا نطلب من المحقق أن يكون خبيرا بنوع المداد مثلا أو بمعرفة النس اخ أو أنواع الورق ولكن التأني في التحقيق بمعنى لا تحقق على نسخة واحدة إلا إذا كانت نسخة المؤلف ولكن في حالة عدم وجود نسخة المؤلف فعليه أن يجمع على الأقل أكثر من نسخة حتى يعدل النص بمقابلة هذه النسخ بعضها مع بعض وأنا أرى في كثير من تحقيقات الإخوة الشباب المهتمين بالمخطوطات وجمعها العجلة في التحقيق وينقصهم الكثير.

مواصفات المحقق

هناك سؤال ملح وهو ما هي مواصفات المحقق الناجح وماذا ينقص محقق اليوم?

- المحقق الناجح والرواد الأوائل في التحقيق معروفون من أمثال أحمد شاكر, عبدالسلام هارون وعبدالستار فر اج, وكثير من أهل العلم السابقين لهم باع طويل في علم التراث وعلم التحقيق, فينبغي أن يلم الباحث باللغة العربية إلماما كاملا ويعرف الفن الذي يحقق فيه معرفة تامة, فكيف يحقق الشخص في عقيدة أهل السن ة والجماعة وعنده شركيات وبدع في بعض جوانبه أو لا يلم بأسماء الله وصفاته على حقيقتها, وهكذا فلا بد أن يكون صاحب الصنعة ملما بها من ألفها إلى يائها وكذلك لا بد من معرفة المحقق لأمهات المصادر في كل العلوم التي يعمل فيها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير