1 - المثال الأول: المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الذي صنعه مجموعة من المستشرقين، أغفل غالب أحاديث الجهاد، وقد وقفنا على ذلك أنا وإخوتي العاملين بموسوعةجوامع الكلم بيقين، ونحن نصنع المعجم الآلي الشامل لألفاظ السنة النبوية لأكثر من نصف مليون حديث، ضمن برنامج جوامع الكلم -سيصدر في غضون شهر بعون الله تعالى، ويمكنك رؤية المزيد عنه في هذا الرابط
http://www.offok.com
فإما أن يكون هذا لنقص العلم، أو للتعمد، وأحلاهما مرٌّ كما ترى دكتور/موراني.
2 - التحريف الظاهر في ترجمات معاني القرآن الكريم، والتي لا تحتاج إلى جدال لوضوحها وشهرتها، ولكن دعني أضرب لك مثالا حيًا لما عالجته، وأحسنه وهو ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، والتي وضعها ريجيس بلاشير، والتي كانت تعد أظهر وأوسع الترجمات انتشارًا في فرنسا
1 - ترجمة كلمة شعائر بمعنى وضع علامات أو إشارات Reperages رغم أنها تعني المناسك الدينية ولها ما يقابلها في الفرنسية Rites.
2- « الذين يتبعون الرسول النبي الأمي» (الأعراف: 157)
ترجمت: En Faveur De ceux oui suivent l'envoge Leproph éte naternel وتعني «النبي الأمومي» (من الأمومة).
3 - «خاتم النبيين» ترجمت بمعني الختم الذي تختم به الأوامر Le seeou Des prophetes
ولا يخفى بعد ما بين المعنيين، والغرض من وراء ترجمته بمعنى آخر النبيين، والصواب أن تكون:
Le fin Des prophetes ، أو Le terminaison Des prophetes بمعنى آخر النبيين
4 - ومثال آخر للتحريف البين وهو أن المستشرق فلوجل عندما طبع المصحف رقمه ترقيمًا خاصًا به مخالف لما عليه علماء الأمة في الترقيم، والأمانة العلمية تقتضي منه أن يذكر أرقام ما ينقل دون تصرف.
5 - ونعود إلى ترجمة بلاشير مرة أخرى فالمحترم الأمين يرى أن بعض آيات القرآن ناقصة، فيكملها لنا من التوراة ليستكمل لنا بها النقص -جاءنا حقيقة منقذ من المستشرقين ليكمل لنا ديننا، أي سفه هذا!!!!!
6 - وأزيدك مثالا فأقول هل من الأمانة العلمية أن يشير المستشرق من هؤلاء إلى الفرق بين حروف الجر والعطف، ويغير ترتيب آيات القرآن كما فعل بلاشير مثلا في قوله تعالى: فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (الصافات:88، 89) فقد غيَّر مكانهما بالفعل ووضعهما بعد الآية 99 فكان الترتيب كما يلي: (وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم رب هب لي من الصالحين….) ثم قال في الحاشية، بعد ما استبعد صحة أقوال المفسرين، إن قبول هذا التغيير يجعل تتمة القصة الثانية سليمة، انظر ترجمة بلاشير ص/478.
صدقني الأمثلة كثيرة، وأنا لا أقول الكلام جزافًا، وهذا ما حضرني على عجالة وانشغال.
والسؤال الذي أريد أن أوجهه إليك دكتور/موراني لماذا تحاول أن تثبت أن كل المستشرقين يجب أن يكونوا أمناء، مع أن هذا غير متحقق حتى عقليًا أن يكون الناس مرتبة واحدة في الصدق والعدالة والأمانة، هذا حتى عندنا أهل الإسلام الحنيف المبارك، فلماذا تريد أن تسحب حكمًا عامًا، ولماذا تريد أن تعلق الحكم على نفسك بآخرين، فكونك من المستشرقين لا يجعلك كذابًا بالضرورة، وكذلك كون غالب أفراد المستشرقين لهم أهداف عدائية ضد الإسلام لا يجعلك كذلك بالضرورة، وهذه أبسط قواعد المنطق الأرسطي، أليس كذلك!!! فلا تحاول أن تربط نفسك بالحكم العام على الاستشراق والمستشرقين.
وكذلك سؤالا آخر لا أريد إحابته بل أريد منك تأمله: ما الدافع وراء الاستشراق، هل هو الدراسة المحضة دون أي دافع آخر؟!!!
هذا متصور نظريًا فقط لو افترضنا صحته جدلا، ولكنه لا يصدق عند تنزيله على الواقع فالواقع الذي لا يمكن إنكاره أن الباحث مهما بلغ في النهاية بشر لا يستطيع أن يتخلص من تحيزه الذاتي لما يؤمن به من أفكار، ولما يختزن في نفسه من خبرات عند الحكم على شيء ما، أو دراسته، وإبداء الرأي فيه!!!
وكلمة أخيرة لابد من قولها
اعتقد أننا أهل الإسلام لنا الحق أن ندافع عن ما نعتقده، وأن نضع القواعد والضوابط لذلك، وهذا لا يشغب علينا فيه أحد، بل إن أهل الملل والنحل الفاسدة ليفعلون ذلك.
والحمد لله تعالى كان علماؤنا أهل الجرح والتعديل السباقون في تطبيق منهجًا غير مسبوق في دين أو ملة من الملل وهو الذي يعرف الآن بالمنهج الاستقرائي الحديث قبل اكتشافه من فلاسفة الغرب بمئات الأعوام، واستبداله بمنطق أرسطو النظري العقيم.
ومن أول قواعدنا أن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
ومن أول قواعدنا في ذلك أن الناقل لابد أن يكون مسلمًا عدلا ضابطًا.
فإذا جاءنا نقل عن غير مسلم وجب علينا التحري مرات ومرات قبل أن نقبله، لأن هذا النقل هو نقل علم، والعلم هو دين كما سبق بيانه
والمنطق يحتم ذلك فمن المعلوم عقلا أنه لا واحد يفعل فعلا دون سبب وحكمة وإلا أصبح سفيهًا فلماذا يكلف غير المسلم نفسه العناء في نقل أقوالنا إلينا، لا بد إذن من سبب، وسبب قوي، والأسباب ثلاثة لا رابع لها:
1 - إما أن يكون باحثًا عن الحقيقة.
2 - وإما أن يكون اهتدى للحقيقة فعلا
3 - والثالث وهو الأغلب البحث عن شبهات فيما يدرس لإضلال أهل الإسلام.
وأما مجرد التجرد في البحث فلا معنى له كما أسلفنا لأنه يعني ببساطة أنه درس لأجل لا هدف، وهومعنى غير معقول في الواقع الخارجي، إذا لا بد من سبب باطني، والله تعالى أعلم
هذا أخر ما أردت قوله على عجالة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وسلم
¥