تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد اتبع العتبي – رحمه الله – طريقة غريبة في جمعه لتصنيفه حيّرت العلماء، يلخص لنا الأستاذ عمر الجيدي – رحمه الله – طريقة ذلك نقلا من مخطوط أجوبة ابن ورد، فيقول: (طريقة تأليف هذا الكتاب عجيبة، ذلك أن العتبي لما جمع الأسمعة وضع كل سماع في دفتر خاص، ثم أعطى لكل دفتر تسمية يعرف بها من خلال المسألة التي سطرها أول الدفتر، وفي كل دفتر من هذه الدفاتر مسائل مختلطة من أبواب الفقه، فلما رتبها على الأبواب الفقهية، جمع في كل كتاب من كتب الفقه ما في هذه الدفاتر من المسائل المتعلقة بذلك الكتاب، ومن ثم جاءت تراجم الكتاب غريبة من حيث التسمية، خفيت على كثير من أهل العلم، وأوقعتهم في إشكالات دفعتهم إلى التساؤل عن سر مناسبة الرسوم للمحتويات ... ) مباحث في المذهب المالكي بالمغرب71.

ويوضح ذلك أكثر الشيخ أبو عبد الله الحطاب في مواهب الجليل 1/ 41 - 42 نقلا عن مشايخه فيقول:

(فائدة:

في تفسير اصطلاح العتبي وابن رشد في البيان، وقوله في رسم القبلة مثلا، ورسم حبل الحبلة .. ، وذلك أن العتبي – رحمه الله – لما جمع الأسمعة، سماع ابن القاسم عن مالك، وسماع أشهب وابن نافع عن مالك ..... وغيرهم، جمع كل سماع في دفاتر وأجزاء على حدة، ثم جعل لكل دفتر ترجمة يعرف بها، وهي أول ذلك الدفتر، فدفتر: أوله الكلام على القبلة، وآخر أوله حبل الحبلة ... ونحو ذلك، فيجعل المسئلة التي في أوله لقبا له، وفي كل دفتر من هذه الدفاتر مسائل مختلطة من أبواب الفقه، فلما رتب العتبية على أبواب الفقه جمع في كل كتاب من كتب الفقه ما في هذه الدفاتر من المسائل المتعلقة بذلك الكتاب، فلما تكلم على كتاب الطهارة مثلا جمع ما عنده من مسائل الطهارة كلها، ويبدأ من ذلك بما كان في سماع ابن القاسم، ثم بما كان في سماع أشهب .... ، فإذا لم يجد في سماع أحد منهم مسئلة تتعلق بذلك الكتاب أسقط ذلك السماع، وقد تقدم أن كل سماع من هذه الأسمعة في أجزاء و دفاتر، فإذا نقل مسئلة من دفتر عين ذلك الدفتر الذي نقلها منه ليعلم من أي دفتر نقلها إذا أراد مراجعتها وإطلاعه عليها في محلها، فيقصد ذلك الدفتر المحال عليه، ويعلمه بترجمته.

نقلتُه من خط سيدي الشيخ عمر البِساطِي، قال نقلته .... ناقلا عن شيخه عيسى الغِبْرِيني – رحمه الله -

).

فتجد في عناوين المستخرجة – مثلا -: (ومن كتاب أوله تأخير صلاة العشاء) فتظن أن الكلام سيكون عن مضمون العنوان؛ فإذا بك تجد أول مسألة فيه: < وسئل مالك عن الرجل يجعل الخاتم في يمينه، أو يجعل فيه الخيط لحاجة يريدها، قال: لا أرى بذلك بأسا > فالبحث في هذا المؤلف من أصعب الأمور، وقد ذللت الفهارس الملحقة بالبيان والتحصيل الأمر شيئا مّا.

هذا وقد ضمت المستخرجة سماعات كل من: ابن القاسم وأشهب وابن نافع، وأضاف إليهم سماع عيسى بن دينار وغيره عن ابن القاسم، وزُونان، ويحيي الليثي، و سماع أصبغ من ابن القاسم، وسماع أبي زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر، و سماع موسى بن معاوية الصُمادحي (ت225) من ابن القاسم، و سماع محمد بن خالد بن مَرْتَنِيل (تـ 224) من ابن القاسم، و سماع أشهب وابن نافع عن مالك رواية سحنون، و سماع عبد الودود بن سليمان من أصبغ، كما جاء في المدارك 4/ 262، و سماع هارون بن سالم أبو عمر القرطبي (ت238) المدارك4/ 142، و سماع حسين بن عاصم (ت208)، وغيرها من السماعات، كما بينها أبو الوليد ابن رشد – رحمه الله – في البيان.

ونتيجة لقيام بعض تلاميذ الإمام أبي عبد الله العتبي بمساعدته على إتمام هذا العمل، فقد ظن بعضهم أنه لم يؤلف الكتاب، و نسبت المستخرجة إلى أحد الفقهاء المعاصرين للعتبي، وهو أحمد بن مروان المعروف بالرُصافي < تـ 286 >.

قال ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس 1/ 64: ( ... وقيل: إنه هو الذي ألف المستخرجة للعتبي).

بينما يقول ابن أبي ديلم: (هو الذي أعان العتبي على تأليف المستخرجة) المدارك 4/ 453.

بينما يقول ابن فرحون في الديباج 1/ 151: (هو الذي روى المستخرجة للعتبي). ولعل القولين الأخيرين أقرب للواقع من القول الأول، لشهرة العتبي بتأليف المستخرجة، وروايتها عنه بالسند المتصل.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير