· وعن حاتم الأصم: تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت، فاذكر نظر إليك، وإذا تكلمت، فاذكر سمع الله منك، وإذا سكت، فاذكر علم الله فيك.
· وعن حاتم الأصم قال: لو أن صاحب خبرٍ جلس إليك، لكنت تتحرز منه، وكلامك يُعرض على الله فلا تحترز!.
· قال الذهبي: هكذا كانت نُكت العارفين وإشاراتهم، لا كما أحدث المتأخرون من الفناء والمحو والجمع الذي آل بجهلهم إلى الاتحاد، وعدم السوي.
· قال أبو علي الثقفي: كان أبو حفص يقول: من لم يزن أحواله كُل وقت بالكتاب والسنة ولم يتهم خواطره، فلا تُعده.
· قال هلال بن العلاء:
سبيلي لسان كان يُعْرِب لفظُه ... فيا ليته مِنْ وَقْفَةِ العرض يَسْلَمُ
وما تنفع الآدابُ إنْ لم يكن تُقى ... وما ضر ذا تقوى لسان معجم
· قال إبراهيم بن عرفة نفطويه: دخلت على محمد بن داود في مرضه، فقلت: كيف تجدك؟ قال: حب من تعلم أورثني ما تر. فقلت: ما منعك من الاستمتاع به، مع القدرة عليه؟ قال: الاستمتاع على وجهين، أحدهما: النظر وهو أورثني ما ترى، والثاني: اللذة المحظورة، ومنعني منها ما حدثني به أبي، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا علي بن مسهر، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس، رفعه، قال: (من عشق، وعف، وكتم، وصبر، غفر الله له وأدخله الجنة). ثم أنشد لنفسه:
انظرْ إلى السحر يَجْري في لواحظِه ... وانظرْ إلى دَعَج في طرفه الساجي
وانظر إلى شعراتٍ فوق عارضه ... كأنهن نِمَال دَب في عَاجِ
· روى أبو العباس بن سريج، عن إسماعيل القاضي، قال: دخلت على المعتضد، وعلى رأسه أحداث روم ملاح، فنظرت إليهم، فرآني المعتضد أتأملهم، فلما أردت الانصراف، أشار لي، ثم قال: أيها القاضي! والله ما حللت سراويلي على حرام قط.
· قال ابن مسروق البغدادي: التصوف: خلو الأسرار مما منه بُد، وتعلقها بما لا بد منه.
· وقال أبو نعيم: سمعت عمر البناء (البغدادي) بمكة يحكي محنة غلام خليل، قال: نسبوا الصوفية على الزندقة، فأمر الخليفة المعتمد في سنة أربع وستين ومئتين بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري، فأدخلوا على الخليفة، فأمر بضرب أعناقهم، فبادر النوري إلى السياف، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي ساعة، فتوقف السياف (عن قتله، ورفع أمره إلى الخليفة)، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق، فسأل أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجاب: ثم قال: وبعد هذا، فلله عباد ينطقون بالله، ويأكلون بالله، ويسمعون بالله، فبكى إسماعيل القاضي، وقال: إن هؤلاء القوم زنادقة، فليس في الأرض موحد. فأطلقوهم.
· قال الخلدي: كتب الجنيد إلى يوسف بن الحسين: أوصيك بترك الالتفات إلى كل حال مضت، فإن الالتفات إلى ما مضى شغل عن الأولى، وأوصيك بترك ملاحظة الحال الكائنة. اعمل على تخليص هممك من همك لهممك، واعمل على مَحْقِ شاهدك حتى يكون الشاهد عليك شاهد لك ربك ومنك .. في كلام طويل.
· ولأبي جعفر في تآليفه عبارة وبلاغة، فما قاله في كتاب: [الآداب النفسية والأخلاق الحميدة]: القول في بيان عن الحال الذي يجب على العبد مراعاة حاله فيما يصدر من عمله لله عن نفسه، قال: " إنه لا حالة من أحوال المؤمن يغفل عدوه الموكل به دعائه إلى سبيله، والقعود له رصداً بطرق ربه المستقيمة، صاداً له عنها، كما قال لِرَبه – عز ذكره – إذ جعله من المنظرين: {لأقعدن لهم صِراطك المستقيم * ثم لأتينهم مِن بين أيديهم ومن خلفهم} طمعاً في تصديق ظنه عليه إذ قال لربه: {لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأحتنِكن ذُرِيَتهُ إلا قليلا} فحق على كل ذي حجة أن يجهد نفسه في تكذيب ظنه، وتخييبه منه أمله وسعيه فيما أرغمه، ولا شيء من فعل العبد أبلغ من مكروه من طاعته ربه، وعصيانه أمره، ولا شيء أسر إليه من عصيانه ربه، واتباعه أمره.
· وقال بنان الحمال: رؤية الأسباب على الدوام قاطعة عن مشاهدة المسبب، والإعراض عن الأسباب جملة يؤدي (بصاحبه) إلى ركوب الباطل.
· ومن كلام بنان الحمال: متى يفلح من يسره ما يضره؟!
· قال الحاكم أبو عبد الله العفار: محدث عصره، كان مجاب الدعوة لم يرفع رأسه إلى السماء كما بلغنا نيفاً وأربعين سنة.
¥