[أيها الأعضاء: إن منكم منفرين!]
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[11 - 03 - 10, 02:23 ص]ـ
الإخوة الفضلاء، والأخوات الفضليات:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
لا تستعجلوا؛ فقد أتيتُ بـ (من)، ولا يخفاكم إفادتها للتبعيض.
هل من أعضاء الملتقى من ينفِّر بعض إخوانه عن الدخول والمشاركة؟
الجواب: نعم.
فما التنفير؟ وكيف يحصل؟
التنفير - سلَّمك الله أيها العضو الكريم -: أن تكتبَ كتابةً تنتجُ إحجامَ بعض المشاركين عن المشاركة.
وهذا تعريفٌ بالمثال لا بالحد.
هل النافرُ مصيبٌ؟
قد يكونُ مصيباً، وقد لا يكون، وحسبه أن يكونَ تركَ بمحضِ اختياره، وللمنِّفرُ قسطٌ من الأسباب.
ملاحظة: واللهِ إنَّ هذا الملتقى يدخله، ويتصفَّحه، بل ويكتب فيه علماء أجلاء معروفون.
بل أحد العلماء قال لي: أتصفحه كل أسبوع!
كيف يحصل التنفير؟
1/ بصبِّ وابل المدائح على مشاركاتٍ لا تعدو أن تكون طيِّبةً مفيدة.
فبعض الأعضاء يردُّ على مقالٍ بعبارات لا داعي لذكرها؛ لاشتهارها، قد أوصل الكاتبَ إلى طبقةِ الشافعي في الفقه، وأحمد في الحديث، وابن تيمة في الاطلاع، والحريري في الأدب.
بل بعض الردود فيها التصريح من الرَّادِّ بصدقِ الكاتبِ مع الله، وهذا أذيَّةٌ للكاتبِ، وفتنةٌ له؛ يحجم عن الإفادة مرَّةً أخرى.
فلو اقتصر الرادُّ على: الدعاء، ومجرَّدِ الشكرِ، والدعاء له بظهر الغيب، والإشادة بما كتبَ بما يوافقُ الذَّوْقَ العام، وموازين العقولِ = لكان حسناً.
2/ بصبِّ جامِ الحدَّةِ دون استحقاق، وغاية الأمر اختلافُ وجهات النظر، والصدق والإنصاف يدعوان إلى الرجوع للحقِّ إن بان، وفي قواميس العربيَّةِ ما يصلحُ بديلاً - مع تأديتِه الغرضَ - عمَّا يشين من المفردات، وإمامُ الفقهِ والأدبِ الشافعيُّ يقول للمزني: اكْسُ ألفاظكَ أحسنَها.
3/ بالإكثار من المشاركاتِ ذات الفوائد القليلة، والمشاركة لأجل المشاركة حسب، واعتماد النسخ واللصق، فلماذا حينما يتأخر عضوٌ أو شيخٌ مفيدٌ عن الملتقى أياماً قلائلَ، فإذا دخلَ، واختار ’’ المشاركات الجديدة ‘‘؛ ظهرت له عشر صفحات، فإذا ما اطَّلعَ عليها اضطراراً ليرى ما يفيده ويهمه = وجدَ النافعَ المفيدَ المركَّزَ خمسةَ موضوعاتٍ أو عشرة من مئات المشاركات!
وهذا بالتأكيدِ سيُزَهِّده في دخول الملتقى يوماً فيوماً إلى أن يرى ’’هذا الصرح الشامخ‘‘ كغيره من المنتديات التي يكثر فيها القيل والقال، وليس - هو - كذلك إن شاء الله.
فأوصي بالاهتمام البالغ بقضيّة وضع المشاركات النافعة فحسب، والأكثر فائدة، وترك فضول الموضوعات.
4/ بإشغال كثيرٍ من الأفاضل بكثرة الرسائل الخاصَّة، ولا شكَّ أنَّ أكثرهم يحبُّ إفادة إخوانه، لكن بعض الأعضاء - سددهم الله للصواب - يكثر من المراسلاتِ وهو لا يعرف أشغالهم وأوقاتهم، بل يكثر من ممازحتهم على الخاص، لا سيما إن كانوا أصحابَ أسماءٍ مستعارة، وأحياناً يطلب منهم التعرُّفَ المباشر، وأين يقطنون، وما إلى ذلك، فيتركون الملتقى لهذه الإحراجات.
5/ شقُّ الشعرة والشعيرة في بعض المسائل والموضوعات، وهو فضولٌ بلا شكٍ في أعلام مسائل العلم، فكيف فيما قلَّ نفعه فيما هو وسيلةٌ وطريقٌ؟
فيرى بعضهم أنَّ كثيراً من أعضاء الملتقى مشغولون بجزء أجزاء الأجزاءِ، وهذا فيه حقٌّ من وجهٍ يعرفه أكثركم.
6/ التعالم. ومناقشةُ مَنْ لا يحسنُ مَنْ يحسنُ فيما لا يحسن.
7/ إفسادُ موضوعاتٍ ببعض التعليقات المبنيَّةِ على الخلط في الفهم، والغلط في التصوّر، وإصراره على ذلك؛ مما يؤدي إلى إغلاق بعض الموضوعات، أو ذهاب رونقها على أقل تقدير.
8/ خروج النقاش عن حدِّه - مع ادِّعاءِ ضدِّ ذلك - إلى جدلٍ مذمومٍ، وتكثير المشاركات وتسويدها بذلك، مما يحدث الزهادة لبعضهم في الملتقى.
ولستُ هنا أدافع عن النافرين أبداً، وألتمس لهم المعاذير المطلقة، بل الإنسانُ أمير نفسه، وهو عليها بصيرة، لكنَّنا من أسبابِ ذلك بلا شكٍّ، والإساءة لا توجب الطلاق.
وقد قال أحد الإخوة - بارك الله فيه -:
أخيراً ينبغي أن يستحضر المرء فيما يكتبه أن الله يراقبه فيجب إخلاص النية فيما يكتبه بعيدا عن طلب الشهرة أو الانتصار للنفس أو غير ذلك بل يرجو بذلك الأجر من الله برفع الجهل عن نفسه وعن غيره وليعلم أن بذل العلم لمن يستحقه من أعظم أبواب الجود ومن أعظم اوبواب الخير والعمل الصالح، وإن من ذلك أن يبتعد المرء عما يوحي بتعظيم النفس من اللفاظ أو الإكثار من ضمائر المتكلم او غير ذلك من الأساليب التي توحي بإبراز الذات وتنافي الإخلاص وكما لا يليق تعظيم النفس فكذا لا يليق ما يفعله البعض من إذلال النفس وهضمها وتحقيرها فلا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه إلا لربه فهو من يستحق إظهار الذل والحاجة والفقر إليه وبعض التواضع مدح للنفس من حيث لا يشعر المرء فالمرء يتوسط في ذلك ويراقب ربه أولا وآخراً ويسد مداخل الشيطان إليه.
¥