تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مجلة الرسالة في حوار لا ينقصه الصراحة مع الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم حفظه الله]

ـ[مراد باخريصة]ــــــــ[24 - 03 - 10, 10:09 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مجلة الرسالة في حوار لا ينقصه الصراحة مع فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن حسن المعلم حفظه الله تعالى

نظراً لما يشهده هذا البلد الطيب هذه الأيام من فتن و أزمات والتي تحتاج إلى ترشيد و نصح و بيان من أهل العلم والرأي والبصيرة يكون فيها بعون الله تعالى الفرج والمخرج، كان لنا هذا الحوار مع فضيلة الشيخ أحمد بن حسن المعلم حفظه الله تعالى رئيس مجلس أهل السنة والجماعة بحضرموت والذي يحمل في طياته عدداً من التساؤلات المطروحة بهذا الشأن .. فإلى الحوار:

س1: - فقه المصالح والمفاسد أصل من أصول الشريعة , من وجهة نظركم ما هو الضابط في التقدير والحكم على الوقائع المختلفة , وهل المسألة نسبيه تختلف من عالم لآخر وبالتالي فالمجال واسع والخلاف سائغ؟

ج 1: لا شك أن فقه المصالح والمفاسد من أعظم أنواع الفقه، سيما في زمن الفتن و تلازم المصالح و المفاسد في كثير من الأحيان، و قد قال ابن تيمية عن مثل هذه الأزمنة: (ليس الفقيه من يعرف الخير من الشر و لكن الفقيه من يعرف خير الخيرين و شر الشرين) ليأخذ خير الخيرين و يدفع شر الشرين حين يقتضي الأمر ذلك، هذا معنى كلامه.

والضابط ألا يصادم نصاً و لا يهدر مصلحة منصوص عليها لأجل مصلحة متوهمة و كذلك في المفاسد و هو أمر نسبي تختلف فيه وجهات النظر و تتنوع الاجتهادات والخلاف سائغ فيه ما دام لا يتخطى الضوابط.

س2:- تُتهم الدعوة السلفية وعلمائها بأنها سند للحكام الظلمة وبوق من أبواق أنظمتهم الفاسدة , هل الأمة مقصرة في فهم المنهج السلفي , أم أن الدعوة السلفية لم تكن بحجم وعظم المنهج الذي تحمله , المستوعب لجنبات الحياة المختلفة؟

ج 2: المنهج السلفي منذ كان و المنحرفون عنه والآخذون بالمناهج المبتدعة والطرق الرافدة يجلبون عليه بالذم واللوم و الانتقاد، لأنه يقف في وجه ما يبتدعونه من بدع و ما يشذون به من آراء و ما زال الأمر كذلك، و في عصرنا الذي انفتح فيه كثير من المسلمين على المناهج الكافرة من شرقية وغربية و أعجبوا بها أرادوا تطبيقها في الواقع الإسلامي و قد رأوا أن ذلك يتصادم مع المنهج السلفي الذي هو المنهج الإسلامي الأصيل، فقامت حربهم الضروس على هذا المنهج و أهله و وجدوا في بعض المناهج الأخرى كمنهج الخوارج والمعتزلة ما يمكن أن يتلاءم مع ما جلبوه، فراحوا يمجدون ذلك و ينسبون إليه الفضائل و يذمون منهج السلف و ينسبون إليه و إلى أهله المثالب، و غفلوا أو تغافلوا عن مثالب تلك المناهج، و أهمها العصبية المقيتة والتسلط الصارخ الذي ظهر من المعتزلة إبَّان وصولهم إلى السلطة في أواسط العهد العباسي، و مما يدل على أن الأمر مجرد تحامل و تقول، التناقض الشديد الذي يقعون فيه، فهم تارة يصفون السلفيين بأنهم علماء السلطة و أبواقها و تارة يقولون أنهم إرهابيون قتلة خارجون على النظام والقانون و على الدولة القائمة.

و أما كون علماء السلفيين و دعاتهم ليسوا بحجم المنهج الذي ينتمون إليه، فالتقصير حاصل وأداء الدعاة و العلماء السلفيين أقل مما ينبغي أن يكونوا عليه و لكنهم مع ذلك القلة الباقية ممن يمثل المنهج الأصيل و يدل على الصراط المستقيم بحق.

س3:- ملتقى السلفيين الأول بصنعاء العام الماضي على خلفية أزمة الحراك بالجنوب والحوثيين بصعدة , خطوة جيدة , ولكن بعدها لم نر شيئاً ولم نسمع شيئاً , أين الاتفاقات , أين التوصيات , أين اللجان , أين.؟

ج 3: ذلك من أوجه الضعف والتقصير الذي أشرت إليه في السؤال السابق.

س4:- هل لدى التيار السلفي مشروع يسهم به في معالجة أزمة البلاد , أو على الأقل يحفظ به مكاسب الدعوة والتي أنجزها لفترة تقارب العقدين من الزمان؟

ج 4: نعم، للدعوة السلفية و للدعاة السلفيين أعظم مشروع معد لإنقاذ البشرية من محنتها وهو كتاب الله و سنة رسوله و ما أصَّله السلف الصالح لفهم هذين المصدرين، و لكن الأمة في معظمها و خصوصاً قادتها السياسيون والفكريون لم يقتنعوا بذلك، فما زالوا يبحثون عن المشاريع التي ينقذون بها أنفسهم و أممهم.

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير