ـ[أم هانئ]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:42 م]ـ
ثاني عشر: الأجر على قدر النفقة والمشقة
عسى الله أن يشرح صدورنا لأدائه على وجه يرضى به عن
يقول صاحبنا:
وعاد الجسم إلى الأهل والأحباب، بينما بقي القلب معلقًا بتلكم الرحاب.
وأخذت أدعو الله بالعود القريب؛ لأنعم بأداء منسكٍ عند بيته الحبيب. ورغم ما نالني من اللأواء والنصب، علمت أن الكريم يجزيني عليه، فتاقت النفس إلى بذله إليه.
وسألته أن يتقبل -سبحانه - مني حلال نفقتي، وما قد توسلت به لإتمام حجتي؛ فبفضله رُزْقتُه أولاً، وفي سبيله أنفقته آخرًا، احتسبته عند الشكور قربة، علِّي به أنال الرحمة.
فالحمد لله الذي أعانني فيسر لي أداء المناسك، ورزقني من واسع فضله ما به إلى طاعته أسابق، وزاد الرحمن فوعد بواسع الأجر والقبول كما جاء في الصحيح من أحاديث الرسول:
لحديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -: {قالت عائشة - رضي الله عنه-: يا رسول الله، يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك؟ فقيل لها: انتظري، فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي، ثم ائتيا بمكان كذا، ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك}. (1)
عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: (إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك). (2)
عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: ((قلت يا رسول الله يصدر الناس بنسكين وأصدر بنسك واحد قال: (انتظري فإذا طهرت فاخرجي إلى التنعيم فأهلي منه ثم القينا عند كذا وكذا قال أظنه قال غدا ولكنها على قدر نصبك أو قال نفقتك.)) (3)
.
فائدة:
قال النووي في شرحه لهذا الحديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (ولكنها على قدر نصبك أو قال: نفقتك) هذا ظاهر في أن الثواب والفضل في العبادة يكثر بكثرة النصب والنفقة، والمراد النصب الذي لا يذمه الشرع، وكذا النفقة (4).
ومرت السنون وكلما غلبني إلى الحج الحنين أحضرت كتاب المناسك، أقرؤه أجدد بقراءتي له المعلومات، واجتر مع أحاديثه أعطر الذكريات، وكلما قرأت حديثًا صحيحًا على تلكم الأجور، زاد لهفي على مثلها وامتلأ القلب شوقًا لأدائها:
فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب، كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة. وما من مؤمن يظل يومه محرمًا إلا غابت الشمس بذنوبه.) (5)
و عن عبد الله ابن عمر- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: [( ... إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت، وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت). فقالا: أخبرنا يا رسول الله! فقال الثقفي للأنصاري: سل. فقال: (جئتني تسألني عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام وما لك فيه، وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيهما، وعن طوافك بين الصفا والمروة وما لك فيه، وعن وقوفك عشية عرفة وما لك فيه، وعن رميك الجمار وما لك فيه، وعن نحرك وما لك فيه، مع الإفاضة. فقال: والذي بعثك بالحق! لعن هذا جئت أسألك. قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام؛ لا تضع ناقتك خفًا، ولا ترفعه؛ إلا كتب (الله) لك به حسنة، ومحا عنك خطيئة. وأما ركعتاك بعد الطواف؛ كعتق رقبة من بني إسماعيل. وأما طوافك بالصفا والمروة؛ كعتق سبعين رقبة .. وأما وقوفك عشية عرفة؛ فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاؤني شعثًا من كل فج عميق يرجون رحمتي، فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل، أو كقطر المطر، أو كزبد البحر؛ لغفرتها، أفيضوا عبادي! مغفورًا لكم، ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار؛ فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات .. وأما نحرك؛ فمدخور لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك؛ فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتمحى عنك بها خطيئة. وأما طوافك بالبيت بعد ذلك؛ فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: اعمل فيما تستقبل؛ فقد غفر لك ما مضى (6)
ولسان حالي على الدوام وقالي:
اللهم: اجعل لي إلى بيتك الحرام سبيلاً، وارزقني
اللهم: بفضلك أن أكون لحجاج بيتك هاديًا ودليلاً.
¥