تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المهم اخذ هلال يدافع عن الإسلام و أهله و يزيّن الصورة المشوهة من قبل الكفار و ختم كلامه فنال إعجاب الحاضرين و أمطر صواعقه الحارقة على ذاك الراهب اللعين ...

و أكملت عامي الدراسي و جاءت فرصة عيد الميلاد المزعوم و اخذ الراهب المدير يعرض بضاعته المزجاة بأغلى السلع و إنما هي دراهم معدودة ...

فقام بتوزيع بعض الكتب الماجنة الهابطة عقائديا بغية إيصال الفكرة إلى الطلبة أثناء العطلة الميلادية ....

و امتنعت عن اخذ تلك الكتب و استبدلتها من مكتبة الراهب بكتب فقاهية و بالرغم من ذلك كانت تلك الكتب يعتريها الحيّز الديني الواضح لدى القارئ الناضج ...

و مرت الأيام و الشهور بله السنين و تبادلت الزيارات بين والدي و ذاك الراهب فعرض خدماته الإنسانية و قال لوالدي:

حبذا لو تأتي بابنك لنعلّمه مادة الحساب [6] (و كل هذا من دون مقابل) اللهم الاّ استدراجي شيئا فشيئا" ..

و اخذ والدي يحثّني على التعليم و المداومة عليه حتى أصبحت أشاهد الراهب صباحا مساء في المدرسة و في المنزل و الله المستعان.

و كم كان يراودني ذاك الشعور الغريب من ذاك الراهب أثناء شرحه الممل و عرضه المخلّ و قدّر الله أن أتتلمذ على يديه ....

و جاء ذلك اليوم ليعلن والدي الهجرة [7] من تلك المحلّة إلى شمال لبنان فذهب للراهب و اخبره بالخبر و قطع عليه الأمل فانتفض كالعصفور المبلول و انقطعت عنه الحلول و قال و بأعلى صوته (لا) لا ... لا

و انقلب الراهب إلى والد قريب و الوالد إلى رجل غريب ....

الراهب يمنع و الوالد يسمع ....

و عندما رأى الراهب إصرار والدي على الهجرة قام يعرض بضاعته الباخسة و اغراءاته المائعة قائلا:

فالمنزل مؤمّن و المبيت مؤكّد و النزيل معزّز و الضيف مكرّم .... و كان الحوار التالي:

أبى: لا أستطيع

- 5 -

الراهب: إن ابنك (شاطر [8]) لا تضيّع علمه و موهبته ...

أبى: لن اتركه هنا ...

الراهب: طيب وجدت حلا" ..

أبي: و ما هو؟

الراهب: سوف أؤمن لابنك سيارة نقل تقلّه يوميا إلى الشمال و ذلك بعد انتهاء دوام الدراسة ..

أبي: لا لن اقبل.

الراهب: طيب اقلّه أنا بنفسي ..

أبي: سوف اذهب بابني ...

و عندها كشّر ذلك الراهب عن أنيابه و نقلب الهر النبيل إلى فهد شرّير و نجّاني الله تعالى منه و من كيده و مكره ...

و قبل ذلك بقليل رأيت رؤية أثرت على حياتي و أرقت عيني وانقضت مضجعي ...

رأيت فيما يرى النائم و كأن يوم القيامة اشرف والناس في هوسة و طوشة فهذا يتجه نحو اليمين و ذاك نحو الشمال و كنت أنا و امرأة (لم اعد أتذكر من هي) و ثلاثة رجال لا اعرفهم متخفّين وراء صخرة كبيرة نراقب الناس عن كثب و إذا بالناس يدخلون مسجدا كبيرا و إذا بشخص واقف بجانبنا فمن شدة طوله لم نستطع إدراكه بأبصارنا وحدّثتني نفسي انه الله تعالى (سبحانه و تعالى علوا كبيرا)

ثم قال لي .....

و سنكمل إن شاء الله في المجموعة الثانية ....


[1] ذهبت ردود الاخوة الأفاضل و استفساراتهم عن حياتي الشخصية وأجوبتي على ذلك و هي كلها من الذكريات

[2] فهذا التعصب أبي بعض المسلمين أن يأخذوه بمأخذ الجد فكان الودّ و الحبّ و بالمقابل البعد عن الإيمان و العمل بمقتضاه.

[3] و هي و ما زالت حتى الآن ينتهز أهلها الفرص تلو الفرص ليشعلوا فتيل الحرب و المسلمون في سباتهم و نومهم العميق!!!

[4] و هي من المدن ذات الأغلبية النصرانية باستثناء بيوت قليلة من السنة و الشيعة

[5] ملاحظة: فربما قائل يقول إن ذكر مثل هذه الأشياء يدخل تحت باب المجاهرة بالمعاصي و لذا أقول:
فمن ذكر المعصية و هو تائب منها و ليتذكر فضل الله عليه ليس كمن ذكرها و هو متلبس بها مباه لها فتنبّه.

[6] و كنت وقتها لا احسن هذه المادة فكانت عثرة في طريقي ...

[7] فلنعم الهجرة هذه ...

[8] و هذه اللفظة ممّا بتداولها الكثير من المسلمين جاهلين معناها الصحيح و الاّ لعدلوا عنها إلى ما هو انسب ...

و إنما معناها كما قال أهل اللغة قاطع الطريق أي مختلس الأموال و قاتل الناس ...

ـ[أم نور الدين]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:45 م]ـ
ذكريات ممتعه.

بانتظار التكملة ومعرفة قصة هدايتكم.

ـ[علي سَليم]ــــــــ[26 - 10 - 10, 07:50 م]ـ
ذكريات ممتعه.

بانتظار التكملة ومعرفة قصة هدايتكم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير