ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:48 م]ـ
في الوسائل المانعة للفتن
السؤال: ما هي أعظم الوسائل لسد أبواب الفتن؟
الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة
للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فالفتنة على قسمين: فتنة الشهوات وفتنة الشبهات.
- أمّا فتنة الشهوات فسدُّ أبوابها بغضّ البصر وعدم الاختلاط والخلوة وحفظ الفرج بتحصينه بالزّواج، أو الصيام بتضييق مجاري الشيطان.
- أمّا فتنة الشبهات: ففي فتنة الكفر فالواجب محاربة الكفر ووسائله الموصلة إليه بالحجّة والبرهان والدليل والبيان والقوة بحسب الحاجة والاستطاعة، أمّا فتنة البدعة فالواجب التعريف بحال أهل البدعة والتّحذير منهم وإظهار السنّة وتعريف المسلمين وقمع البدع بما يوجبه الشّرع من ضوابط، أمّا فتنة أهل السنّة فإنّ السّلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلاّ إذا ظهر الحقّ بالأدلّة الشّرعية فالواجب النّصرة والإعانة بحسب الاستطاعة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وسلّم تسليما.
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:59 م]ـ
في اختيار المتن الفقهي المناسب لمبتدئ في الطلب
السؤال:
طالبُ علمٍ مبتدئ يلتمس من فضيلتكم نصيحة حول أهمِّ الكتب في علم الفقه، والطريقة الناجعة للاستفادة منها، وهل تنصحون -فضيلة الشيخ- بدراسة الفقه المذهبي؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فإنه بغضِّ النظر عن الجوانب العلمية التي ينبغي لطالب علمٍ مبتدئٍ أن يحرص عليها، وكذا الجوانب التربوية والخُلُقية التي يسعى إلى التحلِّي بها، فإنَّ أهمَّ الكتب التي يظهر لي أن أنصح بها المبتدئ في مجال علم فروع الفقه هو متن «الدُّرر البهيَّة في المسائل الفقهيَّة» للإمام محمَّد بن علي الشوكاني -رحمه الله- المتوفى في (1250ه)، فهو متنٌ فقهيٌّ مختصرٌ مباركٌ، صغيرُ الحجم غزير الفائدة، جامع لعيون المسائل الفقهية التي ذكرها المصنِّف وأثبت حُجِّيتَها بالدليل في مجمل كتبه الفقهية الأخرى، وللطالب أن يستفيد من الشروح التي على هذا المختصر الفقهي، وفي طليعتها ما شرحه المصنِّف بنفسه في كتابٍ موسوم ب «الدَّراري المُضيئة شرح الدُّرر البهيَّة»، ثمَّ يليه ما شرحه ابن المصنِّف: أحمد بن محمَّد بن علي الشوكاني -رحمه الله- المتوفى سنة (1281ه) وسمَّى شرحه ب «السُّموط الذَّهبيَّة الحاوية للدُّرر البهيَّة»، وممَّا ينتفع به الطالب -أيضًا- ما شرحه صدِّيق بن حسن خان القِّنَّوجِي البخاري -رحمه الله- المتوفى سنة (1307ه) في كتابٍ سمَّاه «الرَّوضة النَّديَّة شرح الدُّرر البهيَّة»، وللشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- المتوفى سنة (1420ه) تعليقات عليها بعنوان «التعليقات الرضية على الرَّوضة النَّديَّة».
كما للمبتدئ أن يستفيد من كتاب «فقه السُّنَّة» مع تعليق الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- وهو كتابٌ موسوم ب «تمام المنة في التعليق على فقه السنة»؛ لأنَّ فيه مسائل كثيرة مقرونة بأدلتها، ولئلاَّ يتذبذب المبتدئُ وتفتر هِمَّتُه ويتقهقر في ميدان الطلب فأنصحه بدراسة المسائل على يد أهل الثقة والأمانة والبضاعة في العلم إن تيسَّر له ذلك.
هذا، ولَمَّا كان علم فقه الفروع يحتاج إلى العمل به في الحال بعد تحصيله من غير تأخير وجب على الطالب الاعتصام باتباع الدليل والعمل بالوحي دون الاقتصار على الأقوال المجرَّدة عن أدلتها؛ لأنَّ الله تعالى سمَّى العمل بالوحي اتباعًا في مواضع كثيرة منها قوله تعالى: ?وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ? [الأنعام: 155]، وقوله تعالى: ?اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ? [الأعراف: 3]، وقوله تعالى: ?اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ? [الأنعام: 106]، فكان المقصود من العلم بفقه الفروع هو العمل على عبادة الله سبحانه وَفْقَ شرعه، وهذه الغاية لا تخدمها الدراسة الفقهية المذهبية المعزولة عن الدليل خاصَّة المختصرات لما فيها من جهود وعناء يضيع فيها جُلُّ
¥