تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شرِّها.

هذا، ومن ثمرات الاستغفار: اطمئنان القلب وانشراح الصدر وجلاء الهمّ والغمّ، والاستبشار برحمة الله ورضوانه، ومن ثمرات الاشتغال به شغل لسانه عن غيره، وانبعاثٌ في نفسه معاني الصفح والعفو وحسن الخلق.

· الاستكثار من الحسنات: ذلك لأنّ السيئات تُغفر بالحسنات لقوله سبحانه وتعالى: ?أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ? [هود: 114] ولقوله تعالى: ?وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا? [الفرقان: 8 - 69 - 70] فالحسنات تكفر كثيرًا من السيئات ويؤكده قوله تعالى: ?وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى? [طه:75 - 76] ومن ظواهر هذه النصوص القرآنية يتبين أنّ الحسنات شاملة بإذهاب عموم السيئات صغيرها وكبيرها، غير أنّ السيئة الكبيرة تحتاج إلى حسنة مثلها لتكفيرها ومحوها كالشرك لا يكفره إلاّ التوبة منه والدخول في الإسلام، إذ الإسلام يَجُبُّ ما قبله، وعليه فالاستكثار من الحسنات أمر مرغوب فيه لكونه مُذْهِبًا للسيئة لكن بشرط عدم الاتكال عليها للوقاية من الوقوع في المظالم والذنوب، ذلك لأنّ السيئة في مقابل الحسنة تأكلها أو تنقص أجرها فلا ينتفع بها صاحبها ولا تبلغ به الدرجات العلى، فقد ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ" (4 - أخرجه مسلم:8/ 18، والترمذي:4/ 613، وأحمد:2/ 303 - 372، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_4'))). فالحديث صريح في أنّ الحسنات تذهب السيئات صغيرها وكبيرها وتقطعها، ومن جهة أخرى تنقص السيئات الحسنات وتأكلها حتى إذا فَنِيَتْ الحسنات أُخذ الرجل بذنوبه وطرح في النار، هذا ولا تعارض مع قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ" (5 - أخرجه مسلم:1/ 144، وأحمد:2/ 400 - 414 - 484، والترمذي:1/ 418، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_5')))

فإنّ مضمون الحديث خاص بما تكفره الصلوات الخمس والجمعة ورمضان من الصغائر، أمّا النصوص المتقدمة فأعمّ من محتوى هذا النص فهي شاملة للكبائر أيضًا ولا منافاة في العمل بمقتضى العام والخاص كما هو مقرر أصوليا.

ومن الحسنات المكفرات: الجهاد في سبيل الله، والنصيحة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصبر على القضاء، والحب والبغض في الله، والتطوع في الصلاة، والصدقة، والصيام، وغير ذلك من الأعمال الصالحات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير