تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لكن من أراد الاشتغل بفن ويرى أنه لاسبيل له إلى التحقيق فيه والتدقيق إلا بالتضلع في اللغة (وأعياني أن أجد علمًا من علوم المقاصد لايحتاج إلى ذلك) فهل سبيله سبيل المتخصص أم له شأن آخر؟ ..

كلامك صحيح جدا، ولكنه ينطبق على اللغة وأصولها، لا على أصول النحو، لأنه أقرب إلى اصطلاح النحويين، وجل مسائله المهمة موجودة في علوم أخرى.

ودراسة علوم اللغة لها طريقتان:

- طريقة من أراد التخصص في علوم اللغة: فهذا يلزمه أن يعرف هذا العلم ويعرف مناهج المصنفين وكتب المتقدمين والمتأخرين، أي يكون اشتغاله بالاصطلاح أكثر من السليقة أو بقدرها.

- طريقة من أراد التخصص في علوم الشريعة: فهذا يلزمه أن يكون اشتغاله بزيادة الملكة والسليقة أكثر من الاصطلاح؛ لأنك كثيرا ما تجد من النحويين من لا يستطيع أن يقيم كلامه، ولا حتى يستطيع فهم كلام غيره فهما صحيحا؛ لأنه لم يشتغل

وغاية المتخصص في الشريعة أن يكون عنده ملكة الفهم الصحيح، وهذه الملكة لا تأتي من الاشتغال بالاصطلاح، وإنما تأتي بالإكثار من النظر في النصوص الصحيحة وحفظها وتأملها وإدمان قراءتها.

وهذا كله لا يقلل من أهمية علم النحو وغيره من العلوم، ولكن المقصود بيان مراتب الأهمية.

فأنا أرى مثلا أن قراءة المزهر للسيوطي أهم من دراسة النحو، وأرى أن حفظ أشعار العرب أهم من دراسة النحو، وأرى أن قراءة المصباح المنير أهم من دراسة النحو.

ولا يشك أحد أن دراسة اللغة من منابعها الأصلية أفضل من دراسة المختصرات، ولكن لما كان هذا صعبا وطويلا جدا ويستغرق الأعمار، لم يكن هناك بد من البدء بالمتون المختصرة.

فلا يمكن أحدا اليوم أن يدرس اللغة أو النحو كما درسه الخليل وأبو عمرو، فكل عصره وله مناهجه.

فإني وجدت خلطًا بينًّا في الأوساط العلمية عن أهمية اللغة ..

فيرون أن من قرأ شرح القطر الندى، وكتاب التصريف لمحيي الدين عبدالحميد قد قارب الغاية في اللغة ولمّا.

(وذكرت ذين الكتابين تجوّزًا وإلا فالعمل على الاقتصار على التحفة السنيّة، أما الصرف فلا ذكر له أصلا!!)

هذه آفة كبيرة جدا، وهي حقيقة مع الأسف الشديد، والله المستعان.

قرأت فيما مضى كلامكم عن طبعاته ..

وقلتم أن طبعة دار المعارف بتحقيق عبد العظيم الشناوي وأنها الوحيدة المشكولة شكلا تاما ..

إلى حين حيازتها، مارأيكم بـ:

1 - طبعة مكتبة لبنان 1987م بتقديم د. خضر الجواد

2 - طبعة مؤسسة الرسالة العالمية بعناية عادل مرشد

لا أدري

الذي دفعني إلى اختياره لنفسي عناية أحد مشايخي به ..

ولأني أختلف إلى عالم يُتقن درسه وشرحه -علما أني لم أقرأه عليه ولكن بشهادة الشيخ المعتني به-

هذا قد يكون عذرا، لكنني مع ذلك لا أنصحك به؛ لأنك ستجد مغبة ذلك فيما بعد عند مجالسة أهل العلم، وسأعطيك مثالا: لو افترضنا أن بعض طلبة العلم حفظ ألفية السيوطي في النحو وأهمل ألفية ابن مالك، بناء على أن ألفية السيوطي فوائدها أكثر، فستجد هذا الطالب غريبا عن أهل العلم، لا يستطيع أن يجاريهم في الاستشهاد مثلا، وكذلك لا يستوعب بسهولة استشهاداتهم بها، ولو تأملت كتب المتأخرين لوجدت أكثرهم يستشهد بها، فالخلاصة أنه سيجد نفسه مضطرا إلى معرفة ألفية ابن مالك شاء أو أبى، فهذا يدلك على أهمية اختيار المتون المشهورة عند أهل العلم حتى لو كانت مفضولة.

فما بالك بمثالنا هذا الذي نجد فيه أن متن التلخيص أفضل من ذاك بجميع المقاييس.

ـ[أحمد آل حسن]ــــــــ[09 - 02 - 09, 11:06 ص]ـ

بقي عليك أبا مالك أن تذكر أصولك التي اصطفيتها لنفسك ..

أكرر ما قاله أخي الكريم ..

ـ[معاذ محمد عبدالله]ــــــــ[09 - 02 - 09, 09:31 م]ـ

نعم يا أبا مالك لعلك تذكر أصولك فتحفز مبتدئي الطلب (أمثالنا)

ـ[عبد المصور الأزهري]ــــــــ[09 - 02 - 09, 09:56 م]ـ

الفقه الشافعي

فتح القريب المجيب

ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[09 - 02 - 09, 10:09 م]ـ

علوم الحديث

1 - مصطلح الحديث (نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر رحمة الله عليه)

2 - علل الحديث (شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي رحمه الله)

ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[09 - 02 - 09, 11:49 م]ـ

نفع الله بك أبا مالك ..


أرجو ألا يكون إلحاحنا على أبي مالك بذكر أصوله سببا في هجره الموضوع ..
فإني أعرف أن مثل ذلك لايروق لأبي مالك ..

ومادام الأمر كذلك: فأنا بصفتي صاحب الموضوع (ابتسامة) اعفيه من ذلك ..
والأمر أولًا وأخيرًا إليه ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير