تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من الآداب التي ينبغي مراعاتها في السؤال أن لا يسأل السائل أهل العلم عن شيء يعرف جوابه بعض طلبة العلم أو الذي لديهم اطلاع لديهم معرفة يكون قد بحث المسألة وعرف ما فيها من الأقوال فيذهب ويسأل فإذا سأل وأجيب بجواب موافق لأحد الأقوال أتى باعتراضات يقول: هذا ما دليله؟ هذا الدليل قدح فيه بكذا ... أو وجّه بكذا ... قال بعض أهل العلم فيه كذا ونحو ذلك ... ففرق ما بين أن تسأل لتستفيد أو لتعلم وأنت لا تعلم وما بين أن تناظر.

العالم أو المعلم ليست وظيفته المناظرة ولم يفتح لك المجال لتناظره تأتي وتقول أنا أريد أن أناظرك في المسألة الفلانية ما معنى المناظرة؟

معناها أجادلك فيها تعرف ما عندي وأعرف ما عندك حتى نصل إلى الحق وهذا من عدم رعاية الأدب مع أهل العلم لأن في ذلك بعض التّعدي على حق أهل العلم إلا إذا افصحت له بأنك تريد أن تبحث معه هذه المسألة فإذا أذن لك بالبحث فإنه عند ذاك تخرج المسألة من كونها استفتاء وسؤال وجواب إلى مسألة بحث واستفصال وهذا أيضا يكون عند المتعلمين في مجالس العلم فإنه يكون عنده معرفة بالجواب ولكن يسأل ليختبر (بعض الأحيان) أو (ليعلم غيره بأنه سأل سؤالا جيدا) ونحو ذلك وهذا الوقت الآن تقاصر عن أن نسأل عن شيئ قد علمنا فلنسأل عن شيئ لم نعلمه ولهذا كان مما ينبغي التأدب فيه أن لا تسأل عن شيئ إلا عن شيئ لم تعلمه وذلك لأنّ الله جلّ وعلا قال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} فإن كنت تعلم فلا تسأل لأنه قد جاء عندك العلم ووقت المفتي أو العالم أو طالب العلم ينبغي أن يصرف في أشياء كثيرة والواجبات الآن يتقاصر عنها وقت الكثيرين فكيف بالاستطراد ونحو ذلك.

من الآداب التي ينبغي مراعاتها في السؤال ألاّ تسأل أكثر من عالم بحثا عن جواب تهواه نفسك، بعض الناس يسأل أهل العلم بالهاتف (والهاتف الآن قرّب) وأكثر الإشكالات تقع حين يسأل عالما وبعدها يسأل الثاني ويسأل الثالث والرابع فهو يضطرب في فهم إجابات أهل العلم وفي الجمع بينها ثم بعد ذلك يذهب إلى (شيئ غير) جيّد وهو أنه يذهب إلى أسهل تلك الأقوال وهذا لا ينبغي فإنه الذي ينبغي في السؤال أن تبحث عمن تثق بعلمه ودينه في ذلك كما قال أهل العلم ينبغي للمستفتي أن يسأل من يثق بعلمه ودينه فإذا وثقت بعلمه فإنك تسأله ولا تسأل غيره لأنك إذا سألت غيره فإنه قد يكون عنده من الجواب غير ما يكون عند الأول فتقع أنت في حيرة لكن لك أن تسأل غيره فيما إذا كان جوابه مشكل من جهة الدليل فإنّ له أن يسأل غيره لأنه ما اقنع بالجواب لا من جهة عدم مناسبته لحاله أو من جهة صعوبة الجواب أو أنه لا يناسب أو يريد أن يسأل عمن يخفف له لا ولكن من جهة أنه استشكل هل هذا حكم الله جلّ وعلا وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم في المسألة أم لا؟ لفهمه من بعض الأدلة والأحاديث خلاف ذلك، إذن من الآداب ألاّ تسأل أكثر من عالم في المسألة لأن كثرة الأسئلة هذه:

أولا: تضيق وقت العلماء والثاني: أنه يوقع ذلك السائل في اشكالات وكثير من الذين سألوا يقولون: احترنا ما ندري هذا يقول كذا وهذا يقول كذا نقول: أنت الذي أخطأت أوّلا حيث سألت أكثر من عالم، سل من تثق بعلمه ودينه وخذ بفتواه وتبرأ أمام الله جلّ وعلا لأن الله جلّ وعلا أمرك بأن تسأل أهل الذكر وقد امتثلت بسؤال أهل الذكر فلا تزد على نفسك ثقلا وحملا.

من الآداب: أيضا أن لا تسأل حين تسأل بإلغاز السؤال مثلا هناك من يسأل ويقول فلان من الناس حصل له كذا وكذا وهو يريد أن يخرج عن مسألته بخصوصه إلى مسألة مشابهة وهو يظن هذا السائل أنه إنْ أجيب على تلك فمسألته مثل تلك المسألة فيقول مثلا لو حصل عليه كذا وكذا ومسألته في الواقع تختلف عن تلك ولكنه يظن أنّ هذه وتلك سواء وحتى لا يظن العالم أنّ السائل هو الذي وقع في المسألة (ويحتاج إلى الجواب) فيوحي بطريقته هذه أنه يسأل لغيره، سؤال أهل العلم ليس فيه عيب بل هو شرف ويدل على حرص السائل على الخير ورغبته في إبراء ذمته ويكون متخففا من التبعة حين يلقى ربه جلّ وعلا فحين تسأل لا تسأل أهل العلم بإلغاز (سل عما وقع بوضوح ولا حرج في ذلك) فقد سألت بعض الصحابيات النبي صلى الله عليه وسلم عن المرأة إذا احتلمت ماذا يكون حكمها؟ والحياء لا يكون في السؤال لأنّ الحياء محمود لكن فيما إذا كان الحياء يبعدك عن معرفة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير