ـ[عامر مشيش]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 02:17 ص]ـ
بارك الله فيكم ولنسر على قاعدة الأستاذة أحاول أن "نتفق أولا على أن للنص قراءات بعدد قرائه"
المتنبي عجيب وواقعه مؤلم جدا فشاعر عظيم مثله ينبغي أن تفخر به أي أمة وتحقق له مطالبه ولكن انظروا ماذا لقي في زمانه من إعراض ومجابهة؟ المتنبي لا يستحق ذلك لكن لعل هذه الظروف هي التي أخرجت لنا مكنونات صدره دررا لم تفن على مر العصور.
آلامه التي يشكوها نلتقطها اليوم إبداعا نتمثل به فرحمه الله وغفر له وجعل عوض مهجته جنة الخلد.
أعود للقصيدة مبديا رأيي الذي تأثر برأي الأستاذة أحاول أن والدكتور علي الحارثي غير أني سأبدأ بها من نهايتها المؤلمة فهي تمثل رجلا خسر سيف الدولة وهو أثمن ما كسبه وندم على ذلك فعلا وسيف الدولة هو الشخص الذي ترتاح إليه نفسه وإخاله صادقا من كل قلبه في قوله من قبل:
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم
وقد قتلت مناسبة القصيدة كل أمل لديه بالعودة إلى الأنس في مجلس سيف الدولة وإلى ذلك الصديق.
يقول المتنبي في آخر القصيدة:
أبلى الأجلة مهري عند غيركم ... وبدّل العذر بالفسطاط والرسن
عند الهمام أبي المسك الذي غرقت ... في جوده مضر الحمراء واليمن
وإن تأخر عني بعض موعده ... فما تأخر آمالي ولا تهن
هو الوفي ولكني ذكرت له ... مودة فهو يبلوها ويمتحن
البيتان الأخيران يكشفان الحالة المؤثرة التي كان يعيشها المتنبي لما بلغته القصة فكيف يصرح بأنه لم ينل ما يريد من كافور وأن كافورا يمتحن وده.
هل فات على المتنبي أن هذا يشمت به أعداءه؟
إن هذا يكشف لنا الحالة النفسية التي كان يعيشها فقد استوت عنده الأنوار والظلم وصار لا يبالي ما يأتيه سرور أم حزن.
ويمثل هذه الحالة ببيتيه:
لا تلق دهرك إلا غير مكترث ... ما دام يصحب فيه روحك البدن
فما يديم سرور ما سررت به ... ولا يرد عليك الفائت الحزن
إن أعطاك كافورا وسرّك فلن يدوم هذا وإن حزنت لفراق سيف الدولة فلن يردك إليه الحزن.
وأعود إلى بعض أبيات القصيدة التي فرّغ الشاعر فيها بعض همه وتناول فيها سيف الدولة وبدت كأنها هجاء ولكنك تجد فيها روح العتاب وهي:
رأيتكم لا يصون العرض جاركم ... ولا يدر على مرعاكم اللبن
جزاء كل قريب منكم ملل ... وحظ كل محب منكم ضغن
وتغضبون على من نال رفدكم ... حتى يعاقبه التنغيص والمنن
إلى أن يقول:
سهرت بعد رحيلي وحشة لكم ... ثم استمر مريري وارعوى الرسن
وإن بليت بود مثل ودكم ... فإنني بفراق مثله قمن
والبيت الأخير لا يقوله إلا محب يعتذر عن فراقه لحبيبه.
ـ[أحاول أن]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 06:09 م]ـ
بارك الله فيكم ولنسر على قاعدة الأستاذة أحاول أن "نتفق أولا على أن للنص قراءات بعدد قرائه"
المتنبي عجيب وواقعه مؤلم جدا فشاعر عظيم مثله ينبغي أن تفخر به أي أمة وتحقق له مطالبه ولكن انظروا ماذا لقي في زمانه من إعراض ومجابهة؟ المتنبي لا يستحق ذلك لكن لعل هذه الظروف هي التي أخرجت لنا مكنونات صدره دررا لم تفن على مر العصور.
آلامه التي يشكوها نلتقطها اليوم إبداعا نتمثل به فرحمه الله وغفر له وجعل عوض مهجته جنة الخلد.
آمين ولك بخير ما دعوت وزيادة، جزيت خيرا على هذا الإثراء ..
صحيح أن المتنبي لم ينل ما تمنى في حياته – ولن أقول إنه لا يستحق – فهذا قدر الله الحكيم الخبير ومشيئته سبحانه وتعالى .. لكنه نال من المجد التليد بعد وفاته ما لن ينله شاعر قبله أو بعده ..
أعود للقصيدة مبديا رأيي الذي تأثر برأي الأستاذة أحاول أن والدكتور علي الحارثي غير أني سأبدأ بها من نهايتها المؤلمة فهي تمثل رجلا خسر سيف الدولة وهو أثمن ما كسبه وندم على ذلك فعلا وسيف الدولة هو الشخص الذي ترتاح إليه نفسه وإخاله صادقا من كل قلبه في قوله من قبل:
ما لي أكتم حبا قد برى جسدي ... وتدعي حب سيف الدولة الأمم
صدقت , الرجل محب بصدق، لا يحب صاحبه فقط بل ويحب ما يحبه "000حبيبٌ إلى قلبي: حبيبُ حبيبي! "
حتى بعد هذا الموقف ظل وفيا محبا إلى أواخر قصائده، مدح الحكام والملوك بعده " لكان الحديد وكانوا الخشبْ "
بالفعل قتلت كل أمل بالعودة وكانت قبلها إرهاصات بالرضا بالأمر الواقع لكن النعي جاء قشة قصمت ظهر الأمل بالعودة ..
¥