تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و قراءتي العجلى هذه لابد أن تغفل عن أشياء في مشهد الراية وخارطة الطريق؛ فهذا الموضوع و أمثاله يحتاج إلى صبر صيرفيّ،و هو من الدُّرِّ الذي يزين جيد الفصيح!

وعليكم السلام ورحمة الله ..

رؤية معرفكم هنا د/ علي من المبهجات , فحياكم الله قارئا مهيبا خبر الشوارد والأوابد، وتفرد بفحص الأفراد والعيون ..

نتفق أولا على أن للنص قراءات بعدد قرائه , وقد ألفتُ شعر المتنبي حتى لكأني أسمعه وأبصره حسب طاقة سمعي وفي حدود حدة نظري ..

قد ترى الراية حمراء إن ركزت على الانتفاضة , وأراها بيضاء ناصع لونها في المطلع ..

ليس لديه ما يريحه فضلا عن ما سيخسره ..

قد ترى فيها استراحة المحارب "قائد العسكر " إن وقفت على الأنفة في تقريع الهاجِر , وأرى فيها نصائح هادئة من شيخٍ حكيمٍ حزين ..

والتمس لي عذرا فتخيل: أنك تعرف صديقا يحثك حثا على الكفاح ,يدفعك دفعا إلى أعلى الهمم، يلح عليك:" عش عزيزا أو مت وأنت كريم " ثم تمر سنوات .. فيجلس بقربك ويحدثك عن حقيقة الحياة والموت، ويقول لك: لا تهتم لشيء , لا تفرح بصدق ولا تحزن بعمق، كل شيء زائل! حتى أمانيك لا بأس إن لم تتحقق, لا تكترث لشيء .. ألَن تتساءل: لماذا تغير؟ أي ُ إحباط يغلف هذه النصائح! أليس هذا عين الاستسلام للواقع! "ولا أقصد الاستسلام الظاهري "

أراها الراية البيضاء لأنها من بداية المرحلة الثالثة والأخيرة في حياته عند بعض النقاد: مرحلة الحكمة الهادئة

حين سُحب من جبهات المعارك لجأ إلى إنشاد الحكم الشجية.

- ((يصفه كأنما هو شيءٌ دون طموح النفس، وأقل مما تبلغه النفوس الكبيرة!

إنّه ـ باختصار ـ يتعالى عليه، و يراه أقل من أن يبلّغه ما تطمح إليه تلك النفس، فصنعة المعنى هنا قريبةٌ من قوله:

ومراد النفوس أصغر من أن = نتعادى فيه و أن نتفانى))

لا فض فوك أستاذي!

هذه هي مرحلة الرضا والتسليم ..

هذه هي مرحلة حب السلام وبغض الحرب "كلما أنبت الزمان قناة " , فبعد أن كان يقف أمام تجارب الحياة وتحدياتها وقوف الند للند رأى أن الموضوع لا يستحق " وأن الزمن ليس غاية منتهاه " ..

مرحلة عمق التفكير في حقيقة الموت والزوال وجواهر الأشياء لا مظاهرها ..

إنه هنا ينتقل من عنفوان الإرادة واندفاع التأثير وثورة التغيير .. ينتقل إلى التكيف .. يأتي مسالما , إن تنكر له محبوه رد لهم بأنفة أنه لن يهتم واحتفظ ببقية وفاء في آخر القصيدة .. وهو الذي كان إن عتبوا عليه يقول: "أموت مرارا وأحيا مرارا "

أستاذي الكبير: لم يشعر بتعب الكبار إلا في السنوات اللاحقة، حتى أنك تستطيع تمييز القصيدة التي تسمعها إن كان قالها في مصر للشجن الطاغي والانهزام الداخلي والاستسلام الكئيب للمحبطات "أصخرة أنا؟ "

في مصر وبعد أن يئس من سيف الدولة أعطى الكثير من الدروس الحياتية التي تصلح أن تكون خارطة طريق نحو الفهم النفسي للتكيف مع التجارب العنيفة , وهنيئا لمن استمتع فوعى مفاهيمها!

جزيتم خيرا ..

ولكم صادق الامتنان ..

ـ[الباز]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 12:57 ص]ـ

شكرا جزيلا للأستاذة أحاول أن ..

موضوع شيق و دراسة رائعة زادها الحوار نضارة و جمالا ..

سردك للموضوع رائع و حججك قوية و حجج أخينا د. علي الحارثي أيضا قوية

و قد وقعتُ في حيرة بينكما ?

سأحاول -إن شاء الله- إعادة قراءة القصيدة و قد أعود لمشاركتكم هذا الحوار المفيد ..

فقط لدي رأي قد يكون غير دقيق في البيت الأول:

بم التعلل , لا أهل ولا وطن ولا نديم ولا كأس ولا سكن

أرى في البيت هنا صورة الرجل الذي ليس لديه شيء يخسره

و من كانت تلك صفته فهو لا يُقهر ?

أنا في شوق لبقية الحوار و لبقية الشعراء ممن رفعوا الراية خصوصا

و أني رأيت اسم أبي فراس فهو عندي مقدَّمٌ على المتنبي في بعض الأغراض

ـ[أحاول أن]ــــــــ[06 - 04 - 2010, 01:33 ص]ـ

شكر الله لك طيب ثنائك أستاذي: الباز ..

رأي أفخر به وأعتز ..

ذكرتُ أنه ليس لديه ما يخسره في المطلع , والحقيقة ما ذكرتم أنه لا يُقهر؛ لكن متى؟

هو الفارس المثالي، لكن أين؟

إن أُخذ إلى ساحات المعركة ..

أما وهو يبحث عن "التعلل " عن الراحة والسكينة فأنَى له!

اقرأها أستاذي ثم مرحبا باتفاقك أو اختلافك , سيرى كل منا أهم ما في القصيدة حسب مقتضى الحال كما فعلت المرأة في رواية أبي سهيل!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير