أي لا يسعفهن احد علينا فنسفه عليم فوق سفههم، أي نجازيهم بسفههم جزاء يربي عليه، فسمي جزاء الجهل جهلا لازدواج الكلام وحسن تجانس اللفظ، كما قال الله تعالى:"الله يستهزئ بهم" وقال الله تعالى: "وجزاء سيئة سيئة مثلها" وقال جل ذكره:"ومكروا ومكر الله" وقال جل وعلا:"يخادعون الله وهو خادعهم". سمي جزاء الاستهزاء والسيئة والمكر والخداع استهزاء وسيئة ومكرا وخداعا لما ذكرنا 53
القطين: الخدم، القيل: الملك دون الملك الأعظم يقول: كيف تشاء يا عمرو بن هند أن نكون خدما لمن وليتموه أمرنا من الملوك الذين وليتموهم؟ أي شئ دعاك إلى هذه المشيئة المحال؟ يريد أنه لم يظهر منهم ضعف يطمع الملك في إذلالهم باستخدام قيله إياهم 54
إدراه وازدرى به: قصر به واحتقره يقول: كيف تشاء أن تطيع الوشاة بنا إليك وتحتقرنا وتقصر بنا؟ أي: أي شيء دعاك إلى هذه المشيئة؟ أي لم يظهر منا ضعف يطمع الملك فينا حتى يصغي إلى من يشي بنا إليه ويغريه بنا فيحتقرنا 55
القتو: خدمة الملوك، والفعل قتا يقتو، والقتي مصدر كالقتو، تنسب إليه فتقول مقتوي، ثم يجمع مع طرح ياه النسبة فيقال مقتوون في الرفع، ومقتوين في الجر والنصب، كما يجمع الأعجمي بطرح ياء النسبة فيقال أعجمون في الرفع: وأعجمين في النصب والجر يقال: ترفق في تهددنا وإبعادنا ولا تمعن فيهما، فمتى كنا خدما لأمك؟ أي لم نكن خدما لها حتى نعبأ بتهديدك ووعيدك إيانا. ومن روى: تهددنا وتوعدنا، كان إخبارا، ثم قال: رويدا أي دع الوعيد والتهديد وأمهله 56
العرب تستعير للعز أسم القناة يقول: فإن قناتنا أبت أن تلين لأعدائنا قبلك، يريد أن عزمهم أبي أن يزول بمحاربة أعدائهم ومخاصمتهم ومكايدتهم، يريد أن عزمهم منيع لايرام 57
الثقاف: الحديدة التي يقوم بها الرمح، وقد ثقفته: قومته، العشوزنة: الصلبة الشديدة، الزبون: الدفوع، وأصله من قولهم: زبنت الناقة حالبها، إذا ضربته بثفنات رجليها أي بكبتيها، ومنه الزبانية لزبنهم أهل النار أي لدفعهم يقول: إذا أخذها الثفاف لتقويمها نفرت من التقويم وولت. الثقاف قناة صلبة شديدة دفوعا، جعل القناة التي لا يتهيأ تقويمها مثلا لعزتهم التي لا تضعضع، وجعل قهرها من تعرض لهدمها كنفار القناة من التقويم والاعتدال 58
أرنت: صوتت، والإرنان هنا لازم قد يكون متعديا. ثم بالغ في وصف القناة بأنها تصوت إذا أريد تثقيفها ولم تطاوع الغامز بل تشج قفاه وجبينه، وكذلك عزتهم لا نضعضع لمن رامها بل تهلكه وتقهره 59
يقول: هل أخبرت بنقص كان من هؤلاء في أمور القرون الماضية أو بنقص في عهد سلف 60
الدين: القهر، ومنه قوله عز وجل:"فلولا أن كنتم غير مدينين" أي غير مقهورين يقولون: ورثنا مجد هذا الرجل الشريف من أسلافنا وقد جعل لنا حصون المجد مباحة قهرا وعنوة، أي غلب أقرانه على المجد ثم أورثنا مجده ذلك
61
يقول: ورثت مجد مهلهل ومجد الرجل الذي هو خير منه وهو زهير فنعم ذخر الذاخرين هو، أي مجده وشرفه للافتخار به 62
يقول: وورثنا مجد عتاب وكلثوم وبهم بلغنا ميراث الأكارم أي حزنا مآثرهم ومفاخرهم فشرفنا بها وكرمنا 63
ذو البرة: من بني تغلب، سمي به لشعر على أنفه يستدير كالحلقة يقول: ورثت مجد ذي البرة الذي اشتهر وعرف وحدثت عنه أيها المخاطب وبمجده يحمينا سيدنا وبه نحمي الفقراء الملجئين إلى الاستجارة بغيرهم 64
يقول: ومنا قبل ذي البرة الساعي للمعالي كليب، يعني كليب وائل، ثم قال: وأي المجد إلا قد ولينا، أي قربنا منه فحويناه 65
يقول: متى قرنا ناقتنا بأخرى قطعت الحبل أو كسرت عنق القرين، والمعنى: متى قرنا بقوم في قتال أو جدال غلبناهم وقهرناهم، الجذ: القطع، والفعل جذ يجذ، الوقص: دق العنق، والفعل وقص يقص 66
يقول: تجدنا أيها المخاطب أمنعهم ذمة وجوارا وحلفا وأوفاهم باليمين عند عقدهم، الذمار: العهد والحلف والذمة، سمي به لأنه يتذمر له أي يتغصب لمراعاته 67
الرفد: الإعانة، والرفد الاسم يقول: ونحن غداة أوقدت نار الحرب في خزازي أعنا نزارا فوق إعانة المعينين، يفتخر باعانة قومه بني نزار في محاربتهم اليمن 68
تسف أي تأكل يابسا، والمصدر السفوف، الجلة: الكبار من الإبل، الخور: الكثيرة الألبان. وقيل الخور الغزار من الإبل، والناقة خوراء، الدزين: ما أسود من النبت وقدم يقول: ونحن حبسنا أموالنا بهذا الموضع حتى سفت النوق الغزار قديم النبت وأسوده لإعانة قومنا ومساعدتهم على قتال أعدائنا 71 - 69
يقول: كنا حماة الميمنة إذا لقينا الأعداء وكان إخواننا حماة الميسرة، يصف غناءهم في حرب نزار اليمن عندما قتل كليب وائل لبيد ابن عنق الغساني عامل ملك غسان على تغلب حين لطم أخت كليب وكانت تحته 72
يقول: فحمل بنو بكر على من يليهم من الأعداء وحملنا على من يلينا 73
النهاب: الغنائم، الواحد نهب، الأوب: الرجوع، التصفيد: التقييد، يقال: صفدته أي قيدته وأوثقته يقول: فرجع بنو بكر بالغنائم والسبايا ورجعنا مع الملوك مقيدين، أي اغتنموا الأموال وأسرنا الملوك 74
يقول: تنحوا وتباعدوا عن مساماتنا ومباراتنا يا بنى بكر، ألم تعلموا من نجدتنا وبأسنا اليقين؟ بلى، وقد علمتم ذلك لنا فلا تتعرضوا لنا، يقال: إليك إليك، أي تنح 75
يقول: ألم تعلموا كتائب منا ومنكم يطعن بعضهن بعضا ويرمي بعضهن بعضا؟ وما في قول ألما صلة زائدة، الإطعان والارتماء: مثل التطاعن والترامي 76
اليلب: نسيجة من سيور تلبس تحت البيض يقول: وكان علينا البيض واليلب اليماني وأسياف يقمن وينحنين لطول الضرائب بها 77
السابغة: الدرع الواسعة التامة، الدلاص: البراقة، الغضون: جمع غضن وهو التشنج في الشيء يقول: وكانت علينا كل درع واسعة براقة ترى أيها المخاطب فوق المنطقة لها غضونا لسعتها وسبوغها 78
الجُون: الأسود، والجَون الأبيض، والجمع الجُون يقول: اذا خلعها الأبطال يوما رأيت جلودهم سودا للبسهم اياها، قوله: لها، أي للبسها 79
¥