فهذا الخبر هو من رواية هشام بن محمد الكلبي عن أبيه كما في سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي للعصامي والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لابن تغري بردي ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور والبداية والنهاية لابن كثير
أما الكلبي محمد بن السائب فإليك ترجمته من السير للذهبي
محمد بن السائب الكلبي. أبو النضر الكلبي الكوفي الأخباري العلامة صاحب التفسير. روى عن الشعبي وأبي صالح باذام وأصبغ بن نباتة وطائفة.
وعنه ابنه هشام بن الكلبي صاحب النسب وشعبة وابن المبارك وأبو معاوية وابن فضيل ويزيد بن هارون وسعد بن الصلت وطائفة سواهم.
اتهم بالأخوين: الكذب والرفض، وهو آية في التفسير واسع العلم على ضعفه.
قال ابن عدي: ليس لأحد تفسير أطول من تفسير الكلبي. قلت: يعني من الذين فسروا القرآن في المائة الثانية، ومن الذين ليس في تفسيرهم سوى قولهم. ثم قال ابن عدي: لشهرته بين الضعفاء يكتب حديثه.
قال أبو حاتم الرازي: أجمعوا على ترك حديثه. وقال أبو داود: جوبير أمثل منه.
قال أبو عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال يزيد بن زريع: رأيت الكلبي يضرب يده على صدره ويقول أنا سبائي أنا سبائي.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت أبا جزء يقول: قال الكلبي: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام لحاجة وجلس علي فأوحى جبريل إلى علي. وقد روى أبو عوانة هذا عن الكلبي.
قال حجاج الأعور: سمعت الكلبي يقول: حفظت القرآن في سبعة أيام. رواها أبو عبيد القاسم بن سلام عن الحجاج. وقال المعتمر بن سليمان: كان الكلبي كذاباً.
قلت: أنا أتعجب من شعبة وتحريه كيف يروي عن مثل هذا التالف.
وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: أطرحوا حديث أربعة: حجاج وجابر وحميد مجاهد الكلبي، فأما الكلبي فصمتاً إن لم أكن سمعته يقول: نسيت علمي فأتيت آل محمد فسقوني عسلاً فامتلأت علماً. أفتأمروني أن أحدث عن رجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى عباس عن يحيى قال: الكلبي ليس بشيء.
قلت: موت الكلبي على رأس الخمسين ومائة، وقد مر في الحوادث أنه مات سنة ست وأربعين ومائة. اهـ بتصرف
وليس هشام بأمثل من أبيه ففي لسان الميزان لابن حجر
لسان الميزان
هشام بن محمد بن السائب الكلبي أبوالمنذر الإخباري النسابة العلامة: روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر وعن مجالد وحدث عنه جماعة قال أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أن أحداً يحدث عنه وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة
ومن كانت هذه حاله وممن عرف بالرفض فلا يستغرب أن يكون قصد هجاء جد الفرزدق صعصعة بن ناجية رضي الله عنه فهم يسبون سادات الصحابة ورؤساءهم فكيف بغيرهم
ومما زاد شكي هذان الخبران
الأول ذكره ابن حجر في لسان الميزان
ونقل أبو الفرج الأصبهاني عن أبي يعقوب الخزيمي قال كان هشام بن الكلبي علامة نسابة ورواية للمثالب عليه فإذا رأى الهيثم بن عدي ذاب كما يذوب الرصاص وذكر في ترجمة دريد بن الصمة عدة أخبار ثم ختمها بأن قال وهذه الأخبار التي ذكرها عن ابن الكلبي موضوعة كلها والتوليد في أشعارها ظاهر إلى أن قال ولعل هذا من أحاديث بن الكلبي
فكأن الرجل قد اشتهر بوضع مثل هذه الروايات واختلاق الأبيات
الثانية: وهي من وفيات الأعيان لابن خلكان وراويها هشام بن الكلبي نفسه
حكى ولده هشام عنه قال: دخلت على ضرار بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي بالكوفة، وإذا عنده رجل كأنه جرذ يتمرغ في الحر، وهو الفرزدق الشاعر، فغمزني ضرار وقال: سله ممن أنت، فسألته فقال: إن كنت نسابا فانسبني، فإني من بني تميم، فابتدأت أنسب تميما حتى بلغت إلى غالب، وهو والد الفرزدق، فقلت: وولد غالب هماما - وهو اسم الفرزدق، كما سيأتي ترجمته في حرف الهاء إن شاء الله تعالى - فاستوى الفرزدق جالسا وقال: والله ماسماني به أبواي ولاساعة من النهار، فقلت: والله إني لأعرف اليوم الذي سماك فيه أبوك الفرزدق، فقال: وأي يوم فقلت: بعثك في حاجة فخرجت تمشي وعليك مستقة، فقال: والله لكأنك فرزدق، دهقان قرية قد سماها بالجبل، فقال: صدقت والله، ثم قال: أتروي شيئا من شعري فقلت: لا، ولكن أروي لجرير مائة قصيدة، فقال: تروي لابن المراوغة ولاتروي لي والله لأهجون كلبا سنة أو تروي لي كما رويت لجرير، فجعلت أختلف إليه أقرأعليه النقائض خوفا منه، وما لي في شيء منها حاجة.
أما أن يكون الجد في البيت بمعنى الحظ فأنا أراه بعيدا جدا فالأبيات كلها تتناول الذوات والأعيان
فما وَجدُ الفَرَزدق مِثلَ وَجدي ........ وقد ذكَرَ الهوى فبكى نوارا
الوجد غير الجد
ولا أظن أن الحضور بمن فيهم الخليفة وجريرا يرتضون المعنى الذي قصده أخي الخبراني ..
إلا أن تكون القصة موضوعة وهذا هو الظاهر والله أعلم
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[07 - 04 - 2010, 03:40 ص]ـ
إن العيون التي في طرفها حورُ أليست أصح من كلمة
مرض.
في تحقيق الدكتور عبد السلام هارون لمقايس اللغة
إنَّ العيونَ التي في طَرْفِهَا مرضٌ ... قَتَلْنَنَا ثم لم يُحْيِينَ قتلانا
ديوان جرير 595، والعمدة (1: 135). ويروى: "في طرفها حورٌ"، كما في زهر الآداب (4: 215). والأغاني (7: 37). والبيت من المائة المختارة في الأغاني (7: 35).
¥