تهاوتْ عُروشُ المجدِ فيه وثُلِّمَتْ وأضحتْ رِكابُ الجُودِ حسرَى وظُلَّعا
فيا آلَ فضلِ اللّه هَلّا وقَتْكُمُ أياديكُمُ صَرْفَ الزمانِ المُفَجِّعا
أما لكُمُ في آلِ برمَكَ أُسوةٌ أناخَ بهم رَيْبُ الزمان فجعجَعَا
على أنّكم لم تُنكبوا في نفوسكُمْ وجنبكُمُ ما مسَّ لامسَّ مصرعا
أرى بعدَكم طرفَ المكارم خاشعاً وخَدَّ المعالي أربدَ اللونِ أضرعَا
وقد قصُرْت أيدي المكارمِ بعدَكُمْ وكنتمْ لها بُوعاً طِوالاً وأذرُعَا
تجمَّلتِ الدُنيا بكم وتعطَّلتْ وصوَّح منكم روضُها حين أُمْرِعَا
ولو أنصفتْ حامتْ عليكم ودافعتْ قِراعَ الليالي عنكُمُ ما تدفَّعَا
ولكنهُ دهرٌ يُضَيِّعُ ما وعَى وينقضُ ما أوعَى ويهمِلُ ما رَعَى
وما هو إِلّا مثلُ قاطعِ كِفِّهِ بكفٍّ لهُ أخرَى فأصبحَ أقطعَا
لأترعتُمُ الدنيا ندَىً فأفضتُمُ صنائعَ غُرَّاً لم يصادِفْنَ مصنعَا
وخلَّفْتُمُ في الناسِ آثارَ عُرْفِكُمْ فصارتْ كمجرَى السيلِ أصبحَ مَرْتَعَا
وغادرتُمُ في جانبِ المجدِ ثلمةً وخَرْقاً يدومُ لا يصادفُ مَرْقَعَا
وقد زادَ طِيباً ذِكركُم مُذْ مُحِنْتُمُ كذا العودُ إِن مَسَّتْهُ نارٌ تضَوَّعَا
أجيرتنا بالجِزع كيف خلصتُمُ نَجيَّاً وأخفيتمْ حديثَكُمُ عنِّي
وقد سَمِعتْ أذنايَ نجوى فِراقِكمْ فلا أبصرتْ عيني ولا سَمِعتْ أُذنِي
أُحَذِّرُكمْ طُوفانَ دمعي فبدِّلُوا إِذا أزِفَ البينُ الركائبَ بالسُّفْنِ
وفي الحيّ مرهومُ الإِزارينِ بالبُكا وآخرُ مرقومُ العِذارين بالحُسنِ
إِذا ما التقى خداهما وتقاربَا بدتْ لك شمسُ الصحوِ في ليلة الدّجنِ
وزائرةٍ والليلُ قد زُرَّ جيبُه على الصُبحِ والظلماءُ مسبلةُ الرُّدْنِ
أتتْ وهي أحلى في فؤادي من المُنَى وأطيبُ من تهويمةِ الفجرِ في جَفْني
إِذا انفتلتْ أبصرتُ غصناً على نقَا وإِن سَفَرتْ أبصرتُ بدراً على غُصْنِ
فرشتُ لها خدِّي وقبَّلْتُ كفَّها خضوعاً ولا تقبيلَ مستلمِ الرُّكْنِ
ولما تطارحنَا الأحاديثَ بيننَا وبُحْنَا بأسرارِ القلوب ولم نكْنَ
حلفتُ لها بالبُدْنِ تدمَى نحورُها أليَّةَ بَرٍّ صادقٍ ليس يستثنى
لأنتِ صميمُ القلبِ والنفسِ والذي إِذا رُمتُ حُبَّاً غيرَهُ فهو ما أعني
وما اقتسمَ العُشَّاقُ مُذْ صِرْتُ فيهِمُ سوى سُؤْرِ وجدي والبقيَّةِ من حزني
ـ[درعمية وأفتخر]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 05:09 م]ـ
أخي ماذا دهاكَ وما أصابَكْ دعوتُك ثم لم أسمعْ جوابَكْ
هبِ الأيامَ لم ترحمْ عويلي ولا حُزني ألم ترحمْ شبابَكْ
وقالوا قد رُزِقْتَ به ثوابَاً فقلت لهم ومن يبغي ثوابَكْ
أتسعَى هكذا أبَدا وتأمُلُ عيشةً رغَدَا
وهَبْكَ ملكتَ رزقَ غدٍ فمنْ لكَ بالحياةِ غَدَا
أتطمع في المزاج وما تهيّا دواؤك حين تخلطه بسحق
وهل ينمو بما تغذوه حتى يطير هباؤه في كل عرقِ
أليس الهضم يجعل ما يلاقي هباء بعد تسقية ودقِ
وليس السحق سحق يد ولكن حضان الطير في لين ورفقِ
ويقبله دماً يغدو وينمي تردّد في النزول وفي الترقي
كذا يحمرّ من بعد ابيضاض دواؤك إذ تمشّيه بحذقِ
أقولُ لهُ وأنضاءُ المِهارِ طلائحُ قد ونينَ من السِّفَارِ
تعزَّ أخا العُرَيْبِ فما بنجدٍ لنا أخرى الليالي من قَرارِ
أتطمعُ في شَميمِ عَرارِ نجدٍ وهل بعدَ العشيّةِ من عَرارِ
ستطْلُبُ منهُمُ داراً بدارٍ وترضى دونَهم جاراً بجار
وما فارقتُهمْ طوعاً ولكنْ قضاءٌ ما ملكتُ لهُ اختياري
همومٌ قد مُنِيتُ بها طِوالٌ لأيام مَضَيْنَ به قِصارِ
ـ[درعمية وأفتخر]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 05:10 م]ـ
أهْوِنْ بصرفِ الدهرِ أنَّ لهُ حدَّاً إِذا قاومْتَهُ انْكَسرا
واشرحْ له صدراً فلا جَزَعاً تُبْدِي لما يأتِي ولا بَطَرا
كَمْ قد جَزِعْتَ لوقعِ حادثةٍ لم تلقَ عند حدوثِها ضَرَرا
ونظرتَ للميسورِ تُدْرِكُهُ حتَّى إِذا أدْركتَهُ انْحَسَرا
والصفوَ خذهُ ما أتاكَ بهِ واتْركْ على عِلّاتِه الكَدَرا
ودعِ الطِّباعَ وما يُوافِقُها فالطبعُ إنْ قاهرتَهُ قَهَرا
والنارُ إنْ صوَّبْتَها صَعِدَتْ والماءُ إن صَعَّدْتَهُ انحَدَرا
ـ[درعمية وأفتخر]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 05:11 م]ـ
الطغرائي:
العميد فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الملقب مؤيد الدين' المعروف بالطغرائي، أحد كبار العلماء في الكيمياء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A1) لإسهاماته الجليلة في هذا العلم؛ ولاكتشافاته وابتكاراته الكيميائية الكثيرة. اهتم بالنظريات الكيميائية كثيرة الاستعمال آنذاك. له ديوان شعر، وأشهر قصائده هي عن الحكمة ويرثي فيها حاله وهي تدعى لامية العجم ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AC%D9%85).
ولد في أصفهان ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B5%D9%81%D9%87%D8%A7%D9%86) لإسرة عربية،برع في كتابة والشعر وترقت به الحال في خدمة سلاطين آل سلجوق إلى ان صار وزيرا لسلطان مسعود بن محمد السلجوقي صاحب الموصل.
من مصنفاته في علم الكيمياء
"جامع الأسرار وتركيب الأنوار في الإكسير"،
"مفتاح الرحمة ومصابيح الحكمة في الكيمياء"،
"حقائق الاستشهادات في الكيمياء"،
"الرد على ابن سينا في الكيمياء"،
"رسالة مارية بنت سابة الملكي القبطي في الكيمياء.
كما له قصيدة باللغة الفارسية ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%84%D8%BA%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D8%A9)، وشرحها باللغة العربية في صناعة الكيمياء ( http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A1).
وهو صاحب بيت الشعر الشهير من لامية العجم الذي نزل مثللاً: أعلل النفس بالآمال أرقبها - ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
¥