تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[السراج]ــــــــ[06 - 07 - 2010, 06:40 ص]ـ

فعلاً يا فتون، بإمكاننا وضع عنوان لعاطفة القصيدة: الصدق العاطفي ..

وأقرأ معكم هذا البيت:

وأنتِ! .. يا بنت فجرٍ في تنفّسه ... ما في الأنوثة .. من سحرٍ وأسرارِ

حين تُدرك ذاك السر، وذاك السحر تُقبل يديك وتحمد ربك بكرة وأصيلا، فما الارتباط الوثيق الذي شدّ به الشاعر هذه المعاني وحزم الكلمات ألفاظاً تُحيط بها هالاتُها (المعاني) ..

يبدو أنه يقصد شيئاً آخر، سرّا لا يعرف كُنهه إلا من عاش تلك الحياة، لكنه أباح ببعض (الرموز)!

بلى أباح بكلماتٍ يضيقُ جسمها عن معانيها كالماء حين يضجّ من جسدِ إناء فيفيض زهوا وتدافعاً لأفاقٍ أرحب.

ألا يكفي هذا النداء ليعبر عن حساسية الموقف، حساسية الحديث: إنه ينادي حسّه، أناقته الأخرى وحمائمه البيضاء. وقبل النداء انظر كيف ينبئ بالالتفات العجيب إشارة برحيله، فكل شيء أصبح لديه غريباً رغم قربه من حدقتي عينيه!

يناجي قصيدته الجميلة، بنت الفجر التي تلبّست بالأنوثة وهامت بأسرارها وسحرها حتى غدَتْ له أناقة.

أذهلتني كلمة (الأنوثة) هُنا، وأولُ ما تبادر إلي تلك القصائد المفعمة الجميلة التي تحملُ خصائص الأنثى بكل المعاني. وهاهو يُصفها بما هي

على الرغم أنها حمائمه التي تتبعه، وفيّ هذا الشاعر لشعره.

وما بعد هذا البيت رسالة خطاب لقصائده بالرحيل ...

(لا أدري هل وفقتُ في هذا، أم أن الشاعر له مقصدٌ آخر .. ؟!)

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[06 - 07 - 2010, 09:45 ص]ـ

ماأجمل هذه القراءات للقصيدة , مع أني أرى بأنها تحتاج لوقت أكثر ,ومتذوقين أكثر, لنستمتعَ بجمالها أكثر.

متابعة بكل شغف.

ربما لي عودة.

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[07 - 07 - 2010, 01:48 م]ـ

امرأة الفقيد

عبد الله البردوني

لم لا تعود؟ وعاد كل مجاهد = بحلى (النقيب) أو انتفاخ (الرائد)

ورجعت أنت، توقعاً لملمته = من نبض طيفك واخضرار مواعدي

وعلى التصاقك باحتمالي أقلقت = عيناي مضطجع الطريق الهامد

وامتد فصل في انتظارك وابتدا = فصل، تلفح بالدخان الحاقد

وتمطت الربوات تبصق عمرها = دمها وتحفر عن شتاء بائد

وغداة يوم، عاد آخر موكب = فشممت خطوك في الزحام الراعد

وجمعت شخصك بنية وملامحاً = من كل وجه في اللقاء الحاشد

حتى اقتربت وأم كل بيته = فتشت عنك بلا احتمال واعد

من ذا رآك وأين أنت؟ ولا صدى = أومي إليك، ولا إجابة عائد

وإلى انتظار البيت، عدتُ كطائر = قلق ينوء على جناح واحد

لاتنطفي ياشمس: غابات الدجى = يأكلن وجهي يبتلعن مراقدي

وسهدت والجدران تصغي مثلما = أصغي، وتسعل كالجريح الساهد

والسقف يسأل وجنتي لمن هما؟ = ولمن فمي؟ وغرور صدري الناهد؟

ومغازل الأمطار تعجن شارعاً = لزجاً حصاه من النحيع الجامد

وأنا أصيخ إلى خطاك أحسها = تدنو، وتبعد، كالخيال الشارد

ويقول لي شيء، بأنك لم تعد = فأعوذ من همس الرجيم المارد

أتعود لي؟ من لي؟ أتدري أنني = أدعوك، أنك مقلتاي وساعدي

إني هنا أحكي لطيفك قصتي = فيعي، ويلهث كالذبال النافد

خلفتني وحدي، وخلفني أبي = وشقيقتي، للمأتم المتزايد

وفقدت أمي: آه يا أم افتحي = عينيك، والتفتي إلي وشاهدي

وقبرت أهلي، فالمقابر وحدها = أهلي، ووالدتي الحنون ووالدي

وذهلت أنت أو ارتميت ضحية = وبقيت وحدي، للفراغ البارد

أتعود لي؟ فيعب ليلي ظله = ويصيح في الآفاق أين فراقدي؟

أكتوبر1964م

ـ[فتون]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 03:35 ص]ـ

سأعود بإذن الله

وإن تأخرت فلا تنتظروني، اشرعوا في نص الاستاذ الجبلي

وانا معكم حيث سرتم.:)

عدت مسرعة، ولكن بعد فوات الآوان: (

حسنا فعلت أستاذ محمد، فلن أتأخر بعد اليوم.

أهلا بك وبنصك المنتقى بعناية، ذلك النص البديع في إيلامه لقارئه، الذي أرجوا أن يأخذ بعض حقه هنا.

أستاذتي هداية ونور كوني معنا بفكرك، بقلمك، بذائقتك، بتأملك حقيقة أود أن تشاركينا.

أيها السراج لقد وفقت وفقك الله، وأمتعت وأثريت جزيت كل الخير.

أخي همبريالي أنا من عليه أن يشكرك، فلك مني كل الشكر.

ـ[السراج]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 06:48 ص]ـ

أبا وسن ..

صدقاً أقولُ لك: حاولتُ أقتطع بيتاً من هذه الرائعة، رائعة البردوني لكن أتعرف ماذا حدث! كل بيت يدعوني لذلك فتشتت!

رائعة جداً .. سأقف ولابد مع أبياتها ..

ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 08:58 ص]ـ

أبا وسن ..

صدقاً أقولُ لك: حاولتُ أقتطع بيتاً من هذه الرائعة، رائعة البردوني لكن أتعرف ماذا حدث! كل بيت يدعوني لذلك فتشتت!

رائعة جداً .. سأقف ولابد مع أبياتها ..

هناك شعر يعجبك ولا تستطيع تبيان مواضع الجمال فيه ولا ايضاح سبب إعجابك

ببساطة كل النص تراه جميلا لأنه عبارة عن بنية متكاملة لا يمكن رؤيتها إلا معا

تتالي الألم وتتابع أوجاع الشاعر الذي تقمص الشخصية وأجاد تكييف نفسه على تلك الثكلى إسقاطا محكما جعل القصيدة متسلسلة مترابطة

قليل من الشعراء لديهم هذه القدرة .....

شاعر صنعته المعاناة ,,

فصار يصنع المعاناة!!!!

ويستطيع التعبير عن أي حزن في العالم لأنه من صنع أحزانه تشكلت ذاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير