ـ[همبريالي]ــــــــ[08 - 07 - 2010, 02:20 م]ـ
هناك شعر يعجبك ولا تستطيع تبيان مواضع الجمال فيه ولا ايضاح سبب إعجابك
ببساطة كل النص تراه جميلا لأنه عبارة عن بنية متكاملة لا يمكن رؤيتها إلا معا
تتالي الألم وتتابع أوجاع الشاعر الذي تقمص الشخصية وأجاد تكييف نفسه على تلك الثكلى إسقاطا محكما جعل القصيدة متسلسلة مترابطة
قليل من الشعراء لديهم هذه القدرة .....
شاعر صنعته المعاناة ,,
فصار يصنع المعاناة!!!!
ويستطيع التعبير عن أي حزن في العالم لأنه من صنع أحزانه تشكلت ذاته
هو ذاك يا أبا وسن
...
أعتقد أن الموهبة والحب والمعاناة والتجربة وصدق العاطفة والأحاسيس
كانت كلها لبنة لهذه الرائعة
ـ[فتون]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 06:21 ص]ـ
نص بديع
لي معه اليوم وقفتين:
-قبل الحديث عن جمال المطلع شدني واستوقفني الاستفهام في بدايته (لم لا تعود؟)، قلب يتسائل وليس لسان بل حال
يتسائل كما سيتضح في بقية الأبيات.
يصور الشاعر شدة الألم الذي تعانية تلك المرأة ببراعة فاختار الفعل المضارع ولم يقل (لم لم تعد؟) خصوصا وأنه قد بين
أن موعد العودة قد فات ولا أمل في أن يعود لأن المجاهدون قد عادوا جميعا، ولذا فإن الأصل هو فقدان الأمل وعدم انتظار عودته،
ولكن لشدة تألم الزوجة لفقد زوجها فهي غير مصدقة أو غير راغبة في أن تصدق الواقع، فاختارت أن تبقى مؤملة منتظرة عودته؛ فعبر
بالفعل المضارع (تعود). إن المرأة تعيش ألما يصعب وصفه إلا كما وصفه أو صوره ذلك البارع.
-اختار ان يكون المطلع مطلع تمهيد، ولم يجعله مباغتا؛ فعند قراءة المطلع يشعر القارئ بأن هناك أملا في العودة، قد يكون على قيد الحياة ...
ويسترسل في القراءة مشاركا تلك المرأة مشاعرها وأملها، ويبدأ يأخذ هذا الأمل مكانه الطبيعي وهو عالم المستحيل حيث مراد الشاعر ويبقى
القارئ يتجرع الألم مع تلك المحزونة.
ملحوظة: البيت الثاني لم أفهمه، لعل أحدا يشرحه لي. ;)
بودي أن نقف قليلا مع هذا النص، لقد ظلمت النصوص السابقة فعل هذا ينال
شيئا من الإنصاف بكم أنتم.
شكري لكل من مر وأدلى بدلوه على هذا النص وأخص ناقله بارك الله فيه.
ـ[السراج]ــــــــ[09 - 07 - 2010, 08:07 ص]ـ
قصيدة رائعة حقاً.
حُقّ لها أن تُدرّس في مناهج اللغة، فجمالُ معانيها يفيض!
فتون:
تحليلُك رائع ..
البيت الثاني (وكما قال الجبلي) هو جزءٌ من باقي القصيدة التي كانت لُحمة واحدة.
ورجعت أنت، توقعاً لملمته ... من نبض طيفك واخضرار مواعدي
القصيدة كما في عنوانها على لسان ومشاعر وأحاسيس أمرأة فقيد، فقيد حرب.
وبدأها كما أسلفتِ بالاستفاهم، فقد عادوا إخوانك بزهوهم.
...
الجميل في البيت الثاني هو الارتباط الوثيق بما قبله وما بعده، فالفقيد لم يعود من الحرب لكن ببراعة الشاعر - المعهودة - استطاع أن يستعين بحياكة المعنى النادر بالخطاب نفسه لأول وهلة فبناء (المرأة) احتمالاتها بعودة زوجها، كان توقعا جمعته من كل فرح في عينيه، ومن كل المواعيد المخضرّة التي تعودُ ذاكرة يفي بها كطائر لصغاره، ومن هذا الطيف الذي بدأ يحوم حول قلبها. تبني به عُشّها الأكبر ..
ورجعتَ أنت!
عبارة تأكيد لنفسها برجوعه .. ولا رجوع!
ـ[فتون]ــــــــ[13 - 07 - 2010, 06:25 ص]ـ
حقيقة من الصعب اقتباس بيت، من الصعب الوقوف على جزء من هذه القصيدة
لذا وقفت على البيت الأخير هذه المرة متجازوة كل الأبيات قبله.
أتعود لي؟ فيعب ليلي ظله**ويصيح في الآفاق أين فراقدي؟
بعد كل شيء، بعد أن تأكدت من استحالة عودته ومن موته وعادت يائسة للبيت الذي ينتظرة
، وصعقته بالخبر وقد اقتنع ذك الجماد بموته، وبدأ يشاركها الألم والسهر، لازالت تسمع خطى قدميه عائدا، ويؤكد
ذلك الجماد لها بأنه لم ولن يعود تستعيذ منه نافرة أشد النفور من قوله؛ فلا مكان لقوله عندها.
وبالرغم من موت أهلها، الذين صدقت بموتهم لم تصدق بموت زوجها وتناشده في نهاية القصيدة بأن يعود ...
لقد أبلغ الشاعر في وصف ألم تلك المرأة ومعاناتها طوال القصيدة ثم ختمه ببيت يرجح بالقصيدة كلها؛ فقد أنهى القصيدة
بنهاية مفتوحة تناشد فيها المرأة زوجها أن يعود، لن تصدق أبدا بموته وستظل ترجوه وتخاطب طيفه وتشكو له من الآلام
علّه يشفق عليها ويعود يوما ما.
ألم مستمر وفي ازدياد ولن ينتهي أبدا ...
جدا مؤلمة هذه القصيدة
محمد الجبلي لك كل الشكر على هذا الانتقاء المميز
ـ[فتون]ــــــــ[13 - 07 - 2010, 06:39 ص]ـ
أفدت وأمتعت أخي السراج
فشكرا لك.
ـ[السراج]ــــــــ[13 - 07 - 2010, 02:59 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا وسن ..
أدرجتَ قصيدة ماتعة جداً ..
هاهي فتون لازالت تجوب مياهها، وتجذبنا لقراءة أكثر جمالاً ..
قراءة ماتعة سريعة للبيت الذي ختم به البردوني جوهرته تلك، شكراً يا فتون
أتعود لي؟ فيعب ليلي ظله**ويصيح في الآفاق أين فراقدي؟
وأنا أشاركك في هذه المناجاة اللطيفة من الزوجة لفقيدها، مناجاة بنكهة الاستفهام، فهي تخاطبُ قريباً في جملة قصيرة مختصرة كل الأحاسيس الدفاقة (أتعود لي؟).
وبعد ذلك يملأ الشاعر الكلمات خيالاً ويملأها رونقاً وبلاغة، فيصور الليل (ليل الزوجة) بطول حزنها وانتظارها، يصوره وكأنه يشرب ظله فيزدادُ سواداً ثم يبحثُ النور!
قصيدة مميزة ..
¥