تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن صرخة محمود درويش هذه، وهو من أعمدة الحداثة، يجب أن تتابع لأن الترويج للضحالة والركاكة والعدمية والغموض والرمز، هدم للحداثة والجميل التي جاءت به.

نهاية الحداثة

إن ما قدمته الحداثة من جديد في الشعر والأدب، والجرأة التي خرجت على الأدب بشكل عام، وأصبح هذا الجديد إبداعا وحراكا ثقافيا جديرا، خرج له المعارضون وشنعوا عليه، ورفضوا الحداثة بكل ما جاءت به.

فالمعارضون يقولون بأن للحداثة نهاية لأنها قائمة على باطل، وقائمة على هدم اللغة والقصيدة العربية الأصيلة.

ولكن لا يمكن أن يكون للحداثة نهاية، لأن الحداثة في كل عصر وزمن، أما ما جاءت به الحداثة فإننا لا يمكن أيضا أن نصور له نهاية.

(إن الذي انتهى فعليا وعمليا هو الصراع العلني المركز ضد الحداثة كمصطلح وكميدان وحيد للصراع والنقاش، غير أن الحداثة تتفاعل بطرق وأساليب متنوعة وهي:

كان التصور العام للحداثة يركز على الحداثة الشعرية ويكاد يحصرها في ذلك، ثم تتطور ذلك حتى أصبح في النظرية النقدية.

ثم تحول إلى أعمق من ذلك ليس في الأدب والشعر فقط، بل في اللغة والمرأة والإنسان.

ثم انتشر مفهوم الحوار، وأيضا الخطاب المفتوح والمتحرر وهو الانترنت، الذي لا يخضع لرقيب، فأصبح هناك آراء جديدة ومتغيرة.)

لقد أخرجت لنا الحداثة حراكا ثقافيا كبيرا، كما أنتجت لنا جديدا أثرى الأدب والشعر بشيء من الإبداع الإنساني الجميل، كما أنتجت لنا الكشف والإفصاح، والتثبت، وأيضا الحوار الواسع، والجدل عن المسلمات التي من الممكن مناقشتها.

الخاتمة

ليس للحداثة تاريخ معين، فكل عصر له حداثته وتجديده، ثم المتتبع للأدب يجد أنه يتجدد في كل عصر وبيئة، وهذه السنة الكونية في الدنيا، كما أن

الحداثة بمفهومها الشمولي أنتجت لنا تغيرات عديدة ومفهومات جديدة، سواء على الصعيد الأدبي أو الثقافي، أو الاجتماعي.

لم تصبح الحداثة في موضوع معين فقط، ولم تطغى على غيره، بل أصبحت أكثر من ذلك وأشمل.

ولقد قدمت الحداثة للشعر تغييرات عديدة ومفهومات جديدة، فكانت البدايات بالرفض، لكنها في النهاية أصبحت واقعا ملموسا وإبداعا يشاهد وأدبا يؤثر.

لقد توصلت في نهاية هذا البحث إلى أن الحداثة ليست في مجملها سيئة، كما أيضا ليست في مجملها حسنة.

فقد قدمت المفيد للغة والشعر، كما قدمت مفهومات دخيلة للشعر كالرمزية والغموض وغيرها ..

كما قدمت لنا مفهومات في الواقع الاجتماعي جديرة بالإشادة كالحوار والجرأة في قول الرأي، كما قدمت لنا أن كل رأيي لابد له من تثبت ودليل على صحته.

والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المراجع

1) الأدب العربي بين الحداثة والمعاصرة، د. علي بن أحمد العريني، مكتبة الخريجي، السعودية، الرياض.

2) الأدب العربي الحديث مدارسه وفنونه وتطوره وقضاياه ونماذج منه،

د. محمد بن صالح الشنطي، الطبعة الثالثة،1422هـ، دار الأندلس،

السعودية، حائل.

3) جدل الحداثة في نقد الشعر العربي، خيرة حمر العين، منشورات اتحاد كتاب العرب، 1996م.

4) الحداثة من الإيديولوجيا إلى المعرفة، د. سهيل عروسي، منشورات اتحاد كتاب العرب، سوريا، دمشق، 2007م

5) حكاية الحداثة في المملكة العربية السعودية، عبد الله بن محمد الغذامي، الطبعة الثالثة، 2005م، المركز الثقافي المغربي، الدار البيضاء.

6) في حداثة النص الشعري دراسات نقدية، د. علي بن جعفر العلاق، الطبعة الأولى، 1990م، دار الشؤون الثقافية العامة، العراق، بغداد.

7) قضايا الحداثة في الشعر والقصة القصيرة، د. أحمد بن فضل شبلول، ط 1414هـ، هيئة الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية، مصر، الإسكندرية.

8) قضايا الشعر الحديث د. جهاد فاضل، الطبعة الأولى، 1404هـ، دار الشروق، لبنان، بيروت.

9) معجم مختار الصحاح لمحمد بن أبي بكر الرازي، 2006م، مكتبة لبنان.

10) الموقف من الحداثة ومسائل أخرى، د. عبد الله بن محمد الغذامي، الطبعة الثانية، 1991م.

11) وهم الحداثة، مفهومات قصيدة النثر نموذجا، محمد علاء الدين عبد الولي، 2006م، منشورات اتحاد كتاب العرب، سوريا، دمشق.

ـ[هدى عبد العزيز]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 11:49 ص]ـ

مجهود جميل أوجزَ لنا أهم الحركات الأدبية في العصر الحديث

بورك فيك وأشكرك لأنني تعلمت منك اليوم معلومات جديدة.

كل عام وأنتم بخير

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 01:21 م]ـ

بارك الله فيك.

ـ[مُسلم]ــــــــ[09 - 09 - 2010, 05:08 م]ـ

شكرا جزيلا على هذه المعلومات المفيدة حقا وهذا الجهد الذي لم تبخل علينا به

ـ[أسامة الشبانة]ــــــــ[14 - 09 - 2010, 05:29 ص]ـ

أهلا بكم , وأشكر لكم طيب إطرائكم.

ـ[فتون]ــــــــ[14 - 09 - 2010, 07:45 ص]ـ

شكرا جزيلا لك أخي أسامة

منك استفدت معلومات جديدة، واستطعت

تنظيم المعلومات المختلطة في ذهني.

ليتني استطيع إعطاءك أكثر من نقطة ...

جزيت كل الخير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير