تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دلال الأفكار]

ـ[فائز الأسمري]ــــــــ[02 - 06 - 2007, 07:12 م]ـ

مئات الأفكار تحتضنها النفس، ودافعٌ قويُّ يقودني إلى الكتابة، وعندما يعتلي القلم الورقة تبدأ تتخاذل هذه الأفكار، وتتولَّى عند الزحف، فأتوه بين حبري وفكري، كطفلٍ بين والديه المُطَلَّقَيْن، إني في هذه الحالة كالمَدِّ والجزر، إذا بلغ الماء الغاية رجع، كأنه يعبث مع الساحل، وقد تثبت الفكرة ثبات المجاهد، ولكن يمنعها من الخروج خوف أو قلق، المهم أن أحلى الحالتين مُرّ.

تَمُرُّ الأفكار بساحلي كَلْمَى حزينة، ولكن ما إن أضع إصبعي على رمل الساحل لأرسم أو أكتب حتّى تتولّى، فكأني ألحق سرابا، لذا فعندما ترى صامتاً فاعلم أن وراء ستار صمته إمَّا قلباً يُمزَّق، أو جريمةً تُنْسج، واعلم أن الأحداث كانت وراء الكواليس أفكاراً متناثرة، وما الدموع إلّا عُصَارة ألم.

وكثيراً ما تجتاح عقلي الأفكار، وتُشغله بلا رحمة، كأطفال مقبلين إليك كلهم يقول: أنا، فأصبحت هذه الأفكار كلاعبين بالكرة فهم يركلونها من كل جانب، عندها يقف القلب صنديداً غضوبا، فلا يستجيب لأيٍّ منها، وكأنه يعاقبها على همجيتها، وسوء فعلها.

هذا حالي مع الأفكار أرأف بها فتُدْميني، وأُعاقبها فتَهْجُرُني، وقد أدخل في مهامه عقلي، في رحلة بحث عن فكرةٍ تائهة، ولكن دون جدوى، فأقمت محميات على بعض أجزاءه، وقررت معاقبة نفسي إن سولت لنفسها أن تقترب منها، فحميتها من كثير من القنوات، فهي أسلحة دمارٍ شامل، تقضي على الدين، والإنسانية، بل وقد تتعدى إلى الشرف، ولكن يبدو أني لم أستطع حمايتها، فالكثرة تغلب الشجاعة.

ـ[عيون المها]ــــــــ[04 - 06 - 2007, 04:11 م]ـ

خاطرة رائعة وفقك الله

ـ[فائز الأسمري]ــــــــ[04 - 06 - 2007, 10:34 م]ـ

شكراً لك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير