تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مع لفظ الجلالة]

ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[16 - 07 - 2007, 05:56 م]ـ

لفظ الجلالة – الله جلّ جلاله

نستهل هذا الموضوع الجليل بذكر الله عزّ وجل، وباسمه تبارك وتعالى، فاسم (الله) لم يسمى به غيره جلّ جلاله، ولهذا لا يعرف به في – كلام العرب – اشتقاق، فهو اسم جامد وليس به حرف معجم، بل كل حروفه مجردة من النقاط، إشارة إلى أنها كلمة إخلاص تتضمن التجرد عن كل معبود سوى الله تعالى. وهو كل الملك.

فإذا حذفت الألف الأولى بقيت – لله – فلا يزال مدلول الملك بها، قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)

وإذا حذفت الألف واللام الأولى بقيت – له – فلا يزال مدلول الملك بها، قال تعالى: (له ما في السموات والأرض).

وإن حذفت الألف واللام الأولى والثانية بقيت – الهاء – فلا تزال الإشارة إليه، قال تعالى: (هو الذي لا إله إلا هو).

كما أنه إذا حذفت اللام الأولى بقيت – إله. إلى جانب أن حروفه جوفية حفظت من التغيير، ووردت بدون نقاط، ونحن نعلم بأن النقاط أضيفت في فترة لاحقة إلى الرسم القرآني، وعليه يكون الإتيان بذكر الله من خالص الجوف، لا من الشفتين، وفي كلام بعضهم لا تنطق بها الشفاة فلا يشعر بها جليس الذاكر فالإخلاص بها سهل عليه، ولم يتجرأ شخص على هذه البسيطة، من خلق سيدنا آدم عليه السلام إلى يومنا هذا سمّى به، أو سُمِّيَ به، قال تعالى: ( ... هل تعلم له سميا)، فسبحان الله، حيث أن اللفظ سبحان الله لا يقال ولا ينطق إلا لوجهه تعالى، فسبحان الله على سبحان الله، وحتى باللفظ باللام المشددة تحدث هناك نغمة تختلف مع كل نغمات اللامات في اللغة العربية. من البديهي إطلاق الأسماء على المسميات بعد وجود هذه الأشياء أولا، وعليه فإن الله اسم لموجود أزلي، وبهذا الاسم الجليل وبحروفه الأربعة ارتبطت المخلوقات والألوان، فالبسملة كلماتها 4، وقيمة حروف لفظ الجلالة بحساب الجمل هو 66، وعدد حروف سورة الإخلاص هو أيضا 66 حرفا، وعدد كلماتها 19 كلمة (مع البسملة) وفي البسملة 19 حرفا، وقد تكررت كلمة الله في القرآن الكريم 2698 مرّة، وهذا الرقم من مضاعفات العدد 19 (19 × 142)، كما أن (لا إله إلا الله) هي أعظم جملة موجودة في جميع اللغات حيث عدد كلماتها 4 كلمات، والأعجب من هذا هو أن حروفها مركبة من نفس حروف الله. كما ان اسم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – مكون من 4 حروف معجمة، وذكر في القرآن 4 مرّات.

وعن ذكر سورة الإخلاص علينا أن نتأملها، وان نرجع إلى كتب التفاسير، ورغم أنها من أقصر السور، قال عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (أن هذه السورة تمثل ثلث القرآن). وعندما نتطرق إلى العدد واحد نقول: الواحد من العدد في الحساب ليس قبله شيء، والأحد اسم أكمل من الواحد، لو قلت: فلان لا يقوم له واحد، لجاز في المعنى أن يقوم له اثنان أو ثلاثة أو أكثر ... وإذا قلت: فلان لا يقوم له أحد، فقد قطعت أنه لايقوم له أي عدد مهما زاد ... فصار الأحد أكمل من الواحد ... والأحد تمنع من الدخول في الحساب ... كالضرب والطرح والقسمة والجمع وغير ذلك، أما الواحد فداخل في الحساب منقاد للعدد.

خواطر وتأملات حول أسماء الله الحسنى

كان المشركون من العرب في جاهليتهم يسمون آلهتهم بأسماء يشتقونها من أسماء الله سبحانه، كاللات من الله، والعزى من العزيز، وقد حذر الله تبارك وتعالى من اجترائهم على أسمائه وسماه إلحادًا فيها ... قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) (الأعراف 180). وقد ورد النص عليها في أحاديث الرسول ... قال صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) ... الخ. وفي رواية أخرى من حفظها دخل الجنة) ... الخ. نريد أن نستبعد من الحفظ معنى التلقين قال الله تعالى: (لقد أحصاهم وعدّهم عدّا) (مريم 94) فالإحصاء غير العد ... الإحصاء معنى أكبر من العد ... هو معرفة أشمل من معرفة العد. المقصود من حفظ الأسماء هو حفظ أمانتها ... هو حمل أمانتها وعدم تضييعها ... والمقصود من إحصاء الأسماء هو شهود حقيقتها ... والأسماء الحسنى بوصفها المثل الأعلى والحقيقة المطلقة ... هي هدف المسلم في حياته في الأرض. يذكر البعض أن لكل اسم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير