تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تاريخ ابجد]

ـ[مثنى كاظم صادق]ــــــــ[20 - 07 - 2007, 04:02 ص]ـ

تاريخ (أَبْجَد):

من المفيد معرفة تاريخ تلك الأبجدية التي قام عليها الترقيم في حِقَب من الزمن، فمؤرخو اللغة المتأخرون يرون أن الحروف العربية تعود في أصلها الأول إلى الحروف السامية، وبالتحديد: الكنعانية.

(ذُكر أن السامية متأثرة نوعا ما بالكتابة الهيروغليفية المصرية، لكن الهيروغليفية لم تكن أبجدية. ومن أقدم الكتابات السامية: الكتابة السينائية التي ترجع نقوشها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد تقريبا "من كتاب الخط العربي نشأته وتطوره، ومن كتاب الكتابة العربية السامية" هذا وقد استعمل المصريون القدماء الرمز بالحروف للأعداد "من كتاب قصة الأرقام والترقيم، وأيضا الرقم والعدد بين اللغة والرياضيات").

واللغة الكنعانية تشتمل على عدد من اللهجات، منها:

1 - الأجريتية:

وأجريت مدينة قديمة على الساحل السوري شمال اللاذقية، تعرف حديثا برأس شمرا، ويعتبر الترتيب الأبجدي الأجريتي أقدم من الترتيب الأبجدي الفينيقي، ويرجع إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد، وعدد حروف هذه الأبجدية المسمارية ثلاثون، ولو أسقط منها الحروف الزائدة على الأبجدية الفينيقية المؤلفة من 22 حرفا لكان ترتيبها واحدا، وهو: (أ ب ج د هـ و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت)، وقد تعلم منهم ومن الفينيقيين هذا الوضع كثير من الشعوب.

(وأما الأحرف التي يجمعها قولك: "ثَخَذْ ضظَغْ"، فيرى الدكتور رمزي بعلبكي في الكتابة العربية والسامية أنها إضافة عربية على الأحرف السامية الشمالية. كما أن هذا يؤيد مذهب الجمهور القائل إن أَبْجَدْ هَوَّز ... أعجميات وليست عربيات، أو يؤيد مذهب من يرى أن بعضها أعجمي وبعضها عربي، وثمة قول ثالث هو أن جميعها عربي.

وقد اختلف في مدلول هذه الكلمات: أَبْجَدْ هَوَّز ... في الأصل، فقيل: إنها من (أَبْجَدْ) إلى (قَرَشَت) أسماء ملوك مَدْيَنْ، وكَلَمُنْ رئيسهم، وضعوا الكتاب العربي على عدد حروف أسمائهم يجمعها قولهم: "ثَخَذْ ضظَغْ" فسمُّوها: الرَّوادِف. وقيل: إن أبا جاد كان ملك مكة، وهَوَّز وحُطِّي بوَجَّ من الطائف، والباقين بمَدْيَنْ. وقيل: إنها أسماء شياطين ألقيت على ألسنة العرب الذين كانوا في طاعته أن يكتبوها، وقيل غير ذلك.

2 - الفينيقية:

والفينيقيون هم كنعانيو السواحل الشمالية، ثم انتشروا في كثير من الأقطار، ولم تكن أبجديتهم على الشكل المسماري الذي كان عند الأجريتيين، واعتمدوا على الكتابة السينائية السامية التي استفادت من الكتابة الهيروغليفية المصرية. ومن الكتابة الفينيقية تفرعت الأبجديات السامية. فعنهم أخذ اليونانيون (الإغريق) صور حروفهم وأسمائها وترتيبها، ولعل ذلك كان في القرن الثامن قبل الميلاد، كما اقتبس اليونانيون منهم استخدام تلك الحروف في الرمز للأرقام. (يرى البعض أن حساب الجمّل استفاده اليونانيون من الآراميين والأنباط. لكن ينبغي أن يُعلم أن الخط الآرامي مقتبس من الخط الفينيقي وذلك فيما بين القرن الثاني عشر والعاشر قبل الميلاد. وقد رأى البعض أيضا أن اليونانيين هم الذين أعطوا الحروف - التي أخذوها من الفينيقيين - القيمة العددية. هذا ومما يؤكد شدة تأثر اليونانيين بالفينيقيين، أن اليونانية الأولى - كما تدل النقوش - كانت تُكتب من اليمين إلى اليسار، لكنها عَكَسَت طريقها بعد.)

وقد استعمل الرومان والفرس والهنود الحروف العددية، وقام عدد من الباحثين الغربيين بدراسة الأبجدية الهندية، فترجح لهم أن الأبجدية الخاروشتية الشعبية والأبجدية البراهمية (السنسكريتية): وليدتا الأبجدية الآرامية السامية. ومنهم من رأى أن الأبجدية البراهمية مقتبسة من الأبجدية الفينيقية. بل رأى بعضهم أن الأرقام الخاروشتية تشبه الحروف النَّبطية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير