[سورة البلد الغريب من الالفاظ دراسة معجمية تفسيرية]
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[27 - 08 - 2007, 05:50 ص]ـ
تفسير سورة البلد
{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ}
ما قاله أهل التفسير:
يقول تعالى ذكره: أقسم يا محمد بهذا البلد وهو مكة وكذلك قال أهل التأويل
عن ابن عباس في قوله {لا أقسم بهذا البلد} يعني: مكة
وعن مجاهد {لا أقسم بهذا البلد} قال: مكة (1)
وما قاله أهل اللغة:-
وقوله تعالى (لا أُقسِمُ بهذا البَلَدِ) يعني مَكّة نفسها (2)
(البَلَدُ محرّكةً مأْخوذٌ من قَوله تعالى: " لا أُقسِمُ بهذَا البَلَد " والبَلْدَة بفتح فسكون مأْخوذ من قوله تعالى " ربَّ هذِهِ البَلْدَةِ الذي حَرَّمها " كِلاهما عَلمٌ على مكّة شَرَّفَها اللّهُ تعالى تفخيماً لها كالنَّجم للثُّريّا والعُود للمَندَل. وقال التوربشتيّ في شرْح المَصابيح بأَنّها هي البَلْدة الجامعة للخَير المستحِقّة أَنّ تسمَّى بهذا الاسم دونَ غيرها لتفوُّقها على سائر مُسمَّياتِ أَجناسِها تَفوُّقَ الكعبةِ في تَسميتها بالبَيت على سائر مُسمَّياته حتى كأَنّها هي المَحلّ المُستحقّ للإِقامة دونَ غيرَها من قولهم بَلَدَ بالمَكَان إِذا أَقامَ به) (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) تفسير الطبري 12/ 584، ابن كثير 4/ 659، القرطبي 20/ 54،فتح القدير 5/ 626، البغوي 1/ 429
روح المعاني 30/ 134،الكشاف 4/ 251
(2) كتاب العين (مادة بلد 8/ 42)، مختار الصحاح (مادة بلد 1/ 642)، معجم البلدان (5/ 185)،الغريبين (1/ 92)
غريب السجستاني (45)
(3) تاج العروس (مادة بلد 1/ 1901)
{وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ}
وقوله: {وأنت حل بهذا البلد} يعني: بمكة يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وأنت يا محمد حل بهذا البلد يعني مكة يقول: أنت به حلال تصنع فيه من قتل من أردت قتله وأسر من أردت أسره مطلق ذلك لك يقال منه هو حل وهو حلال وهو حرم هو حرام وهو محل وهو محرم وأحللنا وأحرمنا. (4)
وقال القرطبي:قوله تعالى: {وأنت حل بهذا البلد} يعني في المستقبل
مثل قوله تعالى: {إنك ميت وإنهم ميتون} [الزمر: 30] ومثله واسع في كلام العرب تقول لمن تعده الإكرام والحباء: أنت مكرم محبو وهو في كلام الله واسع لأن الأحوال المستقبلة عنده كالحاضرة المشاهدة وكفاك دليلا قاطعا على أنه للاستقبال وأن تفسيره بالحال محال: أن السورة باتفاق مكية قبل الفتح فروى منصور عن مجاهد: (وأنت حل) قال: ما صنعت فيه من شيء فأنت في حل وكذا قال ابن عباس: أحل له يوم مكة أن يقتل من شاء فقتل ابن خطلومقيس بن صبابة و غيرهما ولم يحل لأحد من الناس أن يقتل بها أحدا بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(4) تفسير الطبري (12/ 584)، فتح القدير 5/ 626، البغوي 1/ 429، روح المعاني 30/ 134،الكشاف 4/ 254
(5) تفسير القرطبي (20/ 54)
قوله تعالى (وأنت حل بهذا البلد) فيه ثلاثة أقوال: أحدها حل لك ما صنعت في هذا البلد من قتل أو غيره قاله ابن عباس ومجاهد قال الزجاج يقال رجل حل وحلال ومحل قال المفسرون والمعنى إن الله تعالى وعد نبيه أن يفتح مكة على يديه بأن يحلها له فيكون فيها حلا
والثاني فأنت محل بهذا البلد غير محرم في دخوله يعني عام الفتح قاله الحسن وعطاءوالثالث أن المشركين بهذا البلد يستحلون إخراجك وقتلك ويحرمون قتل الصيد حكاه الثعلبي (6)
فقد ذكر الخليل بن احمد الفراهيدي: الحِلُّ والحِلال والحُلول والحِلَل: جماعة الحالّ النازل قال رؤبة:
(وقد أَرَى بالجَوّ حَيّاً حِلَلا ... حِلّلاً حِلالاً يَرْتَعون القُنْبُلا) (7)
والحِلُّ: الحَالّ وهو النّازِلُ ومنه قَوْلُه تعالى: " وأَنْتَ حِلٌّ بهذا البَلَدِ " (8)
حِلٌ:حَلاَل.أو حَالٌ: ساكنٌ (9)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(6) زاد المسير (9/ 128)
(7) العين (مادة حل 3/ 26)
(8) تاج العروس (مادة حل 1/ 6995)
(9) غريب السجستاني (82)
¥