تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نساء المشاهير!!!]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[21 - 08 - 2007, 05:56 م]ـ

اخترت لكم هذه المقالة ...

هاشم صالح عن موقع"تنوير"

هناك مثل شائع يقول: وراء كل رجل عظيم امرأة. فكل مبدع أو قائد سياسي بحاجة إلى امرأة تسنده أو تلهمه لكي يستطيع أداء مهمته التي خلق من أجلها. ولكن علاقة المبدعين بالنساء مختلفة ومتنوعة بتنوع الشخصيات والطباع. فمنهم من كانت علاقته جيدة بزوجته على طول الخط تقريباً كشارل ديغول، وهذا نادر. ومنهم من كانت علاقته سيئة، أو قل أنها ابتدأت جيدة وانتهت سيئة كأندريه بريتون وسواه عديدين. ومنهم من كانت له عشيقات وخيانات لا تحصى كما هي حالة فيكتور هيغو، الخ ... ومنهم من كانت حياته مضطربة جداً كأوغست كونت الذي لم يستقر في النهاية إلا على حب عذري أفلاطوني بالخالص. واليه رفع أجمل الابتهالات وخالص التحيات .. ومحبوبته لها تمثال صغير الآن في باريس. ومنهم من تنقل من امرأة إلى أخرى بحثا عن المتعة والتجديد دون أن يستقر على واحدة بعينها.

وهذه هي القاعدة في الغالب. ومنهم من لم تكن لهم أي علاقة: ككانط مثلا، أكبر فيلسوف في تاريخ الغرب. فلا تعرف له أي علاقة نسائية. ومنهم من قتله الحب أو جننه كالشاعر الألماني الكبير هولدرلين. ومنهم من سمح لزوجته أن تتركه إذا شاءت لا كرها بها وإنما خوفا عليها. وكان ذلك بعد ان ازدادت الضغوط عليه وأصبحت لا تحتمل.

وأكبر مثال على ذلك جان جاك روسو. فبعد أن احمرت عليه الأعين من قبل بعض الجهات وشعر بأنه دخل في الدائرة الحمراء للخطر شرح لزوجته حقيقة الوضع. وخيرها بين البقاء معه أو تركه لكي تنجو بنفسها من أذى محتمل جدا. وقال لها بأنه لن ينقصها شيء وإنما سيتحمل نفقاتها من بعيد وكأنها معه. وهكذا تنجو من الخطر وتعيش بشكل طبيعي لأن الحياة معه يستحيل أن تكون طبيعية بعد أن أصبح مستهدفا. وقال لها بأنه أصبح طريدا ملاحقا وعاجزا عن تأمين حمايتها بعد اليوم. ولكنها أصرت على البقاء معه حتى آخر لحظة. وهذه حالة نادرة في التاريخ وتدل على مدى عظمة روسو وعمق إنسانيته. فهو لم يكن يخشى الخطر على نفسه بقدر ما كان يخشاه على غيره.

وسوف أتوقف عند هذه النقطة من حياة روسو مطولا يوما ما لكي أشرحها بتفاصيلها لأنها ذات أهمية خاصة بل واستثنائية. ويرى الكاتب الفرنسي أندريه موروا أنه لا توجد قاعدة محددة بهذا الصدد. فرياح العبقرية تهبُّ حيث شاءت على العبقري المتزوج أو غير المتزوج. وقد تهبُّ على المتزوج السعيد بزواجه كما تهبُّ على الأعزب أو على من لا يطيق زوجته أبدا. انظر حالة تولستوي مثلا. فالشجارات بينه وبين زوجته صوفيا كانت متواصلة ومرعبة. وقد وصل به الأمر إلى حد الهرب من البيت في أواخر أيامه والموت وحيدا على الطرقات والدروب .. ولكن بشكل عام يمكن القول بأن العبقري لا يتزوج عادة. فديكارت لم يتزوج وسبينوزا لم يتزوج وقل الأمر ذاته عن فولتير أو فلوبير أو بودلير أو رامبو أو نيتشه أو كيركيغارد أو بيتهوفين أو فان غوخ أو عشرات غيرهم. لماذا؟ لأن العبقري مشغول بإبداعه إلى حد الهوس، إلى درجة أنه يلهيه عن كل شيء. وإذا ما خير في لحظة ما بين إبداعه وحياته الشخصية فانه سيضحي بالثانية على الأغلب. وبالتالي فلا أحد ينصح النساء بأن يتزوجن من العباقرة أو من المبدعين الكبار أو من القادة السياسيين المشغولين جدا برسالتهم ومهمتهم والذين قد يتعرضون للخطر الأعظم في لحظة ما. فالعباقرة مهددون على عكس الناس العاديين. وماركس تأسف أكثر من مرة لأنه تزوج وأنجب.

نقول ذلك على الرغم من أنه كان يحب زوجته جدا بل وتزوج عن قصة حب كبيرة وطويلة. ولكن لو أنه كان حرا لواجه التحديات بقوة أكثر ولما خشي على من حوله من عواقب تصرفاته. ولكن بالطبع هناك استثناءات عديدة ليس أقلها هيغل في زواجه الشرعي على الأقل، أو فرويد، أو شارل ديغول نفسه، أو سواهم .. فهناك زواج سعيد بالفعل وليست كل الزيجات فاشلة لحسن الحظ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير