تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحلم بموافقة متجر الحياة على إعادة البضائع ..

لكنها نبَّهت:البضائع المباعة لا تُرد ولا تستبدل!

اشترى العقل والحنكة والتجربة والإبداع , ودفع شبابه وبراءته ونقاءه وسعادته ..

وجد الصفقة خاسرة , فطلب:

ليت الليالي باعتني الذي أخذت ** مني بحلمي الذي أعطت وتجريبي

فما الحداثة عن حلم بمانعة ** قد يوجد الحلم في الشبان ِ والشيب ِ

4 - الحلم بالعدل القائم على تكافؤ الفرص:

محور دوران ديوان المتنبي .. أنه لم ينل ما يستحق .. في حين ناله الحمقى وضعاف الهمة ..

وما الجمع بين الماء والنار في يدي ** بأصعب من أن أجمع الجد والفهما!

حلمه أن يُقدَّر كما يستحق ..

فليت هوى الأحبة كان عدلا ** فأعطى كل قلب ٍ ما أطاقا

ليس مهما ظلم الناس ,, المهم عدل الأحبة:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي ** فيك الخصام وأنت الخصم والحكم ُ

5 - الحلم بالسلام: السلام مع الزمن ..

يكفيه يأسا وإحباطا أن يود ما لا توده الأيام ..

أن يسعى للتغيير وأن يجاري الواقع ولكنه اعلى همة وأرفع شأنا ..

فيعود كسيرا , وحيدا , يفتقد السلام ..

أود من الأيام ما لا توده ** وأشكو إليها بَيننا وهي جنده ُ

يباعدن حبا يجتمعن ووصله **فكيف بحب يجتمعن وصده ُ

وأسرع مفعول فعلت َ تغيرا **تكلف شيء في طباعك ضده ُ

6 - المرأة المستحيلة ..

الحلم الذي أرهقه كثيرا .. وأرَّقّه كثيرا ..

لم يتعبه أنه لن يجدها ..

أتعبه أنه لا يريد أن يحب أصلا .. أنفته تأبى أن يخضع لهذه العاطفة ..

يرى ذاته عزيزة عن التودد لامرأة ..

لعينيك ِ ما يلقى الفؤاد ُ وما لقي ** وللحب , ما لم يبق َ مني وما بقي

وما كنت ُ ممن يدخل العشق ُ قلبَه ** ولكن من يبصر عيونك ِ .. يعشق ِ

المرأة التي جعلته يرى نفسه عاديا أمامها؛ لأنها هي غير عادية ..

حوار ٌ راق ٍ بين عاشقين هائمين , يرى كل منهما في الآخر طائفة بشرية مختلفة ..

ويسمع كل منهما حديث الآخر عزفا منفردا غير مسبوق!

تقولين: ما في الناس ِ مثلك عاشق ٌ ** جدي مثل من أحببتُه .. تجدي مثلي .. !!

يطلب وصلها لأنه صعب وترك آلاف النساء "السهلات "؛ لأنه اعتاد الصعب:

ذريني أنل ْ ما لا يُنال من العلا ** فصعب العلا في الصعب والسهل ُ في السهل ِ

7 - الحلم بالاستقرار .. باجتماع الأحبة:

عانى المتنبي كثيرا حرارة الفقد , وذاق مرارا مرارة الفراق ..

الموت: أشجع الفرسان الذين هزموا المتنبي .. ولم يحاول أخذ الثأر ..

الموت: قوة تغير أحجام المصائب .. بين الأصغر والأكبر .. يختل الممكن واللا ممكن ..

والموت: صاحب التأثير الإشعاعي الذي يصيب شبكية العين فتختل قدرتها على الإبصار ..

وتبقى عضلة لنقل الصور الخارجية , وحسب .. !!

وقد كنت قبل الموت أستعظم النوى ** فقد صارت الصغرى التي كانت العظمى

هبيني أخذت ُ الثأر فيك من العدا ** فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى!!

وما انسدت الدنيا علي َّ لضيقها ** ولكن َّ طرفا لا أراك به: أعمى!!

أما في تفسيري لماذا كانت أحلامه صعبة؟

لأنه رجل ٌ صعب , ومستعصٍ على الفهم ..

لأنه بعيد هم ّ ,ليست الإشكالية:أن يكون الهم كبيرا أو مهما أو عظيما .. المتنبي يحدد لنا أنه بعيد وهذا سبب عذابه الحقيقي:

لحى الله ذي الدنيا مناخا لراكب ٍ ** فكل "بعيد الهم ِّ " فيها معذَّب ُ

ألا ليت شعري! هل أقول قصيدة ً** فلا أشتكي فيها ولا أتعتّب ُ

وبي ما يذود الشعرَ عني أقلُّه ** ولكن قلبي – ياابنة القوم قُلَّب ُ

كم بحث عن الآمال العظيمة!

ولم يجد مساعدا ولا رفيقا لأنها عظيمة!!

لم يجدها لأنه "مُطَارد " من الزمن , في طراد مستمر .. حيث لا إقامة , ولا منفى!

أو َ يمكن أن يعاني الإنسان أقسى من هذا "اللا انتماء "!!

أهم ُّ بشيء ٍ والليالي كأنها ** تطاردني عن كونه وأطارد ُ

وحيد ٌ من الخلان في كل بلدة ٍ ** إذا عظُم المطلوب ... قل َّ المساعد ُ!!

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[28 - 03 - 2008, 11:01 م]ـ

تمتعنا في ظلال هذه الروائع

نتفيا في ظلالها عبق البطولة

والرجولة والشهامة

جزام الله خيرا أخانا الكريم

وأحسن إليك

وبورك المداد والقلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير