تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قصاص]

ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:28 م]ـ

" قصاص "

و رحت أدور بعينىّ فى نهم جامح، ألعق تلك الأجساد العارية البضّة، يؤزّنى شيطانى بعدما اعتلانى وتمكن من تلابيب شهوتى، يتسلل طرفى مقتنصا ما يمكن قنصه عبرثقوب الأزياء الشفَّافة الوصّافة، أغرس نظراتى الجوعى فى كل الأشكال الهلاميّة والمكتنزة، أتتبع كل الدوائر المكتملة، وأنصافها المنسابة والمنتصبة.

يتسلق طرفى الأجساد وينزلها، يتهادى بين بوارزها وغوائرها؛ منساقا تحت وطأة الحاجة مقنعا نفسى بقلّة حيلتى، وانفلات أزمّة رغبتى، وتضافر كل العوامل ضدى.

كيف أوصد جفنىّ الآن وقد يبسا؟ كيف أطبقهما وقوائم حديدية انتصبت حالت بينهما؟ أأهلك ظمأ وشلالات الماء السلسال البارد تضرب شفتىّ بلا رحمة؟!

آه .. ما أفجرنى!! قد قطّعت الأمل المرجوّ بنصل الرغبة

لأقتنص الفرصة الآن،ولتجحظ عيناى، ولأقذف بكلاليب الشهوة وأجرجر ما يطفىء غلة هذا الجسد الظامىء، مايسكن نارا تتأجج فى هذى الكتلة البشريّة،

ما يكبح هذا العوز الجسدىّ الجامح!

لا رجعة فى الأمر الآن. بقيت خطوة فلأخطها، ولأدهس بحذائى كل شعارات القيم المزعومة، ولأسحق كل إشارات المثل الضوئية، ولأركل كل تعاليم الأديان القدسيّة

،ولأصفع ذا الضمير بكفىّ، و أمرغ رأسه فى الترب،

ولأخلع كل سراويل الإنسانيّة، فأنا والحيوان الآن سواء.

فجأة! وبلا إنذار مسبق! انغرست أسفل مؤق العين حصاة، مرقت تصفر بين ممرات معوجة،شيدها الّلحم المتلاصق، ألقاها طفل يلهو لاِ يأبه؛فانسالت شلالات الدم تشخب؛لتطفىء رغما عنى نار الجسد الثائر وسط الحشد البشرى الهائل فى تلك الحافلة المكتظّة.

شهقت إحدى الجدات بصوت يتهدّج بنقاء:"العين يا بنىّ عليها حارس".

وقال الشيخ ذو الّلحية الثّلجية بعدما حوقل: "المؤمن يا بنىّ مصاب".

(المؤمن) تلك الكلمة شقتنى نصفين بلا رحمة، زاغت

نظراتى عن وجهه،اتحاشى الوجه الفضى الوضاء،

خجلا من نفسى،تلك الأمّارة بالسوء.

اندفع الدم يغرقنى،وهرعت أيدى الجمع تمدّ إلىّ

ضمادات كى أوقف زحف دمائى المنسابة على صدرى لكنى قلت: "دعوها لعلى أغتسل الآن وأنظف دعوها لعلى أغتسل الآن وأطهر! ".

ـ[محمد عبد الغفار صيام]ــــــــ[25 - 10 - 2009, 09:51 م]ـ

ألا من ناقد يا أهل الفصيح!!!

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير