تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القرار الصعب]

ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 08:39 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الأول

بهجة فتاة مؤدبة ومتفوقة في دراستها والكل يشيد بأخلاقها الكريمة تعيش في بيت

يضم والدها صالح ووالدتها نورة وأخوها محمد الذي يكبرها وأختيها مشاعل ورهف

بهجة في الصف الثالث ثانوي ومشاعل في الصف الأول ثانوي ومحمد أقرب إخوانها إليهاويدرس في السنة الثانية بالكلية

أما رهف الصغيرة فهي في الصف السادس الابتدائي

مشاعل تغار من بهجة التي تتفوق عليها دراسيا وتفوقها جمالا وخلقا وأدبا وتسعد بتفضيل الأم لها والتي تعامل بهجة معاملة قاسية تختلف عن بقية أبنائها

وهذا ما يحير بهجة ويرسم علامات الدهشة على ملامحها البريئة

تحدث بهجة نفسها قائلة: لم يا أمي أراك تعامليني بقسوة؟

ولم مخزون العاطفة الذي تحملينه لي ضئيل جدا؟

لم لا أحظى بدلالك لي كما أراك تدللين مشاعل؟

على الرغم أني لا أعصي لك أمرا!

فتحت بهجة كتابها لتذاكر وكالعادة قطع صوت أمها استذكارها وهي تنادي بهجة .. بهجة

تركت الكتاب وذهبت لوالدتها: نعم يا أمي ما الذي تريدينه مني؟

الأم: اصنعي شايا وقهوة لوالدك وساعدي أختك رهف في حل واجباتها بعد ذلك

بهجة: سمعا وطاعة ولكن لدي امتحان .. هلا ذاكرت لرهف بدلا مني يا أمي الحبيبة

الأم: رهف تريدك أنت أن تساعديها والفتاة المؤدبة تسمع الكلام ولا تناقش

بدأ موسم الاختبارات بهجة تذاكر بحماس شديد واجتهاد رغم تعطيل والدتها لها

أما مشاعل فهي تستذكر بامتعاض شديد وتخشى الرسوب والشعور بالفشل أمام نجاح بهجة وتفوقها الذي سيحرق فؤادها

ليتك ترسبين يا بهجة إن نجحت سيمدحك والدي ويوبخني وينعتني بالفاشلة

عقب انتهاء الاختبارات كانت نتيجة مشاعل مخيبة لآمالها رسبت في الرياضيات والإنجليزي

ورهف نجحت

أما بهجة , تنتظر نتيجتها على أحر من الجمر والذين يشتاقون معها لنجاحهاوالدها وشقيقها محمد وشقيقتها رهف

والأم تقول لها: لا خشية عليك من الرسوب ستنجحين بامتياز كالعادة

بهجة: وهل هذا يزعجك يا أمي؟

الأم: لا ولكن أرى نتيجتك مضمونة فلا داع للقلق

ظهرت نتيجة بهجة مشرفة " ناجحة بتقدير امتياز " فرحت بنجاحها وشاركها الفرحة أبوها وأخوها محمد وأختها رهف وقدم لها والدها

هدية بمناسبة نجاحها

أما الأم استشاطت غضبا وقالت: مباارك نجاحك وانصرفت

استاءت بهجة من ردة فعل والدتها التي كانت ترجو منها تفاعلا أكبر مع النبأ السار .. تمنت أن تأخذها بالأحضان وتطبع

على وجهها القبلات الحارة كأي أم تنبلج أساريرها لنجاح وتفوق ابنتها

لكن شيئا من ذلك لم يحدث وهو ما توقعته بهجة

ومشاعل أحكمت إغلاق غرفتها وأخذت تبكي وتضرب الباب برجليها وتقول:

لن أبارك لك يا بهجة .. خسئت .. أكرهك .. أكرهك ولا أطيق رؤيتك فرحة ومبتهجة

من أين تأتين بهذا التفوق والنجاح؟

والدي فرح بنجاحك وكذا محمد ورهف. لتذهبي لجهنم يا بهجة

لا أريد رؤيتك

/

/

ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 08:41 م]ـ

(2)

ولما أرخى الليل سدوله خرجت بهجة من حجرتها تريد شرب الماء وأثناء سيرها سمعت صوت والدتها يعلو وهي تقول للأب:

لن أسمح لك أن تعمل حفلة للبهجة وتحرق قلب ابنتك مشاعل

لفت انتباههها الصوت فاتجهت نحو الباب لتسمع الحديث الدائر بين والديها

أمها تقول بغضب شديد: أنت تغدق محبتك لهذه الفتاة وتحرم ابنتك الحقيقة من عطفك وحنانك

وضعت بهجة يدها على فمها من هول ما سمعت

وأنا لست ابنته!

ابنة من أكون؟

وواصلت الاستماع بخوف ولهفة ثم أردفت والدتها قائلة:

لم أعد أحتمل وجود هذه الفتاة أخرجها

الأب محاولا إخفاض صوت زوجته: ماذا تريدين مني أن أفعل؟

أطردها وأرميها في الشارع!

الأم: نعم أعدها للشارع الذي أخذتها منه هي ليست ابنتك

انقبض قلب بهجة وكادت تسقط على الأرض ولكنها تداركت نفسها وواصلت الاستماع وعيناها مغرورقتان بالدمع

أنا لست بهجة صالح الراشد!

من أكون إذن ثم سمعت والدها يقول:

هل جننت يا امرأة نرمي فتاة مسكينة بريئة؟

! عاشت معنا سبعة عشر عاما وأصبحت ابنتنا

أتذكرين أني قلت لك كيف نتصرف معها؟

فقلت: نربيها وسميتها بهجة لأنها أبهجت قلبك بعد وفاة ابنتنا التي ماتت وهي في المهد

وأرضعتها من صدرك

الأم: أذكر كل ذلك ولكني اليوم لا أحتمل وجودها تصرف معها يا صالح

سارت بهجة بخطى متثاقلة نحو غرفتها ودموعها تنهر كالمطر هائمة على وجهها

لا تدري ماذا تفعل؟ وكيف تفكر؟

أنا ابنة حرام .. من هي أمي؟ ..

ومن هو أبي؟ ... وإلى أي عائلة أنتمي؟

كنت أعيش في سراب طيلة هذه الأعوام!

هؤلاء ليسوا أهلي!

الآن عرفت لماذا تكرهني أمي ولا تبادلني مشاعر المحبة والحنان؟

ليتني مت حين ولادتي .. ليتهم تركوني في الشارع تلتهمني الكلاب والقطط

لا أريد أن أعيش لحظة واحدة

هل أقتل نفسي؟

من قتل نفسه فهو في النار وبالتالي أخسر دنياي وأخراي

ماذا أفعل؟ وكيف سأكمل حياتي وأنا مجهولة الهوية؟!

ياارب اقبض روحي إليك الآن وخلصني مما أنا فيه

أأخرج من البيت .. وإلى أين سأذهب؟

وإن بقيت هنا سيكون وجودي ثقيلا على أمي التي تريد طردي من البيت

وكيف سأواجه واقعي المرير؟

أنا ابنة الرذيلة .. لن يحترمني أحد .. سينظر لي الناس نظرة ازدراء واحتقار سيرون على ملامحي دنس الرذيلة

ثم أخذت تضرب برأسها على المخدة وتقول ليتني أموت .. ليتني أموت

هل أخبرهم أني علمت؟ , أم أبقى وكأني ما علمت شيئا؟

لا أستطيع حتى التفكير أمامي طريق وعر مجهول ثم رفعت بصرها للسماء مناجية ربها:

ربي أنت تعلم ضعفي وحزني أمدني بقوة من عندك تجعلني أهتدي للطريق السليم

ربي أنت تعلم أني ليس لي ذنب فيما اقترفه والداي وتعلم كيف سينظر لي الناس بعد معرفتهم بحقيقة مجيئي؟

وأني لقيطة

سأذهب أصلي وأقرأ القرآن علني أجد قرارا صائبا يدلني على ما يمكن أن أفعل

مسحت دموعها وذهبت للصلاة وبعد أن صلت فكرت في ........

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير