تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قبح الله الفراق]

ـ[قلب ألاسد]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 05:20 م]ـ

هز الفراق احاسيسي فبعثرها ............ وضاق صدري ودمع العين يغمرها

إن الوداع له في القلب موقعة ............ تكاد تقطع احشائي وتنثرها

لولا التصبر للاقدار مابقيت ............ لنا بأيامنا آمال نذكرها

لطالما عشت في دنياي مرتقب , ........... لفرصة لاحبائي نسامرها

عز اللقاء فبات القلب منكسرا ............ والنفس تدعوا عسى المولى يصبرها

فيمضي الوقت ولايام تقطعنا ............. عنكم وتدني لنا اشياء نحذرها

ياقبح الله دار كلما جمعت ........... أحبابنا اختلقت شي يكدرها

ولاتدومُ على حالٍ بصاحبها .......... بؤساً لها نجمعن فيها ونخسرها

شبابها هرمٌ مفضٍِ بصاحبه ٍ ........... كهولها رغم أنف الكل ِنقبرها

خطيبها ميت في غمر سكرته ........... قتيلها كان في يوم يقدرها

هيهات هيهات أن تصفو لطابها .......... يوما من الدهر اومن كان يعمرها

أرجو من الساده الكرام أتحافي بنقدهم الهادف

وأن لايبخلوا علينا وحاشاهم البخل

ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[02 - 10 - 2009, 09:51 ص]ـ

لولا التصبر للاقدار مابقيت ............ لنا بأيامنا آمال نذكرها

الفعل "تصبّر" يعدّى بعلى لا اللام فيقال: تصبّر على العطش و الجوع أي: تجلّد و تكلّف الصبر

لطالما عشت في دنياي مرتقب , ........... لفرصة لاحبائي نسامرها

الصواب مرتقبا

و قولك: نسامرها , إن كنتَ تقصدُ نتسامرُ فيها فقد جانَبَ تركيبُك اللفظيُّ ما تريدُ من معنى و إنما اضطرَّكَ إلى هذا التركيبِ القافيةُ , و الشاعرُ المتمكنُ لا يُكْرِهُ اللغةَ على ما لا يَصِحُّ لأجلِ الشعرِ ولا يخرجُ عن قواعدِ الشعرِ لأجلِ اللغةِ؛ و إنما يبتغي بين ذلك قواما

أما إن كان مرادُك: أنكم تُسامِرون الفرصةَ - و هو بعيد - كما قال أحدُهم:

ولمْ نفْتأْ نُسَامِرُ دَمْعَ عينٍ تحدّرَ في ليالي القهرِ هامي

فهو و إن كان أفضلَ مما لو كنتَ تريدُ المعنى الأولَ إلا أنّه لا يحملُ ما حَمَلَ بيتُ مسامرِ دمعِ عينِه من معنى جميلٍ مُدْرَكٍ

عز اللقاء فبات القلب منكسرا ............ والنفس تدعوا عسى المولى يصبرها

الصواب: تدعو بمُفارقةِ الألفِ الفارقةِ حيث تَمْتَنِعُ الصحبةُ إذا كان الفاعلُ مفردًا وحيدًا!!

أما إذا كان الفعل عائدا على جمع و قد نُصِبَ للفعل كمينٌ أو جُزِمَتْ " قُطِعَتْ " نونُه؛ وَجَبَ هنا تذييلُه بألفٍ فارقةٍ تُؤنِسُ وحدتَه!!

و قدْ عَجِبْتُ من انكسارٍ قلبِ من يتسمى ب "قلب الأسد" , و الأسد يأبى أن يُرى منكسرا!!

فيمضي الوقت ولايام تقطعنا ............. عنكم وتدني لنا اشياء نحذرها

يبدو أن انكسار قلبك الذي في صدرك في البيت السابق؛ أدَّى إلى ما حَدَثَ من انكسارِ في أضْلُعِ صدرِ هذا البيت و هذا قمّةٌ في الشاعرية!!

أما عجْزُهُ فقد سَلِمَ من الكسرِ سلامةَ عَجْزِ الإنسانِ "عَجْبِ الذَّنَب" من أن يأكله دوْدُ اللحود!!

ياقبح الله دار كلما جمعت ........... أحبابنا اختلقت شي يكدرها

الصواب: داراً وَ شيئاً

قولك: جمعت ... يكدرها , لو أتيت بنقيض الجمع - المسمى في البديع طباقا - لكان أولى , إذ كما أسلفتُ أن المفترض أن تمتطي القافية لا أن تمتطيك

ولاتدومُ على حالٍ بصاحبها .......... بؤساً لها نجمعن فيها ونخسرها

تذمرك في البيت هذا و الذي قبله ليس في محلّه إلا أن تعبد غير الله!!؛ إذ الله يقول: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ

فأنت تريد تكليفَ الدنيا ما لا تطيقُ أو تهجوَها!!

و هل عليك من حرجٍ إذا لم تأتِ إلا بما تطيقُ؟؟!!

و الحالُ الذي تريده منها تجدُه في الجنةِ , فأَمْهِرْها مَهْرَها؛ تَفُزْ بها!!

أرى في أسلوبِ عجزِ البيتِ ركاكةً جلبَها إليه مجاملةُ الوزنِ!!

شبابها هرمٌ مفضٍ بصاحبهٍ ........... كهولها رغم أنف الكلِ نقبرها

لستُ أدري بمقصودِك من "مفض بصاحبه"؟!

و هل يصحُّ تحليةُ " كل " ب " أل "؟!

و الصحيح أنّ من القبورَ ما احتوى رضيعا و منها ما احتوى فتى و منها ما احتوى شابا و منها ما احتوى كهلا أيضا , فلم أتبينْ مرادَك من تخصيصِ الكهول!!؟؟

بل إن كثيرا من الطاعنين في السن يفضلون بطنَ الأرضِ على ظهرِها و دودَها على بَشَرِها و يردِّدون: ألا موتٌ يُباعُ فأشتريه!! , فعليه يكون عجزُ بيتك هذا لهم من البشائر و المُعزِّيات!!

خطيبها ميت في غمر سكرته ........... قتيلها كان في يوم يقدرها

إن كنتَ تقصدُ ب" غمر سكرته" شدةَ السكر؛

فالذي أعرفه أن يقال: غمرة الموت و الهم و السكر أي: شدته

أما الغمر فهو الماء الكثير المغرق و لا أعلم: هل يصح أن يقال غَمْرُ الموت و السكر أم لا؛ إذ لم أجدْهم يقولون ذلك في بحثي

فهم يقولون: ماء غمر أي كثير و لكنهم لم يقولوا: غَمْر الماءِ , ولو صح ذلك لصحَّ قولك و الله أعلم

و قولك: كان في يوم يقدرها , يوحي بأنه قدرها يوما أو مدة بسيطة و الواقع أن ضحاياها كانوا من عُبّادِها طيلةَ عمرِهم فيها , فهم يذكرونها قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون فيما وهَبَتْه غيرَهم: كيف السبيلُ إلى مثلِه؟؟!!

و لو ردُّوا - مع ما لحقهم بسببها - لعادوا لما كانوا عليه من قبل!!

هيهات هيهات أن تصفو لطابها .......... يوما من الدهر اومن كان يعمرها

الفعل "تصفو" منصوب بأن و على هذا؛ فإن الواو مفتوحة , و البيت لا يتزن إلا بإسكانها , فكان الأولى بك أن تبحث عن لفظة غيرها أو تركيب غيره لا يحوجك إلى قبيح , كأن تقول: هيهات هيهات أن تبقى بلا كدرٍ , أو مثالَه مما يقيم الوزن و اللغة معا

قولك: " أو من كان يعمرها " , حشو قد اكتُفيَ عنه بما قبله و هذا من العيوب , فلئن كان الشعر محتاجا إلى الوزن , لَحاجتُه إلى المعنى أشد!!

ملحوظة: كَثُرَ في كتابتِك وصْلُ همزةِ القطعِ كوصلِ الجاهلِ المبتدعَ!! , فهذا مما لا يجوز إملاءً و قد يكونُ صارفا عن أن يُعَلّقَ على قصيدتك فتنبه رحمك الله!!

و ختاما لا أخفي عنك إعجابي بقصيدتك

فعلى ما فيها مما ذكرت؛ إلا أنها تخفي خلفها شاعرا يشق إلى العلياء طريقه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير