تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أنشوطة الصباح ...]

ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 11:47 م]ـ

قلت له:انتبه يا ولدي ...

كن على حذر ...

لا تأتِ ...

فقد جفت لغة المطر ...

تعلق في الغيب جنيناً ...

وانتظر ...

أقم في الضيق واصطبر ...

لا تخرج ...

كن على حذر ...

فإن دنيانا سقر ...

...

ضاق الصغير ذرعاً ... بالمقام ...

كسّر قيد الأحرار ... وأسوار السلام ...

وفرّ من بطن أمه إلى بطن الوطن ...

قال الطبيب: ولدٌ , أبوه مَن؟

قلت: أنا ... سأسمِيه حسن ...

...

حملت أمّ الصغيرِ ابنها لكمت على خده ألف قبلة ... من الحياة ...

سقته من صدرها لبنا خالصا ...

وبعد ساعة بلّ في قماطه!

قال: ما هذا يا أبي؟ قلت: عَفَنْ.

شيءٌ صغيرٌ من الدنيا ... أول الدنيا ... يا حبيبي يا حسن ...

وبعد ساعة جاع:ما به بطني يا أبي أضحى يئن؟!

قلت: إنه الجوع يا ولدي ... أبو الفتن ... هكذا يعيش 850 مليون في هذا الوطن ...

قال: يا أبي ... وأين نفطكم وغازكم؟ ما هذه؟! ألغازكم؟

...

وبعد ست شقوات من الزمن ... حان موعد التعليم يا حسن ...

ردد مع الأستاذ:يحيا الوطن ... عاش الوطن ...

...

قبّل كتف المدير والوكيل والناظر والغفير ... قبّل أياديهم والرؤوس ...

تعلم فعندما تكبر ستقبل يد الرئيس ونائب الرئيس ... والخسيس ...

لا تعارض ما يقول الأستاذ ... إنه تربى على الضيم ... منذ زمن ... إنه خبير مؤتمن ...

مسكينٌ لديه طفلان ... , وأم , وأيضاً ...

هات أذنك يا حبيبي: ووطن ...

لا تلعب في الحصة يا ولدي ... لا ...

تعلّم الصمت والخضوع والخنوع والركوع والإذلال ...

تعلّم أن تستسيغ غلبة الأسياد , وقهر الرجال ...

تعلّم الكفر بالإيمان , والشك باليقين , والانحلال ...

تعلّم الصمت والسكون والركون ... في كل حال ... تعلم ألا تقاوم الاحتلال ...

...

تعلّم أن تطيع ... تعلّم التطبيع ... أن تلبس ما يختارونه لك ... من العري!

تعلّم أن تمشي في طريقهم ... المراقب بالرادار!

أن تشرب من ماء إبريقهم ... المنقوع بالخمر ... والكاسيات العاريات ...

تعلّم أن تأكل من مصنوعاتهم الوطنية ... وهم يستوردون ...

تعلّم القراءة والكتابة ... ولكن إياك أن تكتب إلا ما أملوا عليك ...

إياك أن تقرأ إلا كتبهم ... وتأليفاتهم ... وتفاهاتهم ...

...

قلت له:وداعاً يا ولدي ... إني مسافر إلى حيث لا وطن ...

سأتركك في ذمة الوطن ...

لكن لا محالة عائدٌ أنا ... إذن ...

...

عدت بعد ردحٍ من الزمن ...

فتشت عن ولدي حسن ... قالوا:عذراً ... إنه مشغول ... ولن ...

إنه في الحفل البهيج بمناسبة التحرير ... يا أبا حسن ...

يا له من ولدٍ محظوظٍ ... إنه على المسرح ... عن يمينه ليلى ... عن يساره سلمى ... ومن خلفه يرقص الوطن ...

... : يا لهولي ... ولدي يغني إذن؟!

قالوا: لا ..

... : يا لمصيبتي ... ولدي يرقص إذن؟!

قالوا: لا ... لا

... : بالله عليكم ما مهنة ابني حسن؟؟؟!!!

قالوا: إنه يلقي قصيدة في حب الوطن!!! إنه شاعر الوطن ...

: ... الآن اطمئن قلبي ... ... قبح الله وجهك يا حسن ...

ـ[أم مصعب1]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:01 ص]ـ

ها قد كتبتَ ما لم يُمْله الوطن، فمن منعك؟

و نطقتَ بما لم تتلقنه في المدارس فهل ألجمك أحد؟

كثيرون هم الذين يصرخون بالحقِّ، ولكن لا يُلجم منهم إلا البطل!!

،

قلمٌ سامق أشرف بقراءة حرفه ..

و ضجرٌ متدفق يُشارك دفقي ..

أسأل اللهَ أن يُصلح الأحوال ..

،

،

تقديري

ـ[أحمد بن علي]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 12:31 م]ـ

حواطر جميلة ..

بوركت أخي.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير