[كابة الحرمان]
ـ[محمد شمس]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 09:28 ص]ـ
[كابة الحرمان]
تغيرت القاهرة كثيرا،انبهرت لأضوائها وهى تلمع مع قطرات المطر كحبات لؤلؤ منثور ... لم أزرها منذ فترة طويلة،فأحس بدفء الحنين، رغم برودة الليلة أسير بلا هدف، لكن أجد متعتي في ذلك،فكل ما فيها جميل، لكن الشئ الجديد في القاهرة،نشاط أهلها رغم البرودة والمطر، نشاطا لم أتعود عليه منذ السبعينات، لقد كان الكثير يتمنى نزول المطر،لينعم بكسل لذيذ في بيته، أما الآن فالحركة تدب في كل الشوارع، والزحام يغريني أن أذوب فيه، فتسعدني التجربة،فامشي معه لاقف عند معرض لأجهزة التلفاز، يملأ واجهته الزجاجية بكم هائل من الأجهزة الجديدة، وكل واحد منها يقدم قناة مختلفة، بها عرضا مثيرا،يجعل عينيك تطوف العالم كله عبر قنواته المختلفة، فلا تلاحق أنفاسي الأحداث المتلاحقة، يبهرني عرض التلفاز، الذي صار كصورة أبي الضخمة العتيقة المعلقة في احد جدران منزلي الريفي،بينما تلفازي يقدم ألوانا غريبة،ليست لها علاقة بالألوان التي نعرفها في حياتنا
تحركت عيناي عبر القنوات:ما كل هذا رقص وغناء وحرب ورياضة و ............ اشعر بقدمي تتعثر بشيء ظننته حجرا،وعندما نظرت إليه،وجدت صبيا مفترشا الأرض، متسمرة عيناه أمام شاشة واحدة،لا يحيد عنها،فقلت له:متأسف
فلم يرد علي، فانشغاله بمتابعة فيلم الكارتون بأحداثه المتلاحقة لم تجعله يشعر بصدمتي أو أسفي،تركت ذلك العالم السحري التلفازي لأنظر إلى ذلك العالم الإنساني المحروم، الذي هزمت عنده متعة المشاهدة وقسوة الحرمان برودة الشتاء وحبات المطر.
اندهش لضحكته النابعة من قلب محروم، لتصفيق يديه القذرتين لبطل فيلمه المنتصر،اندمجت معه، وشعرت بلذة غريبة ورغبة عارمة،أن أجالسه رصيفه وتصفيقه وعندما هممت .............. كان كل شيء قد صار مظلما
يا الهي لقد اطفىء المعرض أنواره، وبدأ يغلق أبوابه،وعندما نظرت لوجهه، صار هو أيضا مظلما،وبرقت عيناه فهطل مطرها بغزارة، ليقوم بعدها حزينا، مستندا على قدمين أثقلت بألم وأوجاع سنين بؤسه، دارت بي الدنيا وعندما استجمعت قوتي واعدت البصر إليه لم أجده فقد غرق في ظلمة الكآبة والحرمان
محمد شمس
انتظر تعليقكم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 09:47 م]ـ
الأخ محمد هل أنت متزوج؟
ـ[آكلة الكتب]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 10:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على رسولنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندما تُحلق بعيدا و تفكر بالحرمان
تجد المحرومين هنا و هناك
تبحث عن دموعهم، فتراها مبعثرة حولهم
تحاول أن تمسحها لكنك لا تستطيع فعل ذلك
لانك حتى ان مسحتها سيظل حزنهم العميق
تستمر الحياة .. و نرجو أن نستطيع إخراجهم من حزنهم
محمد شمس .. أنامل راقية نسجت كلمات براقة ممتلئة بالحرمان
أدام الله سبحانه و تعالى رقي أناملك و نبض قلمك
ـ[أبو سارة]ــــــــ[14 - 09 - 2009, 11:41 م]ـ
آكلة الكتب!
لو كان: قارئة الكتب (على وزن قارئة الفنجان) فلا بأس!:)
أليس كذلك؟
ـ[محمد شمس]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 04:12 م]ـ
اخي ابو سارة لقد سألت عن زواجي فاقول لك نعم ولكن لماذا ان ذلك ليس له علاقة باحداث القصة فارجو الرد لماذا سالت هذا السؤال
ـ[محمد شمس]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 04:14 م]ـ
اشكرك اختي الغالية على تعليقك الطيب واتمنى ان تقرئي قصتي دموع كلماتي فسوف تعجبك كثيرا
ـ[علي جابر الفيفي]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 06:00 ص]ـ
اندهشت لنَصّك , لديك قدرة فائقة على التصوير ...
ولكن انتبه لقدميك في المرة القادمة.
ـ[محمد شمس]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 08:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليك ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا على اطرائك اخي علي
ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 10:48 م]ـ
والزحام يغريني أن أذوب فيه، فتسعدني التجربة
تجربة أعيشها عامدا متعمدا ما استطعت كل جمعة في زحام وسط عمّان.
وكل واحد منها يقدم قناة مختلفة، بها عرضا مثيرا
بها عرض مثير
لتصفيق يديه القذرتين لبطل فيلمه المنتصر،اندمجت معه، وشعرت بلذة غريبة ورغبة عارمة،أن أجالسه رصيفه وتصفيقه
كتابة قصصية بارعة تحتشد وصفا نفسيا واسع الدلالة: أن أجالسه رصيفه
ـ[محمد شمس]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 01:37 ص]ـ
اشكرك اخي كثيرا على نقدك وبنقدكم تكون مراجل حياتي القصصية
ـ[محمد شمس]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 06:05 م]ـ
كنت اتمنى ان اجد تعليقات نقدية اكثر مثلما فعل اخي محمد الجاهلين ولكن على كل حال هذا هو حال القص لا يجد عناية على كل حال شكرا واتمنى ان تكون اعجبت كل من قراها ولم يعلق محمد شمس
ـ[محمد شمس]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 12:14 ص]ـ
ومازلت ابحث في كابة عن نقاد المنتدي لينقدوا قصتي ولكن يبدوا اني ساعاني الحرمان كثيرا في (كأبة الحرمان)