تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[راشد وهيفاء]

ـ[معلمة أجيال @]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 01:41 ص]ـ

:::

راشد وهيفاء زوجان جد يدان على الحياة الزوجية ولم يمض على زواجهما سوى شهر واحد

يعود راشد من عمله ويتناول غداءه ثم يذهب مع أصدقائه ويبقى معهم وقتا طويلا وفي الإجازة الأسبوعية يتأخر حتى ساعات الفجر الأولى وإن اتصلت به هيفاء تضجر من اتصالها وأظهر امتعاضه من سؤالها

تظل تنتظره وقتا طويلا في ساعات الليل الأخيرة وإن عاد سألته: لم تأخرت؟

فيجبها بنفور: مهما تأخرت لا تسألي ولا تشغلي بالك أعود وقتما أشاء

نامي ودعيني لشأني.

وإن بقي بالبيت فإنه لا يتحدث معها إلا نادرا

إن كان يشاهد مباراة في كرة القدم وجاءت تسأله أشار لها بيده بأن تصمت وإن أجابها فإجابة مقتضبة وكأنه يقول لها: لا تسألي

سألت هيفاء راشدا: لم لا تهتم بوجودي معك ولا تشاركني الحديث؟

راشد: أرجو أن تفهمي الكلام الذي سأقوله لك جيدا: لا تظني أن الزواج سيفرض قيودا على حياتي وسيحرمني من أصدقائي وهواياتي أنا شاب أهوى الانطلاق في الحياة وقد ترددت قبل الزواج خوفا أن يكون زواجي سجن لي

شعرت هيفاء بملل من حياتها الباردة مع راشد الذي لا يعطي أي اهتمام بها فقررت أن تتجاهله هي أيضا

ذهب كعادته مع أصدقائه وعند خروجه من البيت لم تسأله هيفاء متى سيعود؟

فاندهش

بل كانت تتابع التلفاز ولم تلقي بالا لخروجه

مر وقت طويل ولم تتصل هيفاء به ينظر إلى جواله ولا يرى رسالة ولا يسمع رنينا

فمازحه أصدقاؤه: " المدام " نسيتك الليلة " ... ههههه

فانزعج راشد واستاء من كلامهم

وعند عودته للبيت في الساعة الثالثة فجرا وجدها نائمة فزادت دهشته

وفي اليوم التالي توقع أن تسأله عن أحواله وأين سيذهب؟

فلم تفعل!! .. فزادت دهشته وسأل نفسه:

لم لم تعد تهتم لخروجي أو بقائي ... ما الذي غيرها؟

وعند خروجه نادها: وقال هيفاء سأخرج الآن مع أصدقائي " قالها بصوت عال " كي تسمعه

هيفاء تتابع التلفاز ولم تهتم لما يقوله راشد

عاد للبيت باكرا ووجدها تقرأ مجلة .. جلس بجانبها وقال: هيفاء لقد عدت باكرا هذه الليلة

نظرت إليه ولم ترد فأعاد الجملة لها وهو يداعب خصلات شعرها

فقالت: لقد سمعتك لا تقطع علي القصة التي أقرأها

قال راشد: لم تسأليني ماذا أريد من طعام؟

نظرت إليه هيفاء نظرة غير مهتمة وقالت: إن أنهيت قراءة المجلة سألتك .. مازال الوقت باكرا

انزعج راشد وذهب لغرفة نومه وهو يقول: لا أريد طعاما وأكملي ما لديك

تضحك هيفاء بصوت منخفض وتضع المجلة على وجهها

وفي اليوم التالي قال راشد: هيفاء: سأتأخر الليلة مع أصدقائي فلا تقلقي

قالت هيفاء ببرود شديد وأنا سأذهب لصديقتي وهي جارتنا نوال وسنجتمع ببعض الجارات ابق ما شئت لا تثريب عليك

فزاد غضب راشد وأغلق الباب بقوة تظهر مدى استيائه من لا مبالاتها

وعاد يوما للبيت ووجدها تتابع برنامجا تلفزيونيا باهتمام وجلس بالقرب منها يريد الحديث معها وهي تشير إليه بأن يصمت ...

راشد: هيفاء أريد الحديث معك

هيفاء: أرجوك لا تتحدث إني أتابع البرنامج بحماس شديد لا تقطع علي متابعتي

راشد: وهل البرنامج أهم مني؟

هيفاء: لا, ولكن القضية المطروحة هامة والنقاش ساخن جدا ,, لقد فوت علي حديثا هاما اصمت أرجوك

نهض راشد وهو غضب جدا وقال: تابعي برنامجك كما تشائين.وتركها

ومرت أيام على هذا الحال وراشد مستغرب من برود هيفاء وعدم اهتمامها به

تارة تريد متابعة برنامج وتارة تقرأ كتابا أو مجلة وتارة تخرج مع صديقاتها ولا تعطيه أي اهتمام وكلما أراد الحديث معها طلبت منه الصمت

وفي يوم من الأيام طلب منها شايا وبعض المكسرات وأراد أن يتحدث إليها

أحضرت الشاي والمكسرات ووضعتها أمامه وأخذت كأسا لها وابتعدت عنه وعيناها تحملق في الشاشة

فقال لها: راشد هازئا .. انتبهي لنفسك ربما احترقت بالشاي وعيناك متسمرتان على الشاشة

أخذ يرتشف الشاي ويتأملها وهي تتابع البرنامج وسأل نفسه:

لماذا تغيرت طباعها .. لماذا لا تهتم بي؟ ولا يهمها شأني

هل في حياتها رجل آخر؟

لا أستغفر الله ما هذا الظن؟

كلما جئت للبيت وجدتها تتابع التلفاز أو تقرأ أو أنها عند الجارات

ولكن لم تعاملني بهذا البرود؟ ما سر تغيرها؟

ثم سألها عما يتحدث هذا البرنامج يا هيفاء؟

نظرت إليه وهي تشير إليه بالسكوت لاندماجها مع الحوار

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير