خِلتَ التيمّمَ واجبًا
ـ[المرزوقي العماني]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 02:05 ص]ـ
لي في الفؤادِ منازلٌ أحببتها
و أنختُ كلَّ صبابةٍ لمعذّبِ
لكنّ عصفورًا تورَّدَ خدُّهُ
ألقى بظلِّ جناحِهِ المتشعِّبِ
فأصابَ من نفسي فطانَةَ لُبّها
سبحان من خلق الجمال يُهيِّبِ
وسأتركُ التلويمَ في طلبِ الِّنسَا
إن كان حقًّا فالحِسانُ تُغيِّبِ
أضغاثُ أحلامٍ ترانيَ ساحِبا
إلا مناما كان صدقًا يَسحَبِ
لما نحوتُ صباحَ قومٍ شاردًا
من كلَّ عقلٍ بالبلادةِ يَذْهَبِ
وأنا أسيرُ بخطوةٍ و ورائِها
أثرُ الكآبةِ كالمريضِ المُنْكَبِ
قابلتُ فارسَ حسنِهِ و جمالِهِ
فنسيتُ أتعابًا و لستُ بمتعبِ
وتجمدتْ أطرافُ جنبيَ ساعةً
حتى العيون تفرغتْ كي تَنهبِ
فرأتْ تفتُّحَ وجنتيهِ ساخرًا
من كلَّ حيٍّ بالجمالِ يُعَيِّّبِ
رعبوبةٌ زهراءُ صفراءُ الدجى
مملودةٌ هيفاءُ لا تُستغربِ
فهي الرشوفُ حديثُها إن كلّمَتْ
و هي الشموسُ سَويَّةٌ تُستحَببِ
لو يسمعُ المأسوُر لطفَ حديثِها
فُكّتْ قيودُ الأسرِ دونَ مسبَّبَ
أو جاورَ القيسُ المشوقُ لبيتها
نطقتْ فمٌ: يا ليلُ لستِ بمذهبِي
فسألتُها عن بلدةٍ ما شأنُها؟
كيف السبيلُ لها و كيف سأطلبِ؟
وأتت إجابةُ سائِلي و بدقةٍ
فروت لسانيَ وارتوى قلبي الصبي
أَإِذا وجدت الماء رقراقا سرى
خِلْتَ التيممَ واجبًا للمذنبِ؟
فمن الجنون بأن ترى عسلاً صفا
و تحيدَ عنه إلى الخمورِِفتشربِ
يا سائلي إني أجبتكَ آنفًا
فأجبْ سؤاليَ بالحلالِ الطيّبَ
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:21 م]ـ
يا صاح أحكمت العروض ولم تُجِدْ ... إعراب قافية الكلام الطيب
فنقضت غزلك بعد إبرام له ... حسن الخواتم في دعاء للنبي
ليس المقيم الوزن يدعى شاعرا ... ما لم يكن لكلامه بالمعرب
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 01:16 م]ـ
يا صاح أحكمت العروض ولم تُجِدْ ... إعراب قافية الكلام الطيب
فنقضت غزلك بعد إبرام له ... حسن الخواتم في دعاء للنبي
ليس المقيم الوزن يدعى شاعرا ... ما لم يكن لكلامه بالمعرب
كفى بنتفتك نقدا و تقييما لما كتبه أخونا العماني
ولكن هل يشبه من لم يختم قصيدته بالصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - بالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا؟؟
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[18 - 10 - 2009, 09:03 م]ـ
كفى بنتفتك نقدا و تقييما لما كتبه أخونا العماني
ولكن هل يشبه من لم يختم قصيدته بالصلاة على النبي - صلى الله عليه و سلم - بالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا؟؟
حياك الله أخي أبا الطيب.
ما إلى هذا أخي الكريم رميت، وإنما رميت إلى أن سوء الخاتمة يفسد ما قبله من حسن العمل، وسوء الخاتمة هنا نهاية البيت، فقد يؤتى بالمعنى الحسن في أثناء البيت فيفسده سوء إعراب القافية.
وما قصدته بدعاء النبي، أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو بحسن الخاتمة، نحو " اللهم اجعل خير أعمالنا ما يلي آجالنا .. " أو " إن ملاك الأعمال خواتيمها " أو كما قال صلى الله عليه وسلم، أو ما روي عن الحسن موقوفا: " اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها .. " ومثل هذا مما جرى على الألسن نحو (العبرة بالخواتيم).
وإنصافا لأخينا العماني أقول: ما أردت بتعليقي التقويم والنقد، فمن الأساتذة من هو أكفى مني في هذا، وإنما أردت التنبيه إلى أبرز ما استرعى انتباهي من خلل، وهو تغليب حركة الروي على قواعد النحو.
والتقويم يكون بذكر المحاسن والمساوئ، ومن محاسن نظم أخينا المرزوقي إقامته الوزن، وغنى معجمه اللغوي بألفاظ فصيحة .. مما يمكنه ببعض الجهد والاهتمام بالنحو وجودة السبك أن يبدع شعرا عذبا.
والله الموفق